وذكرت الصحيفة، أن الاستخبارات الأميركية حصلت على اسم هذا المسؤول الروسي الذي يختلف مع بوتن، فيما جرى إطلاع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على هذه المعلومات المتعلقة بالتململ الحاصل في أورقة الكرملين.
ولم يجر الكشف عن اسم المسؤول الذي يقال إنه مقرب من بوتن، وصار يبدي عدم اتفاقه، فيما رفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الإدلاء بتعليقات حول التقارير المتداولة.
وبحسب “واشنطن بوست”، فإن الحديث عن “جرأة” هذا المسؤول في الكرملين، يأتي بينما تتعرض روسيا لخسائر على الميدان في أوكرانيا، إثر خسارة آلاف الكيلومترات من الأراضي التي سيطرت عليها، بينما دخلت العمليات العسكرية شهرها الثامن.
واضطر بوتن إلى إعلان تعبئة عسكرية جزئية بالبلاد، في مسعى إلى جبر الخسائر التي منيت بها قواته، مؤخرا، فيما تقول عواصم غربية إن هذه الخطوة تنم عما تصفه بـ”تخبط” موسكو في المستنقع الأوكراني.
وأضاف المصدر أن المسؤول البارز في الكرملين أبدى استياءه مما اعتبرها أخطاء ارتكبت في العمليات العسكرية الجارية بأوكرانيا، وسط حديث غربي عن تعرض بوتن لأكبر عزلة له داخل السلطة منذ 22 عاما في السلطة.
أشارت الصحيفة إلى أن الدائرة المقربة من بوتن تضم عددا محدودا من المعاونين والمستشارين الموثوق بهم، وهم في الأغلب من زملاء سابقين له عندما كان ضابطا في جهاز الاستخبارات “كا جي بي”، أو أيام توليه منصب نائب عمدة مدينة سان بيترسبرغ في تسعينيات القرن الماضي، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وأثار قرار التعبئة العسكرية الجزئية في روسيا، ما قيل إنه “غضب شعبي”، فسارع مئات الآلاف من الأشخاص في سن الخدمة العسكرية إلى مغادرة البلاد، تفاديا لأن يجري اقتيادهم إلى أرض المعركة.
وذكرت مصادر الاستخبارات الأميركية أن الحرب في أوكرانيا تصل هذه المحطة، بينما يتواصل الغموض حول ما يمكن أن تعتبره روسيا بمثابة نصر، في حين تثار الأسئلة حول “الولاء غير المشروط” الذي طالما حظي به بوتن.
لكن المصدر الأميركي أوضح أن هذه الأصوات التي تبدي معارضة لطريقة خوض الحرب، ليست مؤشرا على قرب تنحية الرئيس الروسي جانبا.
الكرملين يرد
وأقر المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، في تصريح لصحيفة “واشنطن بوست”، بوجود عدة رؤى إزاء الحرب، قائلا إن هناك من يقترح طريقة مختلفة لخوض العمليات العسكرية، لكنه اعتبر هذا الأمر عاديا، لأنه من صميم العمل المعتاد.
لكن بيسكوف نفى أن يكون ثمة أي تصدع في الكرملين، إزاء العمليات العسكرية الجارية بأوكرانيا، رغم وجود نقاشات داخلية بشأن عدد من الملفات، نافيا ما جرى تناقله بشأن مسؤول بارز في الكرملين يبدي اختلافا مع بوتن، ووصف الخبر بـ”غير الصحيح على الإطلاق”.
وطالما اتهمت روسيا منابر الإعلام الغربية بالتضليل، ونشر تقارير غير دقيقة بشأن مجريات الحرب الدائرة في أوكرانيا، واصفة إياها بـ”البروباغاندا”.
تذمر واسع؟
في غضون ذلك، نقلت “واشنطن بوست” عن مصدر استخباراتي غربي، أن هذا التذمر وسط الدائرة المقربة من بوتن، جرى التعبير عنه بشكل خاص إثر تسجيل خسائر روسية واسعة على الأرض في أوكرانيا.
واستطردت الصحيفة نقلا عن مصدر استخباراتي غربي ثان، أن الخلافات الداخلية أثيرت لأن العمليات العسكرية لم تسر على النحو الذي كان مخططا له، بينما يرى كثيرون في الكرملين أن الحرب ليست في الاتجاه الصحيح.
وبدأت روسيا عملياتها العسكرية بأوكرانيا، في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، عبر محاولة السيطرة بشكل كامل على جارتها، فأرسلت قوات إلى محيط العاصمة كييف، وكان الرهان هو إطاحة القيادة السياسية، لكن هذا الهدف تبدد خلال أسابيع، فانسحبت القوات الروسية.
وعقب ذلك، أعلنت روسيا دخولها المرحلة “ب” من العمليات العسكرية، من خلال التركيز على مناطق الشرق الأوكراني الذي يتركز فيه الانفصاليون الموالون لموسكو، إضافة إلى الجنوب، لكن هذا الهدف لم يكن سهلا بدوره.
واستفادت القوات الأوكرانية بشكل كبير من الدعم العسكري الغربي السخي، فيما تقول موسكو إنها ماضية قدما في الحرب، لأن مساعدة كييف لن تصب إلا في إطالة أمد النزاع.
وعلى وقع هذه الخسائر، توالت تحذيرات غربية، في الآونة الأخيرة، من لجوء روسيا استخدام سلاح نووي تكتيكي في الغرب، لأجل ترجيح كفة الصراع لصالحها، في ظل عدم القدرة على التقدم ودحر الأوكرانيين، في إطار الصيغة الحالية للحرب.
التعليقات