ضمن سلسلة “لقاء بيروت للحوار”، استضافت جمعية متخرّجي المقاصد الإسلاميّة في بيروت النواب: النقيب ملحم خلف، نبيل بدر ونديم الجميّل في مقرّها في الصنائع.
حضر اللقاء النائب السابق الدكتور عمار حوري، النائبة السابقة رولا الطبش جارودي، الرئيس السابق لهيئة الرقابة على المصارف الدكتور سمير حمود، أعضاء المجلس البلدي لمدينة بيروت: عبدالله درويش، المهندس محمد سعيد فتحة ،المهندس مغير سنجابة، ويسرى صيداني بلعة، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين، ، رئيس مجلس إدارة بورصة بيروت غالب محمصاني، ،مستشار الرئيس تمام سلام محيي الدين عانوتي،رئيس مجلس عمدة مؤسسات محمد خالد الاجتماعية الدكتور وسيم الوزان ،رئيس المنتدى الاسلامي الحاج جميل قاطرجي،عضو نقابة المهندسين المهندس توفيق سنان، المدير العام للصندوق التعاوني للمختارين في لبنان جلال كبريت، المهندس محمد عيتاني،المحامي جميل قمبريس امين سر نقابة المحامين سابقا،وليد كبي عضو مجلس امناء جمعية المقاصد سابقا،رئيس جامعة آل بليق الدكتور سامي بليق، إمام مسجد بيضون الشيخ إبراهيم الحوت ،الناشطين المحامي مروان سلام،الدكتور نبيل نجا، المحامي عبد الرحمن المبشر،مازن شبارو،ويسرى التنير، رئيس الجمعية الوطنية الإسلامية الدكتور محمد مكي، العميد المتقاعد خالد جارودي، الصحافي إبراهيم ريحان، وحشد كبير من فعاليات بيروت وأعضاء من الهئتين الإدارية والاستشارية للجمعية.
شربجي
بداية اللقاء، ألقى رئيس الجمعية الدكتور مازن شربجي كلمة ترحيبية بالنواب الثلاثة، شدّد فيها أنّ خطوة الجمعية في تنظيم لقاء “بيروت للحوار” تؤكّد أنّ العاصمة واحدة مُوحّدة بكلّ أحيائها ومناطقها وفئاتها، ولو قسّمها قانون الانتخاب لدائرتيْن، إلّا أنّ هذا لا يعدو كونه تقسيما انتخابيّاً ظرفيّاً فقط، ولن تكون بيروت إلّا واحدة موحدة في قلب ابنائها إن شاء الله. وذكّر بقول الرّئيس الرّاحل صائب سلام: “إذا تركتم اللبنانيين دون سيّاسة، فسيمتون بالخِناق من كثر العناق”. وأكّد أنّ التوازنات في بيروت محفوظة، وضمانتها أهالي بيروت وتاريخهم وحاضرهم ومُستقبلهم. ودعا شربجي النّوّاب للضغط باتجاه تسريع محاكمات الموقوفين في السّجون اللبنانيّة: “لم يعد مسموحاً أن يقضي كثير من المظلومين أيّامهم داخل جدران السّجون المكتظة والتي تفتقر حاليا للكهرباء والبيئة الصحية السليمة، لما لذلك من أثرٍ سلبيّ على الصّعد الإنسانيّة والاجتماعيّة وضرب اسس العدالة.” ودعا أيضاً نواب العاصمة للتكاتف ومُلاقاة أيّ دعوة للضّغط على أصحاب المولّدات للالتزام بما يصدر عن وزارة الطّاقة من قرارات بشأن تركيب العدّادات وتسعيرة الاشتراك.
وعن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، قال شربجي: “انطلاقاً من هويّتنا وثوابتنا الوطنيّة المُتمسّكة بالدّستور والمؤسّسات، نجدّد، كما دائماً، الدّعوة لانتخاب رئيس جديدٍ للجمهوريّة في المواعيد الدّستوريّة تجنّباً للفراغ الذي ازمات الوطن والمواطن. كما نرفض أيّ دعوةٍ مهما كبرت أو صغرت لنسف اتفاق الطّائف، بل ندعو لتنفيذه كاملاً بنصوصه وحرفيّته دون زيادة أو نقصان. بما في ذلك إقرار قانون جديد للانتخاب وفق المعايير المُحدّدة في اتفاق الطائف، كمقدّمة لإلغاء الطائفيّة السّياسيّة.”
وفي ختام الكلمة، شدّد شربجي باسم الجمعية أمام الحضور على ضرورة الحفاظ على علاقات لبنان مع اشقائه العرب وخصوصا المملكة العربية السعودية ورفض أي فعل أو قول يسيء للعلاقات لبنان باخوانه العرب: “لبنان ليس صندوق بريد لهذه الجهة أو تلك، بل هو عربي الهوية والانتماء كما ينص الدستور اللبناني على ذلك”.
خلف
بدأ النواب كلماتهم مع كلمة النقيب ملحم خلف. تطرّق خلف في كلمته إلى ثلاث مقاربات تهدف إلى إعادة الحياة والرونق إلى العاصمة بيروت وهي:
أولاً: تشكيل حكومة جديدة تقوم بالإصلاحات المطلوبة بأسرع وقت ممكن. وكشف خلف أنّ لبنان يخسر كلّ يوم ما يقارب ال 25 مليون دولار في ظلّ المراوحة الحكومية وغياب الإصلاحات.
ثانياً: تفعيل البلدية ودورها الانمائي. ودعا خلف في هذا الإطار إلى تفعيل آليات التنفيذ والمراقبة، إذ إنّ الانماء دون مراقبة سيزيد المشكلة أكثر، كما أنّ دور البلدية هو أوليّ في انماء العاصمة بيروت واعادة تفعيل الخدمات الرئيسية فيها.
ثالثاً: دعا خلف السلطات المعنية السماح للمجتمع المدني والجمعيات الاهلية التدخل والمساعدة في الإنماء والرقبة
وقال إنّ هذه المقاربات تحتاج الى خبراء للتنفيذ وليس دراسات تُعدّ وتبقى بالجوارير دون آليات تنفيذ. كما شدّد على ضرورة استغلال الطاقات الشبابية اللبنانية التي لها الفضل في انماء العديد من البلاد والمدن الأساسية حول العالم، وهذا ما يساهم في إعادة بيروت منارة ثقافية وعلمية وقانونية.
وعن قضية الموقوفين واكتظاظ السجون، قال خلف إنه ينظر للملف كقصية حقوق انسان مؤلمة. وصرّح أننا نواجه مشكلة أساسية في السجون، وظهر هذا جليا بعد فرار 31 سجيناً من “زريبة” قصر عدل بيروت. وأكد للحاضرين أنه يتابع الملف كعضو لجنة حقوق الإنسان.
بدر
بعد النقيب خلف، تحدّث النائب نبيل بدر. بدأ بدر كلامه بتوصيف الواقع السياسي مشيرا إلى أن الانقسام السياسي في البلاد هو بين فريقين:
الأوّل يضمّ حزب الله وحلفائه وهو فريق متراص الصفوف ومنظّم.
أما الفريق الثاني، فهو أحزاب وقوى سياديّة يأمل بدر أن توحّد صفوفها في المستقبل القريب لخوض معركة رئاسة الجمهورية. إذ اعتبر بدر أن مدخل الإصلاح والإنماء يكون في رئاسة الجمهورية.
وقال بدر إنّ أحداً لن يساعد لبنان إن لم يساعد نفسه ويقوم بالاصلاحات ومحاسبة المرتكبين. وقال: “كل ما يقال عن أنّ الأموال ستنهال على لبنان بعد انتخابات الرئاسة غير صحيح إطلاقاً، إن لم نساعد أنفسنا لن يساعدنا أحد”.
وعن مشكلة الكهرباء والمياه في بيروت أكّد بدر أنه يتابع مع زملائه الحلول الواقعية الممكنة للأزمة، لكن في الوقت عينه فالنائب لا يستطيع أن يحل مكان الدولة والمؤسسات.
وكشف بدر أنه يعمل مع النائب فؤاد مخزومي لتجهيز محطتي برج أبي حيدر وتلة الخياط بمولدات تعمل على الطاقة الشمسية لضمان وصول المياه إلى منازل أهالي وسكان بيروت على نفقتيهما الخاصة.
كما دعا بدر الحضور من النخب البيروتية لدعم جهوده وجهود نواب بيروت لحل أزمة الكهرباء الني يقف حلها في شركة كهرباء لبنان الجهة المخولة في مسألة ربط المولدات الكهربائية على الشبكة وتوزيعها.
الجميل
في ختام الكلمات، تحدث النائب نديم الجميل الذي اعتبر أنه قبل الخوض في المسائل الحياتية، ينبغي البدء بحسم معركة الرئاسة التي تعتبر المدخل نحو إصلاح باقي القضايا.
وأعرب الجميل عن تأييده لكلام النائب نبيل بدر حول الانتخابات الرئاسية. وقال الجميل: “في حال كان الخيار بين مرشحين من حلفاء حزب الله قوى 8 آذار، فنحن سنعمل على تعطيل جلسات الانتخاب ولن نسمح بوصول مرشح لحزب الله إلى قصر بعبدا”
وقال إنّ لبنان يعيش اليوم مرحلة تشبه ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو على مفترق طرق بين خيارين: “بقاء لبنان تحت الهيمنة الإيرانية ومحور الممانعة واستمراره في الانحدار نحو “جهنّم”، أو لبنان الحر المستقل الذي نعرفه وسقط على دربه الرئيس بشير الجميل والرئيس رفيق الحريري”.
وعتبر أن الجملس النيابي والمؤسسات الباقية تعيش حالة تفرّق وشرذمة وفارغة المضمون من رئاسة الجمهورية إلى أصغر إدارة في الدولة.
ودعا الجميل إلى تطوير العمل الإداري والقيام بالاصلاحات الاقتصادية وتفعيل المحاسبة وتطبيق مبدأ الحوكمة كمدخل طبيعي لانتشال لبنان من أزمته التي يمر بها.
وبعد كلام النواب، كانت مداخلات لعدد من الحضور تناولت الهموم المعيشية والمطالب الانمائية للعاصمة، حيث تناقش النواب مع الحضور واستمعوا إليهم.
التعليقات