وتسارعت وتيرة الإعلانات عناستفتاءات الانضمام لروسيا في المناطق التي يسيطر عليها الروس وحلفائهم في أوكرانيا. وتنظم خيرسون الواقعة في جنوب أوكرانيا والخاضعة لسيطرة القوات الروسية، استفتاء حول الانضمام إلى موسكو من 23 سبتمبر وحتى 27 منه.
كذلك أعلنت الأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في منطقة دونباس أنها ستنظّم استفتاء مماثلا في الفترة نفسها.
واتفق دينيس بوشلين وليونيد باسيتشنيك، زعيما جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين اللتين اعترف بهما الرئيس الروسي، دولتين مستقلتين قبيل بدء الحرب ضد أوكرانيا مباشرة، الثلاثاء، على خطط متزامنة للتصويت على الانضمام إلى روسيا.
“مضحك”
خطوة الاستفتاءات التي تعتزم السلطات المدعومة من موسكو إجراءها في أوكرانيا، وصفها مستشار وزير الخارجية الأوكراني، يفهين ميكيتنكو، في حديث خاص لـ”سكاي نيوز عربية”، بالأمر “المدهش والمضحك”.
وأوضح ميكيتنكو: أن الآلاف من المواطنين الأوكران غادرت تلك المناطق الأوكرانية؛ وبالتأكيد فإن نتائج تلك الاستفتاءات المخطط لها مسبقا ستكون مزيفة، كما حدثت بنفس استفتاءات جزيرة القرم قبل 8 أعوام.
ونوه إلى أن الإسراع في ضم تلك المناطق لروسيا، يأتي كتصعيد ورد فعل على التقدم العسكري الأوكراني شرق البلاد، والذي أسفر عن تحرير أكثر من 8000 كيلومتر مربع منذ مطلع سبتمبر الجاري من مناطق احتلتها روسيا.
وفي خطوة لاحقة على إعلان إجراء استفتاءات في المناطق الموالية لروسيا، أمر بوتن، الأربعاء، بالتعبئة العسكرية الجزئية، ما أعتبره مستشار وزير الخارجية الأوكراني، بالأمر “المتوقع”، الذي يعكس مدى التدهور الواقع بين صفوف جنود الجيش الروسي بأوكرانيا.
وإذ توقع فرار عدد كبير من المواطنين من التعبئة العامة بروسيا، أشار “ميكيتنكو” إلى أن موسكو على الأرجح ستستعين بالمسجونين الروس، لإرسالهم إلى مناطق القتال والمعارك بأوكرانيا، وفقا لترجيحه.
وتطرق “ميكيتنكو” في حديثه إلى طبيعة التحرك العسكري الروسي الأخير ببلاده، قائلا إن موسكو بدأت ضرب سدود مائية، مع توجيه ضربات صاروخية ضد المحطات الكهروحرارية والكهربائية؛ لتخويف المواطنين الأوكران، وابتزازهم وأوروبا ككل لاسيما بعد ضرب محيط محطة زابوريجيا النووية.
“لا أثر أو قيمة للاستفتاءات”
ومن جهته، شدد الدبلوماسي الأوكراني إيفان سيهيدا، في حديث خاص لـ”سكاي نيوز عربية” على أن “الاستفتاءات الزائفة في أراض أوكرانية محتلة مؤقتة، لا أثر أو قيمة لها، ولن يتم الاعتراف بها”، مشيرا إلى أن التاريخ يتكرر عقب ما جرى بشبه جزيرة القرم عام 2014.
ولفت إلى أن كييف كان لديها معلومات بأن موسكو تريد إجراء هذه الاستفتاءات، حيث إن الهدف من الحرب هو ضم الأراضي الأوكرانية لروسيا بشكل كامل، رغم النفي الرسمي الروسي هذا الأمر في بداية التصعيد فبراير الماضي، لكن الوقائع أكدت عكس ذلك.
ونوه “سيهيدا” أن روسيا تحاول إجراء تلك الاستفتاءات، بالتزامن مع الإعلان عن حالة التعبئة والتجنيد الجزئي في روسيا لنحو 300 ألف شخص، وهو ما يحمل تصعيد جديدا في الحرب الدائرة حاليا.
وأكد الدبلوماسي بسفارة أوكرانيا في الكويت، أن “التحركات الروسية الأخيرة تعكس الإخفاق والهزيمة العسكرية، رغم كل ما استخدمته من وسائل، والتهديد الأخير باستخدام السلاح النووي، وهو ما لا نخشاه”.
وشدد على: “ليس لدينا خيار آخر إلا الدفاع عن النفس، والمقاومة، ضد محاولات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها روسيا فى بلادنا”، متابعا “نحن أثبتنا للعالم أننا سندافع عن بلادنا بكل الوسائل المتاحة لدينا”.
وأكد “سيهيدا” على استمرار الهجمات المضادة للجيش الأوكراني، والتي ستنتهي – في تقديره- بالتحرير الكامل للأراضي داخل الحدود المعترف بها دوليًا، وأجزاء من دونيتسك وجزيرة القرم المحتلة منذ عام 2014.
وواصل: “كلما تلقينا المزيد من الأسلحة بشكل أسرع، بما في ذلك الأسلحة بعيدة المدى، كلما انتهت الحرب سريعا بانتصارنا”
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، قد ندد الثلاثاء، بالاستفتاءات التي تعتزم السلطات المدعومة من روسيا إجراءها في أوكرانيا.
وكتب ستولتنبرغ على تويتر: “استفتاءات زائفة ليس لها شرعية ولا تغيّر في طبيعة الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا.. هذا تصعيد إضافي في حرب بوتن”.
التعليقات