التخطي إلى المحتوى

صونيا رزق – الديار

تبدو الاجواء الحكومية ايجابية وفق ما تشير المعلومات، وسوف تتبلور اكثر مع عودة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من الخارج، على ان يتصاعد الدخان الابيض من السراي مطلع الشهر المقبل، نتيجة وساطة قام بها حزب الله وظهرت في كلمة الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله قبل ايام وقوله: «لدينا آمال كبيرة في تشكيل الحكومة، إذ لا يجوز أن نصل الى الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف أعمال، وندخل في نوع من أنواع الفوضى»، خصوصاً بعد فوز وساطته بين رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي، للتقريب في وجهات النظر، والتخفيف من وضع الشروط المتبادلة، بعد مضيّ ما يقارب الاربعة اشهر على التكليف، من دون أي تقدّم خلال الزيارات التي قام بها ميقاتي الى قصر بعبدا، وكان في معظمها يخرج متجهّم الوجه من دون أي كلام، الامر الذي يؤكد مدى وجود مسافات سياسية شاسعة بين بعبدا والسراي، مع ما تضمّن ذلك ومنذ فترة طويلة من صعود وهبوط في العلاقة السياسية بين عون وميقاتي، بسبب التناحرات التي شهدتها أروقة القصر.

 
لكن هذه المرة ساهم ميقاتي في بث اجواء التفاؤل، بعد تصريح اطلقه خلال زيارته الاخيرة الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية، حيث قال : «مشوار الجايي رح إجي وضلني قاعد حتى تشكيل الحكومة، وما رح فل، رح نام هون». وهذا يعني انّ المرة المقبلة التي تلي قدومه الى لبنان، ستكون حافلة بإعلان التشكيلة المنتظرة منذ اربعة اشهر، والتي ستريح الوضع في البلد، وتساهم في هبوط سعر الدولار بشكل كبير، وفق ما تشير مصادر اقتصادية، تعتبر بأنّ السياسة والاقتصاد مرتبطان ببعضهما ولا يمكن فصلهما، والمطلوب إدارة جيدة للسياسة تساهم في خلق إدارة جيدة للاقتصاد.

الى ذلك، إعتبرت مصادر سياسية مراقبة لما يجري في إطار التأليف المرتقب، بأنّ ميقاتي سجّل طابة في مرمى «التيار الوطني الحر»، فيما رئيسه جبران باسيل يتحضّر لردّها على طريقته، ناقلة بأنّ باسيل أبلغ أحد الوسطاء الذي يعمل على خط العهد – ميقاتي لإنهاء ازمة الحكومة، أنه مستعد للتسهيل شرط ان يكون له الدور الاكبر، والكلمة الحاسمة في إنتخاب رئيس الجمهورية المقبل.

وعلى خط حزب الله، فالهدف من وساطته قطع الطريق على الفوضى التي ظهرت قبل ايام، خلال سلسلة إقتحامات قام بها مودعون، طالت عدداً من المصارف في مختلف المناطق اللبنانية، وكادت ان تتطور لتشمل مؤسسات اخرى كالمستشفيات، بالتزامن مع إمكانية حصول عمليات ارهابية، بعد الاخبار التي اشارت الى إستيقاظ خلايا نائمة، قادرة على ضرب الاستقرار الامني خلال دقائق، في بلد يتسم بالطابع الطائفي والمذهبي، لذا اتى هدف الاسراع بالتشكيلة بوقته، خصوصاً انّ الاكثرية تُجمع على حدوث الفراغ الرئاسي مطلع تشرين الثاني المقبل، إلا اذا اتى الضوء الاخضر من الخارج، وتم الاتفاق على إسم الرئيس العتيد، وبالتالي فكل شيء وارد في لبنان حتى في الساعات الاخيرة، واحياناً في الدقائق الاخيرة، بالتزامن مع أي تسوية قادرة على ضبط الوضع اللبناني.

ووفق كواليس سياسية نقلت عن ديبلوماسي غربي قوله: « الفراغ الرئاسي واقع لا محالة وقد يمتد أشهراً، وفي حال طالت مدة المباحثات والمفاوضات للوصول الى التسويات المرتبطة بالمنطقة، سيمتد الفراغ في لبنان الى ما بعد العام 2023 ، ستتخلله دعوات من رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسات لإنتخاب رئيس للجمهورية، من دون وجود نصاب بل «خربطة» سياسية كالعادة. 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *