أبوظبي (وام)
أدانت دولة الإمارات بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً في مدينة هيرات الأفغانية، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى الأبرياء. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وقُتل 18 شخصاً، على الأقلّ، أمس الأول في الانفجار العنيف الذي استهدف أحد أكبر المساجد في هرات في غرب أفغانستان، من بينهم إمام المسجد.
وتظهر مشاهد بثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي جثثاً مضرجة بالدماء مبعثرة في حرم مسجد «كازاركاه»، فيما أعربت وسائل إعلام محلية عن الخشية من ارتفاع عدد الضحايا.
وقال الناطق باسم حاكم هرات حميد الله متوكّل، في رسالة للصحفيين: «قُتل 18 شخصاً، وأُصيب 23 شخصاً آخرين» بينهم رجل الدين المعروف مجيب الرحمن أنصاري الموالي لحركة «طالبان». وأوضح: «اقترب انتحاري من أنصاري وفجر سترته الناسفة».
وشجب نائب رئيس الوزراء عبد الغني برادار، الذي التقى أنصاري قبل ساعات في تجمع آخر في هرات، بالهجوم مؤكداً: «استشهد رجل دين قوي وشجاع عندما كان يؤم صلاة الجمعة». وشدد على أن «مرتكبي هذه الجريمة الحاقدة سيعاقبون».وكتب الناطق باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد في تغريدة، أن الحكومة الأفغانية «تعرب عن حزنها العميق لمقتله، وسيعاقب المسؤولون عن هذا الحادث على أعمالهم الحاقدة».
وكان مجيب عبدالرحمن أنصاري يستقطب الكثير من المصلين ومعروفاً بخطاباته النارية.
وذكر ذبيح الله مجاهد أن السلطات اتخذت إجراءات لضمان أمن أنصاري بسبب شهرته.
وأوضح، في بيان، «خصص له حراس وسيارات مصفحة، فضلاً عن أسلحة وتجهيزات لمراقبة مدرسته» القرآنية.
وتراجع عدد الهجمات في أفغانستان منذ سيطرت حركة «طالبان» على الحكم قبل سنة، لكنها لم تتوقف كلياً. ويعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن غالبية هذه الهجمات.
وفي مطلع أغسطس قتل رجل دين من حركة «طالبان» وشقيقه في هجوم انتحاري في مدرسة قرآنية في كابول، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه.
وكان رجل الدين ذلك، رحيم الله حقاني، معروفاً خصوصاً بخطبه التي يحمل فيها كثيراً على تنظيم «داعش» الإرهابي.
وكان أيد علناً قبيل ذلك السماح للفتيات بارتياد المدارس في أفغانستان، حيث لا تزال المدارس الثانوية محظورة على الإناث منذ أغسطس 2021.
وتسبب تفجير آخر في مسجد في كابول خلال صلاة العشاء في 17 أغسطس بمقتل 21 شخصاً.
وضربت سلسلة من التفجيرات البلاد نهاية أبريل خصوصاً خلال شهر رمضان ونهاية مايو قتل فيها عشرات الأشخاص.
وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن غالبية هذه الهجمات، التي تستهدف خصوصاً أقليات دينية أفغانية، فضلاً عن مؤيدي حركة «طالبان».
ويؤكد مسؤولو الحركة بانتظام أنهم يمسكون بالوضع الأمني في البلاد. ويرى خبراء أن تنظيم «داعش» يشكل التهديد الرئيس في أفغانستان.
التعليقات