هدى الطنيجي (رأس الخيمة)
مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، تحرص الجهات المختصة في رأس الخيمة على تكثيف الرقابة على محال بيع الخضراوات والفاكهة التي قد تتجه إلى عرض منتجاتها تحت أشعة الشمس دون الاكتراث بالخطورة الناجمة عن هذا التصرف الذي يفقدها قيمتها الغذائية.
وتكثف بلدية رأس الخيمة حملاتها الميدانية لمنع عرض الخضراوات والفاكهة تحت أشعة الشمس، وحذر خبراء من ضرر تناول تلك المنتجات لفقدانها قيمتها الغذائية نتيجة تعرضها للحرارة المرتفعة، مستهدفين بذلك رفع مستوى الوعي، والحفاظ على صحة وسلامة المستهلكين.
ودعا مستهلكون إلى ضرورة توجيه عقوبات رادعة بحق المنشآت غير المكترثة بسلامة الخضراوات والفاكهة عبر وضعها في مواقع مكشوفة وبتعريضها لأشعة الشمس، وقالت عائشة محمد: «إن هناك بعض المنشآت التي تعمل على وضع الخضراوات والفاكهة تحت أشعة الشمس، وقد يجهل المستهلك بأن تلك المنتجات قد تتعرض للتلف وتفقد قيمتها الغذائية نتيجة الحرارة المرتفعة».
وذكرت أن أسواق رأس الخيمة للخضراوات والفاكهة هي وجهة تسويقية جاذبة للمواطنين والسياح كذلك، نتيجة لتنوع منتجاتها، سواء كانت المحلية أو القادمة من الدول المجاورة، وأن جهود الجهات المعنية حاضرة، لكن هناك نسبة قليلة من الباعة ممن يتجهون إلى الإخلال بالقوانين واشتراطات الصحة العامة التي تؤثر على صحة وسلامة المستهلكين والتي وجب الوقوف عليها واتخاذ الإجراءات الصارمة بحقها.
لم تختلف معها في الرأي فاطمة الشحي التي ذكرت أن سوق الخضراوات والفاكهة الواقع تحت جسر رأس الخيمة هو من المواقع التي تتطلب رقابة مشددة نظراً إلى اعتباره سوقاً مفتوحاً، حيث يتجه بعض أصحاب «الشبرات» إلى استغلال المساحات غير المظللة لعرض منتجاتهم فيها، الأمر الذي يؤثر على قيمتها وجودتها.
وأكد باعة في أسواق الخضراوات والفاكهة، أن منتجاتهم تتطلب عملية عرض وتخزين تحت درجات حرارة مناسبة للحفاظ على جودتها وقيمتها الغذائية. وقال البائع شرف الدين: «إن المحل يسعى إلى حفظ وعرض الخضراوات والفاكهة بشكل مناسب يستوفي اشتراطات الصحة العامة للمنتجات، ويسهم في تقديم الفائدة الغذائية للمستهلك بعد شرائها وتناولها».
ولم يختلف معه في الرأي عبدالعزيز محمد الذي أكد أن البلدية تمنع عرض الخضراوات والفاكهة خارج حدود المنشأة أو في المواقع التي تكون عرضة لأشعة الشمس، خاصة خلال الصيف.
وأكد أن الجهات المعنية تعمل على تشديد العقوبات بحق المنشآت غير المبالية بتطبيق اشتراطات السلامة الغذائية، ومصادرة المنتجات غير المستوفية للاشتراطات والمواصفات، فضلاً عن توجيه المخالفات بهدف دعوتها التقيد التام والعمل على تقديم أفضل وأجود أنواع المنتجات للمستهلكين.
رقابة مشددة
وقالت شيماء الطنيجي، مدير إدارة الصحة العامة في بلدية رأس الخيمة: «إن الإدارة تسعى إلى إيجاد منشآت تقدم منتجات مستوفية لاشتراطات الصحة العامة، وبيئة مناسبة للمتعاملين بأعلى المعايير والمواصفات العالمية المعتمدة، منها أسواق الخضراوات والفاكهة التي يتم الرقابة عليها باستمرار من قبل المفتشين، فضلاً عن الاستماع إلى ملاحظات المتعاملين والأخذ بها بهدف تطوير مستوى الخدمات المقدمة في الأسواق».
وذكرت أنه، وخلال فترة الصيف، تحرص الإدارة على تذكير المنشآت كافة التي تقع ضمن نطاق اختصاص الإدارة، منها الأسواق والسوبر ماركت ومحال الخضراوات والفاكهة بأهمية تطبيق اشتراطات الصحة العامة، خاصة مع الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة، وتحديداً أسواق الخضراوات والفاكهة التي قد تتعرض بعض المنتجات لأشعة الشمس، وتؤثر على قيمتها الغذائية.
وأشارت إلى أن أسواق الخضراوات والفاكهة في إمارة رأس الخيمة تستقبل كميات متنوعة من المنتجات المختلفة التي تلبي احتياجات المستهلكين، حيث وردت إلى الأسواق خلال النصف الأول من العام الجاري حوالي 550965 كليو جراماً من المزارع المحلية، والدول المجاورة.
وكشفت عن أن الإدارة، وعبر حملاتها الميدانية التي تنفذها على الدوام للتحقق من مدى تطبيق المنشآت لاشتراطات السلامة الغذائية، تمكنت من مصادرة كميات كبيرة تقدر بحوالي 5 أطنان من الخضراوات والفاكهة المعروضة تحت أشعة الشمس في ظروف غير صحية، والعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف تجنب تكرار مثل تلك السلوكيات التي تفقد المنتجات قيمتها الغذائية، وتعرض المستهلكين إلى الغش التجاري بشراء منتجات غير مستوفية لاشتراطات الصحة العامة.
وأكدت أن المفتشين يتجهون مع حلول فترة الصيف إلى تكثيف الحملات الميدانية، خاصة إلى سوق الخضراوات والفاكهة الواقع بالقرب من جسر رأس الخيمة، مشيرة إلى أنهم تمكنوا من توجيه عدد 25 مخالفة لعدد من «الشبرات»، وتتم متابعة التزامهم باشتراطات عرض وبيع الخضراوات بصورة دورية، خاصة خلال فترة الصيف.
أضرار صحية
أكدت هاجر حميد العلي، اختصاصية التغذية، عضو في جمعية الإمارات للتغذية، أن اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفاكهة، يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والسرطان، وكذلك من ضغط الدم المرتفع، والعديد من الأمراض المزمنة الأخرى، لذلك يجب الحرص على انتقاء النوع الجيد منها.
وذكرت أنه مع تغير درجات الحرارة في فصل الصيف بما يصل إلى أعلى من 40 درجة مئوية، فإن هناك أشياء كثيره تتأثر بها، ومن ضمنها الخضراوات والفاكهة المعرضة لأشعة الشمس لساعات طويلة خلال اليوم، حيث تسهم درجات الحرارة العالية في سرعة تلفها، ما يؤثر ذلك على القيمة الغذائية لها، وتقلل من الفائدة المرجو منها.
وأشارت إلى أن المتخصصين في كلية الزراعة أكدوا أن الخضراوات والفاكهة التي تتعرض إلى حرارة الشمس أثناء عرضها في الشارع لساعات طويلة، تكون خطرة على صحة الإنسان عند تناولها، حيث إن خلايا هذه الثمرات تموت بسبب تعرضها لأشعة الشمس المباشرة، ما يؤدي إلى تهتكها وفسادها، كما تكون معرضة للتعفن ونمو الفطريات عليها، ما يجعلها غير صالحة للبيع والاستهلاك، وهو ما يسبب خسائر للتاجر، أما بالنسبة للمستهلك، فإن هذه المنتجات تفقد جزءاً من قيمتها الغذائية.
وأضافت: «يؤكد أساتذة الصحة العامة أن فساد هذه المنتجات قد يسبب للمستهلك تسمماً غذائياً ينتج عنه نزلات معوية وارتفاع درجات الحرارة وإسهال وجفاف في حال عدم تعويض الجسم بالسوائل التي يفقدها المصاب».
ووجهت العلي نصائح للمستهلكين بضرورة الانتباه عند شراء المنتجات بأنها غير معرضة إلى أشعة الشمس المباشرة، والحصول عليها من أماكن آمنة توفر لها البرودة المطلوبة لحفظها، والاستفادة من قيمتها الغذائية التي تعزز صحة الجسم.
التعليقات