أربعة أيام من الإبداعات المرئية والاكتشافات المتنوعة لخصوصية التراث الإماراتي، تكرّسها ولاتزال تجربة معرض «كشتة ومقناص» الذي يقدم أفكاراً لرحلات البر التراثية بمنظور معاصر.
المعرض الذي يقام في قلعة الرمال في دبي ويستمر لغاية يوم السبت، يقام بالتعاون مع «البادية لتنظيم المعارض»، وفريق الصقور التطوعي، ومشاركة فاعلة ومتنوعة لعدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة، الناشطة في قطاعات الرحلات البرية والصيد بالصقور والمشغولات اليدوية.
وفي الوقت الذي تسجل الصناعات اليدوية حضورها الفاعل في المعرض، يطالع زواره منذ لحظة دخولهم المكان، تجارب الفنون البصرية التي تكرست بقوة خلال الفعالية، من خلال معرض الصور الفوتوغرافية الخاصة التي أقامها الفنان الإماراتي محمد الشحي، ليستعرض من خلالها مجموعة منتقاة من الصور التذكارية النادرة لأصحاب السمو وشيوخ الإمارات أثناء تنقلاتهم ورحلاتهم الخاصة بين البوادي، ويسلط من ثم الضوء على بعض جوانب شغفهم الكبير برياضة الصيد بالصقور، وغيرها من الرياضات التراثية التي اشتهرت بها الإمارات ومنطقة الخليج العربي.
وعبقت أرجاء قلعة الرمال الزاهية بسحر الماضي، ورائحة الطيب والبخور العربي الأصيل، التي فاحت من الركن المخصص لعرضها في الفعالية، في الوقت الذي صدحت خيمة التراث، بأنغام إماراتية أصيلة، رافقتها رقصات فرقة «المزيود» الحربية التي كرست أجواء احتفالية خاصة وطقساً غامراً من السعادة العامة اجتذب حضوراً واضحاً من العائلات والشبان الذين توافدوا لاكتشاف بعض من جوانب تراث الآباء والأجداد.
فعاليات تراثية
ولفتت (أم سلطان) إلى شغفها الكبير بتراث بلادها الذي حملته معها من مسقط رأسها مدينة العين، مؤكدة عشقها لحياة البادية والصحراء بما تحتويه من مقومات أصالة دفعتها لاحقاً إلى تأسيس شركة متخصصة في الفعاليات التراثية «أحرص في كل عام على إقامة معرض تراثي موسع، أجمع فيه ثلة من المهتمين بهذا الميدان والمشتغلين فيه، وذلك، حرصاً على تجذير قيم الأصالة والتشبث بالجذور ومزيد التعريف بمكوناتها»، موجهة في الوقت نفسه الدعوة للجهات الحكومية والخاصة لدعم هذه المبادرات الطموحة ودفعها نحو النجاح بالقول: «من الضروري التأكيد على قيمة وأهمية دعم هذه النوعية من الفعاليات التي تسهم في تعريف الجيل الجديد بتاريخنا وحضارتنا التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من مستقبلنا».
الصيد بالصقور
وغير بعيد عن البوابة الرئيسة للمعرض، اصطفت مجموعة من الأكشاك التجارية المخصصة لعرض منتجات رياضة الصيد بالصقور، لتجانب في المكان منصات الصقور الخاصة بالسباقات التراثية، التي حرص القائمون على الفعالية، على توفير البيئة والمكان الملائمين لها، ليجذبوا اهتمام الزوار. وأكد مالكها، سلمان حسن البلوشي، الذي توّج مرات عدة بعدد من الألقاب في بطولات «فخر الأجيال» و«كأس رئيس الدولة»، قائلاً: «سيتاح للجمهور، خصوصاً الأطفال، فرصة التعرف الى العديد من أنواع الصقور الخاصة بالسباقات، والتي حققت العديد من النجاحات ونالت الكثير من الألقاب في مسابقات محلية وخليجية، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات المرافقة».
مستلزمات «الترحال»
وأكد عمران الزعبي، المشارك في الفعالية بمنتجات الرحلات البرية وأدوات السفر وتزويد السيارات ومستلزمات سيارات الدفع الرباعي، أن مشاركته في هذا المعرض، تأتي في إطار حرصه الدائم على عرض آخر منتجات «الكشتة» الإماراتية وأحدثها، ويقصد هنا الرحلات التي تختص بها الإمارات ومنطقة الخليج العربي، مؤكداً لـ«الإمارات اليوم» أنه «مع بداية موسم الرحلات إلى (البر) في شهر سبتمبر ولغاية حدود شهر مارس، يكثر الطلب على هذه المستلزمات ومواد التخييم العائلي التي يمكن لزوار المعرض التراثي التعرف إليها واقتناؤها»، مشيداً بتجربة مشاركته في المعرض التراثي الذي وجده عاكساً لجزء من حياة الإماراتيين وأنشطتهم الصحراوية الشهيرة التي تُعد جزءاً من تراث بلادهم.
«جدر أمي»
لا تكتمل تجارب «الكشتة والمقناص» الإماراتية من دون تجارب المطبخ المحلي العريق، الذي توكل بتجربته في المعرض ركن مشروع المأكولات التراثية «جدر أمي» للإماراتية هدى جمعة وأخواتها، الذي تأسّس في 2017، ليكرّس بعض جوانب العراقة المحلية ويرفع رايتها في أغلب المعارض والفعاليات التراثية على امتداد إمارات الدولة، إذ أكدت صاحبته هدى جمعة: «سعيدون بهذه المشاركة الجديدة التي سبقها حضور آخر في معرض البوادي في حديقة النخيل بالعوير، ومن قبله مشاركة أخرى في فعالية رعتها دائرة الأراضي والأملاك بدبي»، مشيرة إلى أن مائدتها عامرة دوماً بأشهى أطباق الإمارات التقليدية، وأهمها الهريس.
مشغولات يدوية
لم تغب الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي عن تجربة هذا المعرض، إذ أكدت الوكيل الأول فاطمة الذهلي، أهمية هذه المشاركة التي تجسدت في ركن خاص بمشغولات نزلاء المؤسسة اليدوية التي توزعت بين مشغولات الخشب والنحاس لتجسّد إبداعات النزلاء اليدوية في مجالات مثل النقش وتصاميم قطع التراث الإماراتي، مثل الحصالات والمباخر والمداخن وأدوات الضيافة الخاصة بطقوس القهوة والشاي، موضحة «تحرص المؤسسات العقابية والإصلاحية على المشاركة في جميع الفعاليات لتسليط الضوء على منتجات النزلاء، وتشجيعهم على بدايات جديدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
التعليقات