لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤّسه قدّاسًا في كاتدرائية القديس يوسف المارونية – الظاهر في القاهرة، حملت عنوان: “في منتصف اللّيل صارت الصّيحة: هوذا العريس أخرجوا للقائه”، إلى “أنّنا نوجّه معكم تحية تقدير لرئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة ميشال عون، لمثابرته في عمليّة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ولحرصه على وحدة القرار مع كلّ من رئيس مجلس النّواب ورئيس مجلس الوزراء”.
وشدّد على “أنّنا نرجو أن يعبر التّرسيم القانوني إلى حيّز التّنفيذ، وأن تنبسط وحدة القرار هذه إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة قبل 31 تشرين الأول الحالي”، مشيرًا إلى أنّ “اللّبنانيّين وأصدقاء لبنان يتطلّعون إلى انتخاب رئيس يعمل على شدّ أواصر وحدة الشعب اللبناني، ويلتزم مع الحكومة والمجلس النيابي في إجراء الإصلاحات المطلوبة، والنّهوض الاقتصادي والمالي والمعيشي. وعلى هذه النّيّة نصلّي معكم اللّيلة”.
وركّز البطريرك الرّاعي على أنّ “خيار الرّئيس هو قرار جماعي، يعطي الشعور لكلّ مواطن أنّ الرّئيس هو رئيسه. لذا، لا يحقّ لأيّ فريق لبناني أن يُنكر على أيّ فريق لبناني آخر حقّه في أن تكون له كلمة في اختيار رئيس للجمهوريّة. فالرّئيس الماروني، بحسب الميثاق الوطني المتجدّد في اتفاق الطائف، هو رئيس كلّ اللّبنانيّين؛ وبالتّالي يجب اختياره في إطار الأصول الدّيمقراطيّة والثّوابت الوطنيّة”. وبيّن أنّ “التّعاون بين جميع الجهات هو ضروري، ولكن ليس على حساب السّيادة، وهو مسؤوليّة إيجابيّة مشتركة ينبغي ألّا تبلغ حدّ الفيتو والتعّطيل”.
كما أوضح أنّ “لجهة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، حيثُ تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم ووطنهم، فإنّ عددهم الّذي يفوق المليون ونصف المليون بات يشكّل عبئًا اقتصاديًّا ضاغطًا لا يستطيع لبنان المنهَك حِملَه، كما يشكّل خطرًا أمنيًّا على المجتمع اللبناني، وينذر بخلل ديموغرافي له نتائجه الوخيمة على النّظام السّياسي في لبنان؛ فضلًا عن تغيير في هويّة لبنان الثّقافيّة”.
وأكّد “أنّنا صُدمنا برفض المؤسّسات الدّوليّة التّابعة للأمم المتحدة قرار لبنان بإعادة هؤلاء النّازحين إلى وطنهم، وبتمسّكها بإعطاء كلّ نازح حرّيّة البقاء أو العودة”. ورأى أنّ “هذا القرار غير مقبول على الإطلاق، لأنّه مكلف جدًّا على لبنان. بل نطالب الدولة اللبنانية بالمضي قدمًا في مواصلة إعادة النازحين السوريين إلى المناطق السّوريّة الآمنة، لكي يتمكّن لبنان من تطبيق مشاريع الإنقاذ”، مطالبًا الأمم المتحدة بأن “تعطي مساعداتها الماليّة للنّازحين على أرض سوريا، لا على أرض لبنان”.
وذكر الرّاعي “أنّنا نطالب بكلّ ذلك لا كرهًا ولا عداءً ولا بغضًا، بل حبًّا بالإخوة النّازحين، لكي يعيشوا بكرامة في وطنهم، ويواصلوا فيه كتابة تاريخهم، ويحافظوا على ثقافتهم وحضارتهم، وهي العناصر الّتي تشكّل هويّة كلّ بلد ووطن . فالأوطان ليست فقط أرضًا وجغرافيا، إنّما أيضًا ثقافة وحضارة وانتماء”.
التعليقات