التخطي إلى المحتوى

توالت الهجمات الجوية على سوريا مؤخرا، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها جماعات مسلحة موالية لإيران، بشكل يبعث على التساؤل حول السر وراء ذلك التصعيد، وعلاقته بما تقول إسرائيل إنه تهديد لها.

آخر تلك الهجمات، استهدفت فجر السبت، منطقة قريبة من مطار دمشق، نسبتها وكالة الأنباء السورية “سانا” إلى  إسرائيل.

المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن هجمات السبت، تحمل الرقم 25، وأنها استهدفت مستودعات أسلحة تابعة لميليشيلت قريبة من طهران.

وتُشير أنباء الهجوم الجوي الجديد قرب مطار دمشق، والذي أودى بحياة خمسة جنود، إلى أن إسرائيل لا تزال تتعقب المليشيات الموالية لإيران، رغم أنها لم تتبن أي هجمات من التي تُنسب عادة إلى قواتها.

فوكالة الأنباء السورية “سانا” قالت إن إسرائيل هي من وراء تلك الهجمات، بينما لم تؤكد الأخيرة مسؤوليتها ولم تنفها.

وفي كلمة ألقاها بعد ساعات من الهجوم، بعث الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، برسالة تعزية إلى النظام السوري، مفادها أن “توحيد قوى المقاومة في المنطقة مطلوب، لأن هذا هو السبيل الوحيد الذي من خلاله سيحصل اللبنانيون والفلسطينيون، والسوريون على أراضيهم ويستعيدون ثرواتهم من جديد”.

ومنذ العام 2013، يقاتل حزب الله اللبناني المدعوم من طهران، بشكل علني في سوريا دعما لقوات نظام بشار الأسد.

معلومات استخباراتية

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “قصفا إسرائيليا استهدف مواقع في مزارع الغسولة قرب مطار دمشق الدولي ومحيط منطقة السيدة زينب ومنطقة الكسوة في ريف دمشق تتمركز فيها ميليشيات موالية لإيران”.

وفي تعليقه على توقيت الهجمات، قال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن إنه يستجيب لمعلومات تحصل عليها إسرائيل تتعلق بنشاط بعض المجموعات المسلحة الموالية لإيران.

وفي مقابلة مع موقع الحرة، كشف عبد الرحمن أن إسرائيل لديها معلومات عن نشاط تلك الميليشيات والسلاح المنتشر هناك، وقال “إسرائيل ربما لديها معلومات عن تحرك جديد من حزب الله أو ميليشيات إيران عبر تلك المنطقة”.

ورجّح أن تكون الهجمات “ربما جاءت استجابة لما لدى إسرائيل من معلومات استخباراتية جعلتها تستهدف تلك المناطق بعينها”.

لكنه عاد ليؤكد أن الهجمات الأخيرة استهدفت في الحقيقة “مستودعا للسلاح قرب مطار دمشق الدولي”.

وقال: “لا نعلم تحديدا أي نوع من الأسلحة نقلت إلى المستودع، لكن يُقال إن الأمر يتعلق بمنظومة صواريخ أرض-أرض، تُستخدم لاستهداف الطائرات المسيرة، التي ربما تعود لحزب الله اللبناني أو للحرس الثوري الإراني”.

ولفت مدير المرصد إلى أن أغلب مستودعات السلاح في تلك المناطق (بينها تلك التي استهدفتها إسرائيل) “تعود لحزب الله اللبناني”.

والاثنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إن إيران حوّلت مركز الدراسات والبحوث العلمية وكذلك مواقع أخرى في جميع أنحاء سوريا إلى مصانع لصواريخ دقيقة بعيدة المدى مخصصة لحزب الله.

وكان مبنى مركز الدراسات والبحوث العملية في سوريا استهدف عدة مرات آخرها الشهر الماضي، بقصف نسبته دمشق إلى إسرائيل.

كما تم استهداف المنطقة المحيطة بمصياف، والتي يُعتقد أنها تستخدم كقاعدة للقوات الإيرانية والميليشيات الموالية لطهران.

وفي القصف الأخير أواخر أغسطس، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 1000 صاروخ إيراني الصنع دمر في الموقع خلال الغارة التي استهدفت المركز.

وأضاف المرصد أن “الانفجارات التي استمرت لـ6 ساعات في مصياف بريف حماة، هي نتيجة صواريخ أرض أرض متوسطة المدى جرى تصنيعها في مركز البحوث العلمية بإشراف ضباط خبراء من الحرس الثوري الإيراني”.

عدد القتلى الحقيقي

يُذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف أن عدد قتلى هجمات السبت، بلغ سبعة “بينهم اثنان تابعان للميليشيات الإيرانية من جنسيات غير سورية، و5 من عناصر قوات النظام”.

عبد الرحمن جدد تأكيد ما نقله المرصد السوري، وقال “لقي خمسة ضباط حتفهم واثنان آخران من جنسيات غير سورية “ربما إيرانيان أو لبنانيان”.

ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وبحسب المرصد، فإن هذه الهجمات التي لم تُعلن إسرائيل عن تنفيذها “تعد رقم 25 ضمن الاستهدافات الإسرائيلية لسوريا سواء عبر الجو أو عبر القذف المدفعي والصاروخي”.

وأشار الرجل إلى أن هناك استياء كبيرا في مناطق سيطرة النظام في سوريا لعدم رده على تلك الهجمات “وهناك استياء من تحويل سوريا لمستودع لتخزين الأسلحة التابعة لإيران”.

وفي 6 سبتمبر الماضي، قال المرصد السوري إن إسرائيل استهدفت مطار حلب الدولي ومحيطه، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين، وخروجه عن الخدمة لنحو 72 ساعة.

وكانت تلك الضربات التي أفاد المرصد بأنها استهدفت مستودعا كذلك، تستخدمه مجموعات موالية لإيران، الثانية التي تستهدف المطار خلال أسبوع واحد.

ومنذ بداية الحرب في سوريا في 2011، شنّت إسرائيل مئات الغارات الجوّية على جارتها الشمالية طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني.

استياء وسط المدنيين 

يبرّر الجيش الإسرائيلي هذه الهجمات باعتبارها ضرورية لمنع عدوّته اللدودة إيران من الحصول على موطئ قدم لها في سوريا المتاخمة.

في السياق، انتقد مدير المرصد، ما وصفه بـ”اللهجة غير المحبذة لبعض أدعياء المعارضة” الذين يفرحون لأخبار الهجمات التي تطال عادة مناطق سيطرة النظام السوري بأنه انتصار للمعارضة “وهذا يلقى استياء من قبل المدنيين في تلك المناطق”.

وبحسب الرجل فإن قتلى هذه الهجمات هم ضحايا لإيران والنظام السوري الذي لا يرد أيا من تلك الهجمات.

يُشار إلى أن إيران تنفي أي صلة لها بالجماعات المسلحة المستهدفة بهذه الضربات الجوية، بينما تؤكّد وجود عناصر من قوّاتها المسلّحة في سوريا في مهمّات استشاريّة فقط.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *