مضى أسبوع على اندلاع الحريق في أكوام النفايات والعوادم في البؤرة المحاذية لمعمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق جنوب مدينة صيدا، ودخانه الابيض وروائحه الكريهة ما زالت تنتشر في المنطقة بلا توقُّف، بعدما تبين لرجال الاطفاء انه لا يمكن إخماده كلياً الا بالاستعانة بجرافات وبالتراب لردم النفايات ومنع الهواء من الوصول اليها.
وفيما أثار الحريق ضجة كبرى في الاوساط الصيداوية السياسية والبيئية والأهلية عن اسبابه الحقيقية وكيف تكون هذا الجبل سريعا، استأنفت بلدية صيدا اليوم السبت، وبمتابعة شخصية من رئيسها محمد السعودي محاولات السيطرة على الحريق حيث أوعز لرئيس الدائرة الهندسية في البلدية زياد حكواتي بالإستعانة بجرافة بوكلين من معمل معالجة النفايات القريب من المكان وبشاحنة من أحد المتعهدين لنقل ردميات من محيط المكان نفسه واستخدامها في اخماد الحريق الذي يكاد يتسبب ايضاً في انهيار جزءٍ من الجهة الغربية الشمالي من الجبل باتجاه كاسر الموج.
وأوضح السعودي أن سبب عدم القدرة على السيطرة على الحريق المندلع منذ أيام في جبل النفايات هو أنه يحتاج لكميات كبيرة من الأتربة وإلى معدّات وكلفة وهذا غير متوفر حالياً لدى البلدية لأنّ قانون الشراء العام يقيّد عملها”.
وإلى جانب الحريق والنفايات، انتقدت أمانة سر “صيدا تواجه” المؤلفة من ممثلين عن البلدية والقوى الصيداوية كافة إمعان وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان بحرمان المدينة وجوارها من التغذية بالكهرباء لشهور مضت، وقالت في بيان انها لم تكتفِ بذلك بل عمدت الى قطع خط الخدمات التي كان يغذي مضخات المياه والمرافق العامة.
وأضافت: “لعل الناس قد نسيت أن هناك مؤسسة وطنية عامة لا تزال موجودة ومهمتها تأمين الكهرباء لولا أنّ جابي الفواتير بدأ يدق أبواب الناس ويذكرهم بوجودها على الرغم من كون مدينة صيدا هي المصب لنهر الأولي، ومن ضمن حوضه، ورغم أن جميع القوانين تفرض تغذيتها من المعامل الكهرمائية التي تعمل على تدفق مياهه التي أنعم الله علينا بها، إلا أن صيدا محرومة من هذه الكهرباء، بينما تنعم مناطق أخرى بكهرباء 21 ساعة”.
وتابعت: “رضيت المدينة بتغذية خط الخدمات من خط 66 ك.ف من المعامل الكهرومائية الذي تتغذى منه بعض محطات ضخ المياه وبعض المنشآت الحيوية في المدينة، لكن للأسف حتى هذه النعمة المتواضعة، لمدينة تدفع ما عليها من ضرائب ورسوم للدولة ومؤسساتها، لم تستمر. وها نحن نشهد قطعاً لخط الخدمات لساعات وأيام. خط الـ 66 ك. ف في محطة طلعة المحافظ الذي يتغذى عبره خط الخدمات يتم قطعه دون مبرر فني أو إداري، ولم نسمع تبريراً لذلك من مؤسسة كهرباء لبنان!!! هذا غير مقبول، ولن نسكت عن الإجحاف بحق الناس، ونطالب بإعادة التيار إلى هذا الخط بأسرع وقت، وإلا سنكون مضطرين لتصعيد الموقف تجاه السلطة والمؤسسات المعنية”.
هذا وإعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن إنقطاع المياه عن صيدا ومنطقتها نتيجة لتوقّف خط الخدمات الكهربائية الذي يغذي محطات المياه يزيد من الأعباء المالية على المواطنين ويُشكّل خطراً على سلامتهم في ظل الظروف الصحية الصعبة التي تمر بها البلاد خصوصاً مع إنتشار وباء الكوليرا.
واتصل البزري برئيس مصلحة كهرباء لبنان في الجنوب سامر العبدالله الذي أفاد أن السبب المباشر هو محاولة تشغيل معمل الذوق الحراري وتحويل الطاقة إليه، ما أدّى إلى إنقطاع الشبكة الكهربائية على أن يعود خط الخدمات لتغذية الآبار المائية خلال 24 – 48 ساعة.
التعليقات