أخبار 24 | المساحة الجيولوجية تعلن عن اكتشاف مواقع للذهب والنحاس بالمدينة المنورة
بعد أيام على مغادرة الوسيط الأميركي آموس هوكستين بيروت لفت كلام لرئيس الجمهورية ميشال عون أشار فيه إلى “أن الاتصالات لإنجاز ملف ترسيم الحدود قطعت شوطاً متقدماً، وأن لبنان حقق ما يجعله قادراً على استثمار ثروته في مياهه”.
3 مصانع هواتف في عام..هل تتحول مصر لمركز إقليمي لتصنيع الموب
وقد استوقفت كثيرين اللفحة التفاؤلية التي تضمنتها رسالة رئيس الجمهورية في وقت يتكاثر فيه الكلام عن عودة الملف إلى نقطة الصفر، وسط شروط إسرائيلية جديدة من شأنها تعقيد المفاوضات أو تأجيلها، فعلى ماذا ارتكز الرئيس عون في كلمته التفاؤلية وعن أي تقدم تحدث؟
انتهاء حظر العمل وقت الظهيرة و99 % التزام المنشآت
عودة الوسيط الأميركي
من المؤكد أن الاتصالات بين لبنان والوسيط الأميركي آموس هوكستين مستمرة لمتابعة المداولات التي تمت خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى بيروت بحسب ما يؤكد نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب لـ “اندبندنت عربية”، وهو المكلف التواصل مع الوسيط الأميركي، وآخر اتصال تلقاه بو صعب من هوكستين كان بعد ثلاثة أيام من مغادرته بيروت، نقل خلاله الوسيط الأميركي وجهة نظر إسرائيل للإحداثيات المتعلقة بالترسيم التي لا تزال عالقة خصوصاً بين رأس الناقورة وأول بلوك ١٠، وتبين أنها تتعارض مع الإحداثيات اللبنانية.
ويؤكد بو صعب أن هوكستين سيقدم أواخر هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل عرضاً خطياً للكلام الشفهي الذي نقله في آخر زيارة له إلى بيروت ليبنى على الشيء مقتضاه، مشيراً إلى نقطة وحيدة لا تزال عالقة، وهي المرتبطة بالإحداثيات المتعلقة بالطفافات البحرية وعددها ست التي تريدها إسرائيل كضمانة أمنية لحدودها.
وعلمت “اندبندنت عربية” أن اللجنة التقنية لترسيم الحدود التي تضم عدداً من الضباط والتقنيين المختصين في الجيش وهيئة قطاع النفط اجتمعت في القصر الجمهوري بحضور بو صعب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ودرست إحداثيات العوامات أو الطفافات البحرية الإسرائيلية وأسقطتها على الخرائط لتحديد الخط الذي تطفو عليه ومعرفة مدى قربه أو بعده من الحدود البحرية اللبنانية، وكشفت المصادر عن أن الإحداثيات التي أرسلتها إسرائيل لا تتماشى مع الإحداثيات التي وضعتها اللجنة اللبنانية.
الخلاف بات محصوراً
في المقابل، يكشف مصدر مقرب من رئيس الجمهورية عن أن كلامه حول تقدم حصل في ملف ترسيم الحدود قصد فيه أن الملف يسير وفق المراحل التي تم الاتفاق عليها بعد زيارة هوكستين الأخيرة، بحيث وعد بإرسال الإحداثيات وقد تم ذلك، واتفق على إسقاطها على الخرائط المعدة من قبل الجيش اللبناني للحدود البحرية اللبنانية وليس البرية وقد تم ذلك، ويبقى أن يقدم هوكستين عرضاً مكتوباً في الأيام المقبلة وبصيغته النهائية بعد أن أبلغه إلى الجانب اللبناني شفهياً.
وتصر مصادر بعبدا على فصل الاتفاق على الحدود البحرية عن أي اتفاق على الحدود البرية، نافية أن يكون تطرق أي فريق في الاتصالات الأخيرة مع الوسيط الأميركي إلى أية نقطة برية بما فيها النقطة المعروفة بـ B1.
الاختلاف في وجهات النظر
ويؤكد مصدر رسمي رفيع في لبنان لـ “اندبندنت عربية” أن الاختلاف في وجهات النظر بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي لا يزال موجوداً، وهو ما عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال استقباله الوسيط الأميركي في تمسكه باتفاق الإطار رافضاً العودة إلى خطوط أخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويجزم المصدر نفسه أن لبنان لن “يوافق على إحداثيات إسرائيل، لأن النقاط المشار إليها من قبلها هي قريبة للشاطئ واعتمادها يعني وكأننا نرسم الحدود من مكان جديد لم يتم تحديده في المراحل السابقة”، فضلاً عن أن الإحداثيات الإسرائيلية تخسر لبنان وفق المصدر الرفيع ثلاثة كيلومترات مربعة، ومع تقلص الاختلاف في وجهات النظر وحصرها بهذ المساحة، فإن الوسيط الأميركي ناشط بشكل يومي بين الجانبين لمحاولة إيجاد حل وسطي.
ويوضح المصدر أن النقاط المتفق عليها حتى الآن تنص على حصول لبنان على حقل قانا بالكامل وعلى البلوك رقم ثمانية، على أن تتولى شركة توتال الفرنسية التنقيب، وقد أشار رئيس الجمهورية أن توتال ستتولى المشكلة المتعلقة بمطالبة إسرائيل بحصة من البلوك ثمانية مع ما يعني ذلك من موافقة ضمنية بما طلبته إسرائيل.
هوكستين على تفاؤله
من مطار رفيق الحريري الدولي وقبل مغادرته بيروت في الزيارة الأخيرة أشار هوكستين إلى ثغرات تتطلب مزيداً من العمل لحلها، وألمح إلى أن الاتفاق يحتاج إلى مزيد من الوقت عندما قال “كما تعلمون أنا متفائل كالعادة وأشعر أننا تقدمنا في المفاوضات في الأسابيع الأخيرة، وآمل أن نتابع التقدم ونحقق شيئاً ملموساً للتوصل إلى اتفاق”.
وينقل بعض المقربين من الوسيط الأميركي حرصه على العمل بصمت وتحفظه عن مشاركة تفاصيل اتصالاته مع أية جهة، فيما تؤكد مصادر مقربة من الإدارة الأميركية أن هوكستين أبلغ وزارة الخارجية أن هناك تقدماً حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وقد تكون النقاط التي لا تزال عالقة هي نفسية أكثر منها تقنية.
من جهة ثانية قيل إن إسرائيل قررت إرجاء بت ملف ترسيم الحدود لما بعد الانتخابات، أي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وتنفي مصادر دبلوماسية أن تكون تل أبيب تنوي المماطلة، وتؤكد أن إسرائيل تريد إنهاء الموضوع بأسرع وقت، بخاصة بعد توقيعها عقد بيغ غاز كاريش إلى أوروبا.
وفي سياق متصل أتت الرسالة التي نقلها هوكستين إلى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الأسبوع الماضي، ومفادها بأن إسرائيل ستبدأ استخراج الغاز من كاريش في نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي، أو على أبعد تقدير في بداية تشرين الأول (المقبل) غير آبهة بتهديدات حزب الله، بالتالي فإن الأسابيع المقبلة حاسمة لجهة حسم ملف الترسيم والتوصل إما إلى حل أو إلى خلاف كبير.
في المقابل يستبعد كثيرون في لبنان أن يحل ملف ترسيم الحدود قبل نهاية العهد، ويغمز بعض المقربين من رئيس الجمهورية ميشال عون من قناة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ويؤكدون أنه إذا كان بعض من في الداخل يخطط إلى عرقلة الترسيم حتى لا يحتسب الإنجاز للرئيس عون، فلن يستطيعوا تحقيق ذلك لأنهم سيضعون البلد أمام خيار المواجهة، خصوصاً بعد تهديد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إسرائيل بضرب كاريش إذا بدأت عملية استخراج الغاز الإسرائيلي قبل الغاز اللبناني في قانا.
إسرائيل تريد ضمانات فهل يتنازل لبنان؟
تشير المعلومات إلى تعقيدات جديدة برزت في ملف ترسيم الحدود تتمثل باشتراط إسرائيل الحصول على موافقة لبنانية لتغيير موقع النقطة B1 ليبدأ براً من رأس الناقورة، وهو ما تمثل في الإحداثيات التي سلمها الوسيط الأميركي للبنان أخيراً المتعلقة بخط الطفافات التي نشرتها إسرائيل منذ انسحابها من المناطق المحتلة في جنوب لبنان عام ٢٠٠٠. وتعلق خبيرة النفط لوري هاتايان على مطالب إسرائيل “كان واضحاً منذ البداية أن هناك أمراً مخفياً كنا نجهله وقد بدأ يظهر، لجهة أن لبنان لا يمكن أن يأخذ كل شيء من دون تقديم تنازلات في المقابل”.
واعتبرت هاتايان أن إسرائيل وبعد مراجعة حساباتها انتقلت إلى نقطة المطالبة بالضمانات الأمنية لقاء تخليها عن جزء من المساحة البحرية لصالح لبنان، وهذه الضمانات لها علاقة بالبر والبحر، علماً أنه ووفقاً لقانون البحار فإن المنطقة الإقليمية المحاذية للبلدين لا يمكن أن يتم العمل بها وفق هاتايان.
وتساءلت “هل تعيد المطالبة بتغيير موقع النقطة B1 خلط الأوراق مجدداً، وتدفع لبنان إلى التخلي عن جزء من ٨٦٠ كيلومتراً التي قيل إنه تمكن من انتزاعها من إسرائيل عبر الوسيط الأميركي؟”.
التعليقات