@almarshad_1
قال تعالى «وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم»، ومن تمام شكر النعمة الحفاظ عليها، وصيانتها من الإتلاف أو الرمي داخل حاويات الزبالة في مناظر تقشعر لها الأبدان، وللحق برغم التوعية وانتشار جمعيات حفظ النعمة، إلا أن الهدر الغذائي يتزايد في السعودية بشكل مستمر، مما يتوجب معه تدخل رسمي يساعد على تقليل ذلك الفقد الكبير، حتى ننجو جميعا ونسلم من العواقب الربانية التي تحيق بمن يتهاونون بالنعم ويتلفونها في غير وجهها الصحيح.
كشف تقرير صدر مؤخرا، أن إجمالي الهدر الغذائي السنوي في المملكة أكثر من (40 ) مليار ريال، ويعتبر (الأرز) الأكثر هدرا بين بقية المنتجات الغذائية، بنسبة تتجاوز الـ 31 %، تخيلوا هذا الرقم 40 مليارا سنوياً من الأطعمة يتم رميها في حاويات القمامة، رقم مرعب ومخيف يتوجب تدخل وتحرك سريع للحد من ذلك الإهمال الذي يشترك فيه الجميع، نتذكر جميعا مشروع الدولة ـ وفقها الله ـ فيما يتعلق بالأضاحي، وكيف كانت ترمى في موسم الحج، حتى ظهر مشروع الهدي والأضاحي، الذي تبنته الدولة وتحولت تلك الذبائح ـ بدلاً من رميها ـ إلى طعام يذهب إلى عشرات الدول المحتاجة بجهود من المملكة التي تصل مشاريعها الخيرية إلى كافة أصقاع العالم، إذن يمكن حل مشكلة الهدر التي نعاني منها من خلال سن تشريعات تقلل من ذلك الفقد، وتحد منه بشكل كبير، وما دام الأرز يعتبر المنتج الأكثر هدراً يمكن ـ حسب رأيي ـ وضع بعض الضوابط التي تقلص من ذلك الأمر ـ مثل ـ منع بيع هذه الوجبة في المطاعم التي لا تقدم الأرز بشكل أساسي، لو أخذنا مثلاً أحد مطاعم الوجبات السريعة المشهورة الذي يعتمد في وجباته على الدجاج واللحوم ـ يقدم ـ ( الأرز ) كمنتج جانبي ولكن لا يقبل عليه أحد، لأن الجميع يأتي إلى هذا المطعم لطلب اللحوم كما أن طريقة طهيه للأرز غير مرغوبة لجميع الزبائن وبالتالي يتم رمي أطنان من الأرز في حاويات القمامة يومياً، وقس على ذلك المطاعم المتخصصة في المشاوي والساندوتشات وغيرها تقدم وجبة الأرز أقرب ـ للزينة ـ منها للأكل، وبالتالي ترمى أطنان الأرز يومياً، لو تم منع تلك المطاعم من بيع الأرز، كم سنوفر من الفقد الغذائي في هذا المنتج؟ سنوفر مئات الأطنان يومياً.
الهدر الغذائي من المطاعم لا يقارن بالهدر الصادر من الأسر، ولذلك إن تمكنا من ضبط عملية الفقد في المطاعم سنقلص ذلك الأمر، أيضاً يشكل هدر منتجات الدقيق كالخبز وغيره في المرتبة الثانية بعد الأرز ـ حسب التقرير ـ ويمكن التحكم في ذلك عن طريق منع المطاعم المتخصصة في الأرز والبخاري من بيعه نظراً لعدم الحاجة لذلك.
ويمكن التأكيد على قصور الأفراح والمطاعم المتخصصة في بيع الأرز بعدم رميه في حاويات القمامة، والتنسيق في ذلك مع جمعيات حفظ النعمة، وإيصال فائض الأطعمة لتلك الجمعيات وليس التنسيق فقط.
التعليقات