تحت عنوان “اتفاق لبنان: الإخفاقات التي سبقت”، كتب أودي لابل في صحيفة “إسرائيل هيوم” أنّ “الاتفاق مع لبنان لم يوقّع من فراغ”، وأن “هناك معركة عسكرية حاضرة في العقل الإسرائيلي: حرب لبنان الثانية”.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، تعليقاً على توقيع اتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، أنّ الاتفاق أظهر “فشلاً استخبارياً ذاتياً ورؤيةً مشوّهة للذات، والقدرة العسكرية الإسرائيلية”، مذكرة بنتائج “حرب تموز 2006 التي كشفت دونية للجيش الإسرائيلي أمام حزب الله”.
وتحت عنوان “اتفاق لبنان: الإخفاقات التي سبقت”، كتب أودي لابل في صحيفة “إسرائيل هيوم” أنّ “الاتفاق مع لبنان لم يوقع في فراغ”، وأن “هناك معركة عسكرية حاضرة في العقل الإسرائيلي: حرب لبنان الثانية”.
واعتبر لابل أنّ “إسرائيل بدأت المعركة بفشل استخباري ذاتي، وفشل في قراءة القدرة العسكرية”.
وتابع: “كان لدى أولمرت رؤية مشوّهة للذات، عن قوة عسكرية توشك على سحق منظمة عسكرية أدنى في غضون أيام.. وفي النهاية، أصيب بخيبة أمل وسحق صورة جيشه لسنوات”.
اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: لا أحد يعرف بما يفكّر نصر الله.. ولدى الاستخبارات خيبات سابقة
واعتبر لابل أنه “اتضح أنّ الأموال الطائلة التي ضخها الجيش ذهبت إلى الأماكن غير الصحيحة – على ما يبدو إلى الرواتب وليس إلى الأعتدة والتدريب – بينما جاهزية الأعتدة في حالة كارثية وقدرة الجنرالات على إدارة حرب حقيقية تتعثر”، مرجحاً أنّه “من الصعب التصديق أن الحكومة الإسرائيلية في سنة 2006، كانت ستشرع في المعركة لو كانت تعرف مسبقاً جودة وقدرات جيشها”.
فترة نتيناهو وكوخافي: الجيش يخسر ردعه
وأكّد الكاتب الإسرائيلي أنّه “في عهد نتنياهو (الذي بلغ ذروته في عهد كوخافي، الذي اختاره ليكون رئيس الأركان)، أصبح الجيش الإسرائيلي جيشاً لا صلة ولا نصف صلة بينه وبين جيش مناور”.
وقال “تحت قيادة نتنياهو، أصبح الجيش الإسرائيلي آخر من يمكنه ردع – إن لم نقل هزيمة – حزب الله”.
اقرأ أيضاً: “هآرتس”: الحقيقة أن “إسرائيل” مردوعة من حزب الله
وأضاف: “كلّ عمليات نتنياهو في غزة أثبتت لحماس ولحزب الله أنه لا ينوي نقل كتيبة دبابات واحدة عبر الحدود.. مواجهات نتنياهو كانت وستكون جوية ومدفعية فقط”.
وذكر أن “الإرث العسكري لنتنياهو هو أنّ قيادة حزب الله ستستمر في الإقامة بأمان في منطقة الضاحية في بيروت، وحركة حماس في مترو غزة.. وزخات الصواريخ ستستمرّ في السقوط ولو في مناطق فارغة، تهدف في الأساس لتشكيل وعي الإسرائيليين الذين باتوا يتكدسون تحت القبب الحديدية”.
اتفاق الغاز انعكاس مقلق لمكانة “إسرائيل” في العقود الأخيرة
وتساءل الكاتب أنّه إذا كان ” نتنياهو ولابيد-بينيت-غانتس وحكومتهم، جميعهم كانوا ليكونوا أكثر سعادةً باتفاق يظهر “إسرائيل” أكثر “رجولية وتمسكاً بحقها.. هل يغير ذلك واقع أنّ إسرائيل غير مستعدة للجولة القادمة ضد حزب الله”.
وقال “جميعهم قاموا بما أوصل إلى جيش انتُزعت منه ببساطة القدرة على هزيمة وردع حماس وحزب الله”.
واستخلص لابل أنه “لكي تظهر إسرائيل في موقفٍ أفضل في أيّ اتفاقيات دولية مستقبلية، يجب ضمان ألا يتعامل جدول الأعمال فقط مع نفس الاتفاق، بل مع المسلكية الأمنية الجارية وأبعادها”.
ورأى أن “قدرة إسرائيل على توقيع اتفاق تُستمدّ من مكانتها في المنطقة، وهذه تستمدّ من سلوكها المستمر.. اتفاق الغاز هو انعكاس مقلق لمكانتنا في العقود الأخيرة”.
اقرأ أيضاً: “إسرائيل” ومعضلة الاتفاق مع لبنان: السيد نصر الله انتصر والاحتلال خائف
اتفاق لبنان يحرّك أسئلة السياسة الداخلية في “إسرائيل”
وفي مقال لآفي برئيلي في صحيفة “إسرائيل هيوم” كذلك، أشار الكاتب إلى أنّ “اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان يفرض التمييز جيداً بين جدواه الاستراتيجية ومسألة دستوريته، وكذلك بشأن مسألة شرعيته الديمقراطية”.
وتابع: “كثيرون يحددون موقفهم في مسألة الدستورية أو الشرعية وفق تقديرهم الاستراتيجي: يكون الاتفاق مفيداً فهو إذاً قانوني أو شرعي، أو العكس: إذا كان مُضرّاً فهو ليس قانونياً أو ليس شرعياً”.
اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: الاتفاق مع لبنان بشأن الترسيم أكبر خطأ استراتيجي للابيد
وأضاف: “هناك مشكلة الخلط بين مسألة الدستورية وبين الشرعية الديمقراطية وهذا خطأ. بينيت، على سبيل المثال، أقام حكومة على أساسٍ دستوري، لكن هذا مشكوكٌ فيه لجهة التمثيل الديمقراطي”.
إعلام إسرائيلي: “الديكتاتورية تزحف إلينا”
وأشار برئيلي إلى اتفاق الغاز مع لبنان من هذا المنطلق، قائلاً إنّ “الحكومة الانتقالية لا تتمتع بثقة الكنيست.. وأياً كان رأينا الاستراتيجي في الاتفاق، إقراره في حكومة من دون صلاحية، وليس في الكنيست وفق توصية المستشارة القضائية للحكومة، سيكون فضيحة خطيرة”.
وحذّر برئيلي من أنّ “هذا ينضمّ إلى مؤشرات الديكتاتورية الزاحفة إلينا: تسلّط إعلامي وقضائي، دوسٌ على المعارضة في الكنيست، وخطط لإقامة حكومة أقلية محصّنة من الكنيست”، مؤكداً أنّ “إجراءات تسلطية كهذه يمكن الشفاء منها فقط بأوراق الناخبين وإرجاع الائتلاف إلى المعارضة”.
اقرأ أيضاً: وزيرة إسرائيلية: تهديد نصر الله حفّز التوقيع على اتفاق الترسيم مع لبنان
وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس الفائت، موافقة لبنان على اعتماد الصيغة النهائية، التي أعدّها الوسيط الأميركي، آموس هوكستين، لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، مؤكداً أنّ “هذه الاتفاقية تتجاوب مع المطالب اللبنانية، وتحفظ حقوقنا كاملةً”، ومشدداً على أنّ هذا الإنجاز ما كان ليتحقق “لولا المقاومة ووحدة الموقف اللبناني”.
وجاء الإعلان اللبناني بعد يومٍ واحد من موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، “الكابينت”، بالأغلبية على صيغة اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، بالرغم من مهاجمة زعيم المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لابيد بشدّة، مؤكداً أنّ توقيعه اتفاق الحدود البحرية مع لبنان هو “استسلام إسرائيلي لحزب الله”.
وذكر نتنياهو أنّ “نصر الله هدد لابيد بأنه سيجبر إسرائيل، بقوة السلاح، على الاستسلام في المفاوضات”، مشيراً إلى أنّ “لابيد كان خائفاً واستسلم”، كما تحدثت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن الاتفاق البحري مع لبنان بشكل سلبي، ورأت فيه تغليباً لإرادة حزب الله.
التعليقات