التخطي إلى المحتوى

ليس مسدساً حقيقياً بطلقات قاتلة كان ذاك الذي بيد الشابة اللبنانية سالي حافظ التي اقتحمت مصرفاً في العاصمة بيروت، مهددة بإطلاق الرصاص من «المسدس» الذي اتضح أنه مجرد لعبة، إن لم يوافق المصرف على منحها أموالها التي حجزها دون وجه حق، شأنها في ذلك شأن بقية المودعين في المصارف اللبنانية، وتصرُّف هذه المصارف يبدو، على الأقل في حدود ما نعلم، سابقة.

في النهاية حصلت الشابة على أموالها البالغة 13 ألف دولار، التي كانت في أمسّ الحاجة إليها لعلاج شقيقتها المصابة بسرطان في الرأس، وسالي ليست الأولى ولا الأخيرة ممن اضطروا لاستخدام السلاح، أو ما يشبهه، كي يستعيدوا أموالهم، حيث تلى ذلك اقتحام سبعة بنوك أخرى، بعضها في جنوب لبنان، ولم يكتف رجلان اقتحما بنك «بيبلوس» في بلدة «الغازية» بالتهديد بالسلاح، بل إن أحدهم هدد بسكب مادة البنزين وحرق المكان برمته. تدخلت قوات الأمن لمنع الأسوأ، ولكن الرجل لم يخرج صفر اليدين، فقد استعاد وديعته البالغة 19200 دولار. وتكررت مشاهد مشابهة في فروع بنوك أخرى مثل «البنك اللبناني الفرنسي»، و«بنك لبنان والمهجر» وغيرهما.

في غمرة هذا الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان، البلد الغالي على قلوبنا جميعاً، والذي كان منارة للثقافة والفن والتقدّم والحرية، يأتي خبر هو بمثابة السلوى، عن فوز فرقة الرقص الاستعراضي اللبنانية «مياس» بلقب برنامج المواهب الأمريكي «America›s Got Talent» بعد أن أبهرت الجمهور ولجنة التحكيم بعرض راقص جسّد الأرزة اللبنانية ووجه رسالة حب وسلام، وتنافست «مياس» في نهائيات المسابقة مع 10 فرق، بعضها أمريكي والأخرى عالمية.

حتى في أصعب الظروف وأشدّها قسوة يصنع اللبنانيون الفرح، أو يسعون إليه ما استطاعوا. هذا ما يقوله فوز «مياس». لكي ندرك ذلك بصورة أفضل علينا أن نقرأ التالي على لسان مؤسس الفرقة، نديم شرفان: «لم يكن مشوار الفرقة سهلاً في لبنان، فالأزمات المتتالية كان لها أثر عليها من ناحية انقطاع الكهرباء، وتوقف الإضاءة في أثناء التحضيرات. كذلك أزمة البنزين حدّت من وصول ال37 راقصة إلى أماكن التدريب، خصوصاً اللواتي يسكنّ في أماكن بعيدة»، مضيفاً: «تغاضينا عن كل شيء لشغفنا بالرقص وحبنا للبنان».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *