محمد نجيم (الرباط)
تساهم الجوائز الثقافية والعلمية التي تمنحها الهيئات والمؤسسات الثقافية المختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة في النهوض وتطوير الحقل الثقافي والعلمي في الوطن العربي والعالم، في هذا الصدد قالت الكاتبة والناقدة المصرية اعتدال عثمان لـ(الاتحاد): «الجوائز التي تمنحها الهيئات والمؤسسات الثقافية والعلمية بدولة الإمارات تكتسب أهمية كبيرة في واقعنا الثقافي العربي، فهي تحمل في المقام الأول قيمة معنوية، يفتخر بها الحاصلون عليها، سواء كانوا من أصحاب الإسهامات الجليلة والإضافات الكبرى في مجالات تخصصهم في الفكر واللغة والأدب، أو من الكتاب الأعلام في مجال الإبداع الروائي والقصصي والدراسات الإنسانية والمستقبلية، وكذلك الجوائز التي تمنح لشباب الموهوبين من الأجيال الصاعدة.
وأضافت اعتدال عثمان: المعروف عن هذه الجوائز، وتأتي في مقدمتها «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، أنها تحمل قيمة استثنائية للفائزين بها، إذ تعد تتويجاً لرحلة الفائز المعرفية والإبداعية، وذلك بناء على معايير علمية وموضوعية، وضعتها لجان متخصصة، رفيعة المستوى. وهو أيضاً تقدير له مكانة خاصة، إذ تحمل اسم الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي يسكن وجدان الأمة العربية، ويعيش في ذاكرتها الوطنية. كذلك نجد أن جوائز «العويس الثقافية» فاز بها رواد وأعلام في مجالات الإبداع الأدبي والفكري والعلوم الإنسانية، مما سلط الضوء على إنتاجهم. وهناك أيضاً «جائزة الشارقة للإبداع العربي، الإصدار الأول» الموجهة لتحفيز طاقات الإبداع المتجدد لدى شباب الكتاب من جميع الدول العربية. والحقيقة إنني أتحدث هنا ليس من موقع المثقف المتابع فحسب، ولكن أيضاً من موقع المشاركة خلال السنوات الماضية في عدد من لجان التحكيم، وقد تابعت عن قرب الأثر الإيجابي لدى الفائزين وما يتركه الفوز في نفوسهم من اعتزاز وفخر، وما يمنحهم من طاقة متجددة لمواصلة مسيرتهم، وتجاوب الواقع الثقافي مع إنجازاتهم، بما يحقق لهم تفاعلاً وحيوية ثقافية خلال بقية رحلة العمر، وبما يمتد أيضاً إلى بعد أن يغادرونا، فيظلوا حاضرين في الغياب. أما شباب الفائزين، فتقول اعتدال عثمان، فقد لاحظت أن الاعتراف بمواهبهم في مرحلة مبكرة يعطيهم قوة الدفع، ويقيناً بمواصلة تنمية قيم الأصالة والتجديد التي تستقر في وعيهم، وتنعكس على أعمالهم التالية.
التعليقات