سجل لبنان إصابة بمرض الكوليرا في محافظة عكار الشمالية، لتكون أول حالة تشهدها البلاد المنهكة اقتصاديًا منذ 29 عامًا، في وقت تشهد سوريا المجاورة انتشارًا للمرض الذي أودى بنحو 40 شخصًا حتى الآن.
وقال وزير الصحة في حكومة تسيير الأعمال اللبنانية (فراس الأبيض) إن لبنان سجل أول حالة إصابة بالكوليرا منذ سنة 1993، ورجح أن يكون مصدرها تفش خطير للوباء في سوريا، انتقلت عبر الحدود.
وكشف وزير الصحة أن الحالة سُجلت يوم الأربعاء الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في محافظة عكار الريفية بشمال البلاد، وأن المريض وهو سوري يتلقى العلاج وحالته مستقرة.
الكوليرا في سوريا
وأودى تفش للكوليرا في سوريا بحياة العشرات ويمثل خطرًا عابرًا لجبهات القتال في الحرب المستمرة منذ 11 عامًا في البلاد، وهو ما يثير مخاوف في المخيمات المكتظة بالنازحين الذين تنقصهم المياه النقية والصرف الصحي.
وكانت تقارير قد ربطت بين المرض الذي ينشأ في الماء ومياه ملوثة قرب نهر الفرات الذي يخترق البلاد لكن التفشي انتشر في باقي أنحاء البلاد التي سجلت آلاف الحالات المشتبه بها.
ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحًا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، وغالبًا ما يكون سببه تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة، ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ.
#وزارة_الصحة اعلنت تسجيل اول إصابة بالكوليرا في عكار والابيض ترأس اجتماعا تنسيقيا عرض خطة الوزارة للجهوزية والاستجابة للوباءhttps://t.co/oJgtiuEx5W pic.twitter.com/yR8l4qgtRS
— Ministry of Public Health – Lebanon (@mophleb) October 6, 2022
وتشهد سوريا المجاورة منذ سبتمبر/أيلول تفشيًا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009، في وقت أدى النزاع المستمر منذ عام 2011 الى تضرر نحو ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، بحسب ما ذكرت الأمم المتحدة.
كما أن البنية التحتية للمياه في لبنان متروكة دون صيانة وتعرض النظام الصحي في البلاد لأضرار شديدة على مدى أزمة مالية مستمرة منذ 3 سنوات وخلال انفجار في مرفأ بيروت في أغسطس/ آب 2020 أضر بشدة بالبنية التحتية الطبية الأساسية في العاصمة بيروت.
وقال الوزير اللبناني المكلف إن القطاع الصحي سيتعرض لمصاعب في التصدي لتفشٍ واسع النطاق، مشيرًا إلى أن نظام الرعاية الصحية اللبناني يحتاج إلى الدعم لتعزيز وإلا فإنه لن يكون قادرًا على التماسك.
ويصيب المرض سنويًا ما بين 1.3 مليون و4 ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفًا و143 ألف شخص.
التعليقات