التخطي إلى المحتوى

ينتظر لبنان نهاية الاسبوع الحالي وصول العرض الخطي الذي سيرسله الوسيط الاميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين ليبني على الشيء مقتضاه. وقالت مصادر متابعة للملف لـ “الديار”: “صحيح ان الامور وصلت الى خواتيمها لكن لا يمكن التحدث عن ايجابية مطلقة بانتظار قراءة متأنية للعرض الخطي الذي نخشى ان يكون مفخخا بطريقة او بأخرى”. 

وكتبت “الاخبار”: لم يطرأ جديد على المتابعات اللبنانية التي كررت توقع وصول مسودة خطية من الوسيط عاموس هوكشتين خلال يومين، وهو الأمر نفسه الذي أشير إليه أمس في تل أبيب، وكشفت القناة 12 العبرية أن إسرائيل تلقت بلاغاً بأنه في الأيام المقبلة ستقدم واشنطن مسودة الاتفاق بكل تفاصيله، وأن الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية، مدعوتان إلى اتخاذ قرار بالموافقة. وبعيداً من الدخول في التفاصيل ستتم التسوية بين المطلبين اللبناني والإسرائيلي، عبر خط وسطي يمكن للدولتين التعايش معه.

أما القناة 13 فاعتبرت أن جلسة المجلس الوزاري المصغر المفترض أن تنعقد الأحد المقبل، لمناقشة هذه القضية، بمثابة مؤشر على اقتراب موعد التوقيع بين لبنان وإسرائيل، بخاصة أن هذا المجلس هو المعني بالمصادقة النهائية والنقاشات الرسمية تجرى ضمن إطاره.وواصلت قيادة العدو التمهيد لتأجيل عمليات الاستخراج ريثما يوقع الاتفاق، فأعلنت من جديد انه لا يوجد تاريخ نهائي للبدء في استخراج الغاز من منصة كاريش في انتظار نتائج تجارب الضخ التي أجرتها شركة “إنيرجيان” الأسبوع الماضي.

وكتبت دوللي بشعلاني في ” الديار”:مصادر سياسية عليمة أكّدت أنّ الحديث عن نيل لبنان مطالبه بنسبة مئة في المئة، يعني أنّ «الإسرائيلي» وافق على حصوله على الخط 23 كاملاً أي على بلوكاته الحدودية 8و9 و10على ما هي عليه، كما على حقل «قانا» كاملاً من دون أي مشاركة «إسرائيلية» في عائداته المالية، وإلّا فإنّ لبنان لا يكون قد حصل على كلّ ما يطالب به. وإذ يحاول رئيس الحكومة «الإسرائيلية» يائير لأبيد، على ما تقول المعلومات، إقناع «الإسرائيليين» بجدوى توقيع اتفاقية الترسيم البحري مع لبنان وتمريرها قبل الانتخابات النيابية في 1 تشرين الثاني المقبل، لا يزال بنيامين نتنياهو في المعارضة «الإسرائيلية»، في الوقت نفسه ينتقد لابيد على ما يقدّم من تنازلات للبنان، ومن وجهة نظره، ويتهمه بالخضوع لتهديدات حزب الله.

واعتبرت المصادر نفسها أنّه بعد تسلّم لبنان النص المكتوب من هوكشتاين نهاية الأسبوع الحالي، يكون قد دخل المرحلة التفاوضية ما قبل الأخيرة التي يُفترض أن تُتوّج بعد ذلك بالمرحلة الأخيرة التي تتطلّب جلوس الوفدين الى طاولة الناقورة برعاية أممية ووساطة هوكشتاين، من أجل تثبيت التوافق على بنود الإتفاقية على الخرائط فنياً وتقنياً والتأكّد منها على أرض الواقع. ومن المفترض أن يقوم السياسيون بدراسة النص ومناقشة بنوده لتعديل ما يناسب مطالب لبنان ومصلحته، إذا ما دعت الحاجة لذلك.
وأعادت المصادر التأكيد على أنّه لن يكون هناك توقيع بين لبنان والعدو الإسرائيلي على نسخة واحدة من الإتفاقية، لكيلا يفسّرها الأميركي و»الإسرائيلي» على أنّها نوع من التطبيع مع العدو. أمّا ما سيتم التوافق عليه، فسيُدرج في كتابين منفصلين يُرسله كلّ طرف على حدة الى الأمم المتحدة، على غرار المراسيم المودعة لديها، لتحل مكان المرسومين السابقين اللذين يحدّدان الحدود البحرية تبعاً للخط الجديد الذي سيتمّ رسمه بدلاً من الخطين 1 و 23 المتعارف عليهما.
ولا بدّ ، على ما ذكرت المصادر عينها، من أن يتمّ التأكيد في الكتابين على الفصل بين الترسيم البحري والبرّي لئلا يُفسّر الإتفاق على المنطقة الأمنية داخل المياه الإقليمية اللبنانية، أي عند النقطة B1 في رأس الناقورة نوعاً من الترسيم البرّي. وموقف لبنان معروف من هذه المنطقة المحتلّة من العدو الإسرائيلي، وهو لن يتخلّى عنها لأي سببٍ كان، وإن وافق على أن تكون بعهدة القوّات الدولية أو «اليونيفيل»، على ألّا يقترب منها أي من الجانبين.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *