كتبت لأنني سمعت من يقول لي اقرأ.. بتاريخ 19/3/1988 حصلت على وظيفة في وزارة الاقتصاد وكان مكتب الوزارة في الشارقة، سررت كثيراً لأنني قريب من كل شيء يسعد القلب ويسعد عائلتي. كنت قريباً جداً من مكان يقربني من أصدقاء الكتاب والقراءة والمسرح ومن خلال وظيفة تملأ طموحي وتنير دربي، كنت قريباً من دائرة الثقافة قريباً من مدير الدائرة الأستاذ عبد الرحمن حسن.. دائرة ثقافية تصنع الإبداع وتمكنني من القبض على الصحة والنافع، كاتباً تمدني بقيم ومبادئ رائعة تجدني وتدفعني للقراءة والتمسك بالقلم وتتيح الفرصة والمساحة للتألق والتنفس بشكل صحيح. أكتب وأبدع حتى فتحت لي نوافذ تاريخية بأن جعلتني من أوائل من كتبوا في مجلة الرافد التي فتحت لي باباً لا يغلق، حاضراً أتأمل منجزها الثقافي والعمراني وأماكن تواجدها، بيت الشعر أيام الشارقة المسرحية ومعرض الكتاب الذي كلما زرته وجدت صوراً حقيقية لأيادي تحمل الكتاب بسرور ونفس راضية رغم ثقل الأحمال ووزن الكتب وأكياس رفيقة الأصابع حانية صديقة للبيئة، كنت أفكر وأقول هذا شأن عظيم، ومكان محبب يقدم الكثير ولا يبخل.
من شرفة عملي في منطقة الشيوخ أخذت فكرة عن الارتفاع والعمارات اللصيقة التي تشبه الأخوات في البيت يعملن بجهد وافر ويتقنّ العمل إلى أن وصلت إلى سوقها القديم وما يقدم ويعيد الماضي بجودة وحاضر مندمج مع القديم.
ماء وميناء ومسجد وناس وحياة. في الشارقة قرأت فن إعادة الإعمار وكيف نعيد للتراث قيمته ونسمي البيوت بأسماء أصحابها حتى تبقى ذكرياتهم بين سكة وسكة، والتعرف على الأصالة والتواصل.
في عيون المتأمل
نثر الوجد أشواقك كلما مالت نخلة في الشارع فرحة بالنسيم وحط طائر على غصن شجرة، من عيون المتأمل أبحرت مراكب وسافرت مع الغيمة نفس راضية مع سعادة أولادي على بحيرة خالد حين ركبنا العبرة نجول في البحيرة حتى قبضنا على الألوان رافعين أيدينا للواقفين على الكورنيش. رأيت وقرأت وكتبت وابتسمت أرواحنا حين قرر القلب الاستمتاع في متنزه الجزيرة ضحك ولعب وجد نستمع للأستاذ المعرف بالحديقة وروحها القوية وفرحتها بنا، من عيون المتأمل قرأت سطوراً خالدة نقشت بأحرف من نور.
التعليقات