التخطي إلى المحتوى

الشارقة في 6 سبتمبر / وام / حدد تقرير “التوجهات المستقبلية
للاستثمار الأجنبي المباشر وإمكانات القطاعات” الصادر عن مكتب الشارقة
للاستثمار الأجنبي “استثمر في الشارقة” سبعة قطاعات رئيسة في الإمارة
تتمتع بإمكانات إستثمارية عالية وقدرة على جذب رؤوس الأموال النوعية
والمستدامة والارتقاء بقدرة الشارقة التنافسية في المشهد الاقتصادي
العالمي وعلى خارطة الاستثمارات العالمية.

و أوضح التقرير الذي تم إعداده بالتعاون مع المؤسسات والهيئات
المعنية في الإمارة وشركة “برايس ووتر هاوس كوبرز /بي دبليو سي الشرق
الأوسط/” للاستشارات والتدقيق أن القطاعات السبعة هي: الرعاية الصحية
والرفاه الاجتماعي والنقل والخدمات اللوجستية والثقافة والسياحة
والتكنولوجيا الزراعية والغذائية والتكنولوجيا الخضراء ورأس المال
البشري والابتكار والتصنيع المتقدم.

و أكد التقرير وجود العديد من العوامل التي تدعم جذب الشارقة
للاستثمارات التي يأتي في مقدمتها البيئة الاستثمارية الراسخة والمدعومة
بتشريعات حديثة ومحفزة وذلك في ظل تمتع الإمارة ببنية تحتية متطورة
مواكبة للمستقبل وارتقائها المستمر بمستويات الابتكار واحتضان الإمارة
للموهوبين الشباب ووجود أكثر من 60 ألف مشروع صغير ومتوسط فيها.

ونوه التقرير إلى أن امتلاك الشارقة أيضاً 6 مناطق حرة و33 منطقة
صناعية وارتباطها القوي بالعالم عبر موانئ بحرية وجوية حديثة يعزز مرونة
الإمارة واستقرارها وقدرتها على التغلب على التحديات الاقتصادية
العالمية ويرسخ مكانتها باعتبارها بوابة لأسواق منطقة الخليج العربي
البالغ ناتجها المحلي 1.6 تريليون دولار “5.88 تريليون درهم”.

و أشار إلى أن دولة الإمارات عموماً تعد واحدا من أفضل الاقتصادات
وأكثرها انفتاحاً على المستثمرين ما أهلها لجذب أحجام مرتفعة من
الاستثمارات الأجنبية المباشرة على مدار الأعوام الماضية لافتاً إلى أن
الشارقة تستفيد من هذه المكانة المميزة لتعزيز جاذبيتها لاستقطاب المزيد
من رؤوس الأموال الأجنبية.

وأفاد التقرير بأنه على الرغم من ظروف جائحة فيروس كوفيد-19 التي
أثرت تداعياتها في جميع أنحاء العالم نجحت الشارقة خلال عام 2020 في جذب
استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 220 مليون دولار “808 ملايين درهم” فيما
زادت مشاريع هذه الاستثمارات بنسبة 60 في المائة في الربعين الثالث
والرابع من العام نفسه مقارنة بعام 2019 وأسهمت في توفير 1117 وظيفة
متجاوزة الوباء وتأثيراته الاقتصادية لتعكس الثقة الكبيرة التي يوليها
المستثمر الأجنبي في الشارقة.

وجاء النمو القوي في عام الوباء بدعم من 4 قطاعات رئيسة في الإمارة
تصدرها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بنسبة 55.6 في المائة ثم
الأغذية والصناعات الزراعية 49.7 في المائة ثم علوم الحياة 47 في المائة
ثم التوزيع والخدمات اللوجيستية 46.2 في المائة، الأمر الذي يعزز أهمية
هذه القطاعات الحيوية في أوقات الأزمات.

ووفقاً للتقرير فإن الشارقة أمام فرصة كبيرة للاستفادة من النمو في
القطاع الصحي بالدولة الذي يقدر حجمه بـ4.7 مليار دولار “17.26 مليار
درهم” ويصل نموه السنوي إلى 7.3 في المائة حتى العام 2024 لاسيما مع
وصول نصيب الفرد من الإنفاق على القطاع الصحي في الدولة إلى 1643 دولار
“6035 درهماً” في العام 2019 وهو عام ما قبل الجائحة.

وبفضل ارتفاع متوسط أعمار قاطني الإمارة و زيادة التعداد السكاني
وتطور خدمات قطاع الرعاية الصحية فإن من المتوقع أن يشهد القطاع زيادة
كبيرة في الاستثمارات الموجهة إليه مع الاستفادة بوجه خاص من مكانة دولة
الإمارات وموقعها ضمن أفضل 10 وجهات دولية للسياحة الطبية.

و حدد التقرير ثلاث فرص استثمار رئيسة في القطاع بالشارقة أولاها
التصنيع الدوائي والطب الدقيق المتخصص بالأنسجة الحيوية والمنتجات
الطبية المصممة خصيصاً للمتعامل والثانية معاهد الرعاية الطبية المتخصصة
مثل مراكز تقديم الرعاية للمسنين ومراكز إعادة تأهيل المرضى والثالثة
السياحة العلاجية في الإمارة التي يمكن أن تستفيد من انخفاض التكاليف
نسبياً فيها مقارنة بالأسعار السائدة في المنطقة.

ونوه التقرير إلى أن الإمارة وبفضل موقعها الاستراتيجي وامتلاكها
موانئ على الخليج العربي وخليج عمان باتت تشكل بوابة لأسواق منطقة
الخليج ونقطة وصول أسرع إلى أسواق شرق وجنوب آسيا وأستراليا وأفريقيا ما
يجعلها تزخر بالفرص الاستثمارية ضمن قطاع النقل والخدمات اللوجيستية
لاسيما في ظل تخصيص الإمارة 43 في المائة من ميزانيتها في عام 2021
لتطوير وتحسين البنية التحتية بما في ذلك الطرق.

و تناول التقرير الفرص الاستثمارية التي تتيحها الشارقة في القطاع
مشيراً إلى أن حلول النقل الذكية التي توفرها قطارات هايبرلوب وعربات
التنقل الكهربائية الذكية وحلول الشحن الكهربائي بالإضافة إلى أتمتة
عمليات الشحن بالذكاء الاصطناعي والروبوتات فضلاً عن تأسيس مرافق تبريد
مخصصة للبضائع سريعة التلف مثل الخضار والأدوية تشكل جميعها فرصاً واعدة
في هذا القطاع المتنامي على مستوى دولة الإمارات الذي يرجح أن يصل حجمه
إلى 30 مليار دولار “110 مليارات درهم” بحلول عام 2025.

و توقع التقرير أن يصل حجم قطاع السياحة والسفر في الشارقة إلى 20.3
مليار دولار “74.5 مليار درهم” بحلول العام 2027 مستندا على الجذب
السياحي المتنامي ومشاريع الضيافة والترفيه الجديدة والاستثمارات
الحكومية في مشاريع البنية التحتية السياحية بالإضافة إلى نسب النمو
التي شهدها قطاع الفنادق في عام 2019 /عام ما قبل الجائحة/ التي بلغت
حينها 5 في المائة وأيضاً العوائد الفندقية في العام ذاته البالغة 156
مليون دولار”573 مليون درهم” خاصة في ظل التعافي السريع الذي شهده
القطاع منذ العام الماضي.

و أكد أن الإمارة تزخر بالمعالم الطبيعية المختلفة ما عزز أهميتها
وجهة متنامية على قائمة منتجي الأفلام ومصوريها كما أن هذا التنوع يتيح
فرصاً استثمارية في القطاع السياحي لإطلاق مشاريع الأنشطة الجبلية أو
المغامرات الصحراوية أو حتى الشاطئية والبحرية منوهاً إلى أن الإمارة
تضم العديد من الأماكن الطبيعية والتاريخية القابلة للاستثمار التي
تتوزع على مختلف مدنها وتحويلها إلى مشاريع للسياحة البيئية.

و لفت إلى أهمية المعارض التجارية والفعاليات الثقافية الحية التي
تستضيفها الشارقة على مدار العام والتي تلعب دوراً كبيراً في الجذب
السياحي وهو ما يمكن استثماره في مشاريع تعود بالربحية على المستثمرين.

و تطرق التقرير إلى الإنتاج الزراعي والغذائي في الدولة موضحا أن حجم
سوق الإنتاج الزراعي المحلي في عام ما قبل الجائحة 2019 بلغت قيمته 626
مليون دولار “2.3 مليار درهم” مع عائدات سنوية قوية بلغت حينها 9.8 في
المائة ومع وجود خطة طموحة لدى الدولة لمضاعفة الإنتاج إلى 1.1 مليار
دولار “4 مليارات درهم” بحلول العام 2024 فإن القطاع سيشكل بوابة للعديد
من المشاريع التي ستجد في الشارقة مستقراً لها.

و أوضح التقرير أن هذا القطاع الحيوي في الشارقة يتيح العديد من
الفرص المبتكرة إذ يمكن إقامة مزارع لتربية الأحياء المائية والأعشاب
البحرية التي تدخل في الصناعات الغذائية خاصة على الساحل الشرقي للإمارة
بالإضافة إلى مشاريع الزراعة المائية والبديلة والعمودية فضلاً عن الفرص
التي يتيحها قطاع التغليف وإنتاج الأغذية في ظل وجود مناطق حرة وصناعية
متنوعة وارتباط الإمارة القوي بالأسواق الخارجية ما يسهل تصدير
المنتجات.

وذكر التقرير أن الشارقة تعتبر أحد رواد قطاع التكنولوجيا الخضراء
والاستدامة البيئية في المنطقة و أصبحت منذ مايو 2022 أول مدينة في
الشرق الأوسط تُحول فيها النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات إذ تسهم
محطة تحويل الطاقة إلى نفايات ومجمع الطاقة الشمسية التابعين لشركة
“بيئة” في إنتاج طاقة منخفضة الكربون تكفي لتزويد 67 ألف منزل بحاجتها
من الكهرباء.

و أشار إلى أن دولة الإمارات تنتج 19 في المائة من النفايات الصلبة
على مستوى دول الخليج ما يعني وجود فرص استثمارية كبرى متاحة في القطاع
لتوليد الطاقة النظيفة من النفايات كما أن الدولة تتمتع بأحد أعلى
معدلات الأيام المشمسة على مدار العام في العالم لذا فإنه من المتوقع
نمو سوق الطاقة الشمسية المحلي بنسبة 15في المائة في الفترة من 2022
وحتى 2025.

و وفق التقرير فإن الفرص الكامنة في القطاع بالشارقة تتمثل في بناء
مصانع لإعادة فرز النفايات وإعادة تدويرها ثم إرسال الباقي إلى محطة
تحويل النفايات إلى طاقة بالإضافة إلى مشاريع تخزين الطاقة النظيفة
ومشاريع توليد الطاقة من مصادر نظيفة مثل الهيدروجين والطاقة الشمسية
كما أن مشاريع المباني الخضراء والمباني الذكية تعتبر جاذبة إلى حد بعيد
لرأس المال الأجنبي المباشر.

و لفت التقرير إلى أهمية التعليم في بناء أجيال قادرة على النهوض
بالاقتصاد بمختلف قطاعاته مشيراً إلى احتضان الشارقة فرصاً استثمارية
مغرية لبناء الأكاديميات المهنية المتخصصة ومعاهد بناء مهارات المستقبل
ومختبرات البحث والتصنيع والابتكار التي تعمل على إيجاد حلول منخفضة
الكلفة للمشاكل المعقدة لاسيما مع إستثمارها 1.5 مليار دولار”5.5 مليار
درهم” سنوياً في التعليم والبحوث.

وأوضح أن قطاع التعليم في الدولة مرشح لتحقيق نمو يصل إلى 5 في
المائة سنوياً حتى عام 2024 ما يعني الحاجة إلى إنشاء المزيد من
الحضانات ومراكز الأطفال المتكاملة والمدارس لمواكبة الطلب وهي مشاريع
تتمتع بجاذبية خاصة للمستثمرين.

و كشف تقرير “استثمر في الشارقة” أن قطاع التصنيع المتقدم يشكل
المستقبل بالنسبة للدولة وإمارة الشارقة تحديداً مقدراً حجم القطاع في
الدولة بـ599 مليون دولار “2.2 مليار درهم” بحلول العام 2025.

ونوه إلى أن امتلاك الشارقة قاعدة صناعية قوية محلياً تتمثل بوجود
أكثر من 35 في المائة من المصانع الموجودة بالدولة فيها يعطي زخماً
قوياً لأي مشاريع جديدة في القطاع مثل مشاريع تصنيع الأجزاء وقطع الغيار
من خلال تقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد ومشاريع تصنيع أجهزة الأتمتة
الصناعية وتصنيع أجهزة الأتمتة الذكية بالإضافة إلى صناعة الروبوتات
وطائرات “درونز” وغيرها ما يتيح لتلك المشاريع الاستفادة من سوق خليجية
متنامية يصل حجمها إلى 10.3 مليار دولار “37.8 مليار درهم” بحلول العام
2023.

وقال سعادة أحمد عبيد القصير المدير التنفيذي بالإنابة لهيئة الشارقة
للاستثمار والتطوير “شروق”: تزخر الشارقة اليوم بالعديد من الفرص
الاستثمارية في شتى المجالات لاسيما ضمن قطاعات الاقتصاد الجديد
والصناعات المتقدمة والسياحة والزراعة والابتكار وغيرها ومع وجود بنية
تحتية متطورة وتشريعات مشجعة، أصبحت الإمارة وجهة أولى للأعمال وعاصمة
للصناعة في المنطقة ونتطلع للترحيب بمزيد من الشركات التي ستستفيد حتماً
من عجلة النمو المتسارعة والدعم المتواصل للمشاريع الإبداعية في الإمارة
ودولة الإمارات عموماً.

من جانبه قال محمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة
للاستثمار الأجنبي المباشر ‘استثمر في الشارقة‘ : ” تفوقت الاستثمارات
في التكنولوجيا على كل القطاعات الأخرى في مرحلة ما بعد كورونا ويعد
إعلان الشارقة عن أول مصنع للطباعة الثلاثية الأبعاد في المنطقة دلالة
واضحة على القدرات التنافسية للإمارة في قطاع التصنيع المتقدم.

و أكد أن “استثمر في الشارقة” يهتم بجذب ومساعدة جميع أنواع
الاستثمارات الباحثة عن النمو في بيئة آمنة للاستقرار في الشارقة إذ إنه
من خلال العلاقات المميزة التي تجمع المكتب بشركائه الإستراتيجيين في
القطاعين العام والخاص فإننا نستطيع أن نربط المستثمرين بأفضل الفرص
الاستثمارية المتاحة وتأمين كل الدعم لهم منذ فكرة المشروع وحتى
انطلاقه.

و أوضح المشرخ أن فريق ” مكتب إستثمر في الشارقة ” يزود المستثمرين
بمعلومات تحليلية موثوقة حول السوق والفرص الكامنة فيه ونصائح تفصيلية
لكل حالة بالاستناد إلى خبراتهم الواسعة في هذا المجال ما يجعل
المستثمرين قادرين على اتخاذ قراراتهم بثقة وطمأنينة ولا ننسى أن “سعيد”
النافذة الموحدة لخدمة المستثمر ستجعل رحلته الاستثمارية في الإمارة
أسهل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *