التخطي إلى المحتوى

قالت الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الدراسات العربية والإسلامية بالأزهر، إن الشرع وضع 3 مراحل للتعامل مع المرأة الناشز.


 


وأوضحت سعاد صالح الملقبة بمفتية المرأة وفقيهة النساء، خلال الجزء الأول من حوارها مع برنامج حكايات زينب المذاع على تلفزيون اليوم السابع، كيف تعامل الشرع مع المرأة الناشز، قائلة: “فى مقابل درجة القوامة، قسم القرآن النساء إلى قسمين، القسم الأول هن النساء الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، وهذه المرأة ليس للزوج عليها أى كلمة، أما القسم الثانى فقال فيه القرآن: “واللاتى تخافون نشوزهن”، والنشوز هو الترفع والعصيان والخروج بدون إذن الزوج، أو استضافة أحد بدون إذنه، أى أنه يعنى حالة من التمرد، فكيف يتعامل الزوج مع الزوجة فى هذه الحالة وخاصة مع وجود أبناء، ومع حرص الشرع على المحافظة على الأسرة، وهنا وضع الشرع 3 درجات للتعامل، الأولى “فعظوهن”، وإذا استمرت فى نشوزها، ولم ينفع معها الوعظ والكلام تأتى الدرجة الثانية وهى: واهجروهن فى المضاجع، والمضاجع هى مكان النوم والهجر هو انقطاع الكلام، أى أنه ليس مقصوداً من الهجر أن يقاطعها بشكل دائم فى البيت، ولكن فى مكان النوم فقط فيولى ظهره عنها، فإذا ارتدعت عن نشوزها، فالدرجة الثالثة، وهى “فاضربوهن”.


 

سعاد صالح
سعاد صالح


 


وهنا توقفت الدكتورة سعاد صالح عند تفسير آية الضرب، حيث أفتى بعض الفقهاء بأن يكون الضرب خفيفاً وغير مبرح باستخدام السواك أو القلم الرصاص، ولكن فقيهة الأزهر اختلفت مع هذه التفسيرات، قائلة : “الشريعة الإسلامية قرآن وسنة، وسنة الرسول فعلية وقولية وتقريرية، والرسول الكريم لم يلغ نصاً ولكنه فسر النص على نفسه فقال: “أنا خيركم لأهله ولن يضرب خياركم”.


 


وأوضحت: “الرسول لم تمتد يده الشريفة لضرب امرأة، سواء زوجة أو ابنة أو أمة، حتى عندما تحالفت عليه زوجاته وطالبن بزيادة النفقة، ومنهن بنت أبى بكر وبنت عمر، فجلس حزيناً ولم يقل لهن شيئا، وعندما دخل عليه أبو بكر وسأله عن سبب حزنه، وعرف ما حدث لطم ابنته عائشة، وقال لها: “أتفعلين ذلك مع رسول الله” وكذلك فعل عمر. 


 


واستطردت فقيهة النساء قائلة : “رغم حزن الرسول الشديد من فعلهن لم تمتد يده لضرب واحدة منهن، لذلك أنا لا أوافق على مبدأ الضرب، وأقول إن النص الذى وردت فيه كلمة “واضربوهن” نص موقوف عن التطبيق لأننا نأخذ التطبيق من فعل الرسول، كما أن سيدنا عمر اجتهد وأوقف حد السرقة فى عام المجاعة، ولم يلغ النص من القرآن ولكنه وجد أن هناك من الظروف ما يستوجب أن يكون هذا النص موقوفا، وأنا لا أقول حذف النص لأن القرآن الكريم قطعى الثبوت والدلالة، ولكن أقول ننظر إلى فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع زوجاته ونقتدى بالرسول”.


 


وفسرت سعاد صالح مسألة قوامة الرجل وربطتها بالنفقة، قائلة :”كى تكون القوامة للرجل يجب عليه أن يقوم بالتزاماته كاملة فى الإنفاق على أسرته وزوجته، فكل ما تطلبه الزوجة مسئول عنه الزوج، وإذا حدث العكس وكان الرجل لا يعمل ولا ينفق على أسرته وكانت المرأة هى التى تعمل وتنفق على الأسرة، فهنا تسقط قوامة الرجل وحقوقه، لأنه لم يلتزم بحق المرأة الذى أقره الله”، مؤكدة أن المرأة فى الإسلام ليست مسئولة عن الإنفاق فى أى مرحلة من مراحل عمرها حتى وإن كانت تعمل، سواء كانت بنتا أو أختا أو زوجة، والمسئول عن الإنفاق عليها هو الرجل سواء كان الأب أو الأخ أو الزوج”.


 



 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *