أبوظبي في الأول من سبتمبر / وام / ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل
نهيان وزير الخارجية و التعاون الدولي أعمال الدورة الـ / 14 / من
اللجنة المشتركة بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند الذي عقد
مساء اليوم في ديوان عام الوزارة بأبوظبي.
وترأس الجانب الهندي معالي الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار وزير الشؤون
الخارجية في جمهورية الهند الصديقة.
ورحب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في مستهل كلمته بمعالي الدكتور
سوبرامنيام جاي شانكار ، وقال سموه ” أرحب بكم في بلدكم الثاني الإمارات
العربية المتحدة، وكلي اعتزاز بما وصلت إليه علاقاتنا الاستراتيجية من
ألقٍ وتقدم، هذه العلاقات التي تحظى بدعم ومتابعة استثنائية من صاحب
السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وفخامة
ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند”.
وأضاف سموه ” يسرني أن أشهد انعقاد اللجنة المشتركة الإماراتية الهندية
في دورتها الرابعة عشر، فقد أثمرت استمرارية ومؤسسية جهودنا النجاح تلو
النجاح، وصولاً لإطلاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2017 وتوقيع
اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة عام 2022″.
وأكد سموه ” وَلّد تقدم علاقاتنا الاقتصادية ترابطاً وتكاملاً
استثنائياً بين البلدين، فإذا تحدثنا عن التجارة أو الاستثمار أو
السياحة أو الطيران، نجد يقيناً بأن ازدهار دولة الإمارات من ازدهار
الهند، وبالعكس” ، مبينا أن الهند هي السوق التصديري الأول لدولة
الإمارات، والمصدر الثاني والأول للواردات والاستثمارات الأجنبية، وقد
بلغت حركة الطيران بين البلدين ما يقارب 3.5 مليون مسافر عام 2021″.
وأضاف سموه ” تشكل دولة الإمارات الوجهة الثانية والمصدر الثاني
للصادرات والواردات الهندية، فيما تحتل مرتبة متميزة ضمن مصادر
الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند، وقد أضحى البلدان – بحجم تجارة كلي
يناهز الـ 70 مليار دولار أمريكي عام 2021 وتدفقات استثمارية قياسية –
قصة نجاح تدرس في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية الاقتصادية على حد
سواء”.
وأوضح سموه: “تمخض عن هذا النجاح توجه العديد من الدول للتعاطي مع
الإمارات والهند كقوة اقتصادية متكاملة ومحورية في آسيا والشرق الأوسط،
ويؤكد على ذلك ما شهدته الفترة الماضية من مبادرات متعددة لإنشاء منصات
التعاون متعدد الأطراف مع كلا البلدين بالتحديد”.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان “إن تعاوننا وعملنا المشترك
متعدد الأطراف جزء أصيل من رؤيتنا واستراتيجيتنا للنهوض بالعلاقات
الإماراتية الهندية، وتعزيز مكانتنا إقليمياً وعالمياً وهذا ما تؤكده
تجربتنا الناجحة ضمن رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي “أيورا”،
وتعاوننا المتسارع ضمن مجموعة “I2U2″، وتنسيقنا المستمر ضمن جميع
المنظمات والمؤسسات الدولية”.
وأضاف سموه أن هذا أيضاً ما يؤكده تعاوننا ودعم الهند المستمر لتعزيز
مشاركة دولة الإمارات في مجموعة “بريكس”، ومنظمة شنغهاي للتعاون،
ومجموعة العشرين، وبما يتسق مع الحضور والدور الإماراتي البارز على جميع
المستويات.
وتوجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالشكر إلى جمهورية الهند على
دعمها لدولة الإمارات في ترشيحها لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات
/ITU/ للفترة 2023-2026، مؤكدا على دعم دولة الإمارات لجمهورية الهند في
إعادة ترشيحها لعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولية /ICAO/ –
المجموعة الثالثة للفترة /2022-2025/، مع تطلعنا للحصول على دعم الهند
لترشح الإمارات لنفس العضوية والفترة.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ” في ضوء التوقيع على اتفاقية
الشراكة الاقتصادية الشاملة، وضعنا هدفاً طموحاً برفع حجم تجارتنا غير
النفطية إلى 100 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، ومن أجل
الوصول إلى هذا الهدف، وتحقيق الرؤية الاقتصادية الطموحة للجانبين، فقد
حرصت شخصياً على الدفع بالدور الاقتصادي للسفارة الإماراتية في الهند
نحو الأمام، وهو ما أتطلع أن يصبح نموذجاً لدور سفاراتنا وبعثاتنا في
جميع أنحاء العالم”.
وأشار سموه إلى أن الحديث عن الفرص والإنجازات والعلاقات المتميزة،
يمنحنا الحافز أيضاً لتناول التحديات، يقيناً منا بإمكانية تجاوزها
بجهود وتضافر الجميع، كما أثبتت تجربتنا في جميع القضايا والملفات.
وأضاف سموه ” على هذا الصعيد، أدعو المشاركين من الجانبين للعمل سوياً،
ومتابعة القضايا العالقة، وخلق الحلول الإبداعية لتذليل التحديات،
وتحويلها إلى إنجازات تضيف لسجل نجاحاتنا الزاخر، ومن أهم المجالات
المُحتاجة للتنسيق والمتابعة التعاون الضريبي، والنقل الجوي، حيث يشكل
هذان المجالان رافعةً رئيسيةً لعلاقاتنا التجارية والاستثمارية
والسياحية”.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ” تمتلك العلاقات الإماراتية
الهندية جذوراً تاريخية عميقة، انعكست على ثقافة الشعبين الصديقين،
وساهمت في صقل قيمنا وعاداتنا وبناء أواصر الصداقة والتعايش على مر
العقود والسنين”.
وأضاف سموه أنه في سبيل الارتقاء بعلاقاتنا الثقافية، اتخذت دولة
الإمارات العديد من المبادرات، مثل متحف “زايد غاندي الرقمي”، احتفاءً
بالقيم الإنسانية للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل
نهيان “طيب الله ثراه”، وبمناسبة ذكرى مرور 150 عاماً على ميلاد
المهاتما غاندي ، كما اتفق البلدان على إنشاء “مجلس ثقافي إماراتي –
هندي” بهدف توفير مزيد من فرص التعاون الثقافي وبناء علاقة قوية ومرنة
بين جميع الأطراف المعنية في هذا المجال، وبما يسهم في تشجيع المشاريع
الثقافية المشتركة والحوار بين قادة الفكر من البلدين.
وأشار سموه إلى أن البناء على الأساس الثقافي الصلب الذي يجمع الشعبين
الإماراتي والهندي عامل أساسي في الوصول إلى الأهداف المنشودة من رؤيتنا
المشتركة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في ختام كلمته “أتوجه بالشكر
لصديقي معالي وزير الشؤون الخارجية لجمهورية الهند، وأعضاء الوفدين
الإماراتي والهندي، داعياً الجميع إلى مواصلة العمل والمثابرة لخدمة
البلدين وتحقيق رؤيتهما المشتركة المستمدة من قيم السلام والتسامح
والازدهار”.
من جانبه أشاد معالي الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار بعمق العلاقات
الاستراتيجية بين البلدين ، مؤكدا أن دولة الإمارات نقلت للعالم رسالة
واضحة وقاطعة بأننا رغم التحديات فيمكن لنا أن نعمل معا من أجل اكتشاف
ما تحمله هذه الصعوبات من فرص للنمو والتطور”.
وثمن معاليه في كلمته خلال اللجنة المشتركة “ما بذلته دولة الإمارات من
جهود دؤوبة خلال فترة الوباء عندما كانت المعنويات العالمية في أقل
مستوياتها، حيث نقلت الدولة رسالة واضحة للعالم مفادها أن الأحوال لا
تتعسر إلا لتتيسر ولا تضيق إلا لتفرج”.
وأضاف “أنه في العامين الماضيين ، كان هناك إدراك متزايد من دولة
الإمارات وجمهورية الهند بأن تعاوننا معا مهم وأساسي لاقتصاد بلدينا
ولترسيخ مستقبل مزدهر مستدام” ، مؤكدا أن سجلنا الحافل بالتعاون المشترك
والإنجازات الملموسة يؤكد هذا الأمر.
وأوضح أن “إبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات
وجمهورية الهند في 88 يوما يؤكد التزام الجانبين بالعمل معا ، كما أنه
يعد تبيانا ورسالة واضحة للعالم أجمع أنه حيثما توجد الإرادة والثقة
هناك طريقة للنجاح والانجاز”.
وذكر “أنه على الرغم من تحديات جائحة كوفيد – 19 ، فقد استمر التعاون
والتفاعل رفيع المستوى بين البلدين ، فقيادتا البلدين الصديقين قدمتا
نموذجا رائدا للعلاقات التاريخية الإماراتية الهندية”.
وأضاف أنه “من الإنجازات التاريخية التي تحققت.. إطلاق البلدين ” الرؤية
الإماراتية – الهندية المشتركة ” في ختام القمة التي عقدها ـ عبر
الاتصال المرئي ــ شهر فبراير الماضي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل
نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ودولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية
الهند بشأن معالم الآفاق الجديدة للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين
دولة الإمارات والهند”.
وفي هذا الصدد نوه معاليه “إلى أن العمل بين البلدين بدأ بالفعل في
العديد من المجالات ومنها العمل المناخي ، والطاقة المتجددة ، والتعاون
الصحي ، وكذلك التعاون في القطاع الثقافي والتقنيات الناشئة وفي مجال
المهارات وكذلك إنشاء مجلس ثقافي هندي – إماراتي والمعهد الهندي
للتكنولوجيا في دولة الإمارات”.
عقب ذلك، وقع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية و
التعاون الدولي ومعالي الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار وزير الشؤون
الخارجية في جمهورية الهند على محضر اجتماع الدورة الـ / 14 / من
اللجنة المشتركة بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند.
وشهد سمو الشيخ سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومعالي الدكتور
سوبرامنيام جاي شانكار، التوقيع على مذكرة تفاهم بين معهد الحياة البرية
في الهند والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في دولة الإمارات.
وقع مذكرة التفاهم سعادة عبدالله أحمد خلف القبيسي، العضو المنتدب
للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى وسعادة سنجاي سودهير سفير جمهورية
الهند لدى الدولة.
كما شهد سموه ومعالي وزير الشؤون الخارجية الهندي التوقيع على مذكرة
تفاهم بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات ووزارة
الشؤون الخارجية لجمهورية الهند حول إنشاء منتدى المجلس الثقافي
الإماراتي الهندي.
وقع مذكرة التفاهم سعادة عمر سيف غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون
الدولي للشؤون الثقافية، ومن الجانب الهندي سعادة سنجاي سودهير سفير
جمهورية الهند لدى الدولة.
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي
قد عقد، قبيل انطلاق أعمال اللجنة المشتركة، اجتماعا مع معالي الدكتور
سوبرامنيام جاي شانكار وزير الشؤون الخارجية في جمهورية الهند، جرى
خلاله بحث آفاق العلاقات الاستراتيجية والشراكة الشاملة بين البلدين
الصديقين والفرص المتاحة لتعزيزها وتطويرها على الصعد كافة، كما تبادلا
وجهات النظر تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام
المشترك.
حضر أعمال اللجنة المشتركة، معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير
دولة للتجارة الخارجية وسعادة خالد عبدلله بالهول، وكيل وزارة الخارجية
والتعاون الدولي وسعادة عمر سيف غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون
الدولي للشؤون الثقافية وسعادة الدكتور عبدالناصر الشعالي مساعد الوزير
للشؤون الاقتصادية والتجارية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وسعادة
الدكتور أحمد عبد الرحمن البنا سفير الدولة لدى جمهورية الهند وسعادة
حميد بن سالم، أمين عام اتحاد غرف التجارة والصناعة وسعادة خليل إبراهيم
الخوري، وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين لشؤون الموارد البشرية
وسعادة عبدالله أحمد القبيسي، العضو المنتدب للصندوق الدولي للحفاظ على
الحبارى وعدد من المسؤولين من الجانبين.
التعليقات