أسئلة كثيرة طرحها موقف رئيس الجمهورية ميشال عون لتحديد ما هو “اليوم الطبيعي”، وما هي مواصفاته ليغادر قصر بعبدا يوم الواحد والثلاثين من تشرين الأول. تقول مصادر متابعة، إن “اليوم الطبيعي” بنظر عون هو إما تسليم الرئاسة لخلفه، أي أن يكون قد تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أو أن يكون هناك حكومة مشكّلة وتتمتع بثقة المجلس النيابي، لا حكومة تصريف أعمال، أصبح واضحاً أن عون لن يسلمها صلاحيات الرئيس.
سيناريوهات مقلقة
سيناريوهات كثيرة يتم التداول بها حول ما يمكن أن يحصل، علماً أن التخوف يرتكز على احتمال حصول صدام مسيحي مسيحي، إذا ما أصر عون على البقاء في القصر، أو أقدم على خطوة أخرى غير محسوبة من قبل الخصوم، معطوفة على نزول مناصريه إلى الشارع وإعادة تحويل القصر إلى “بيت الشعب” (تكرار 1988-1990). هذا قد يستدعي تحركاً من قوى مسيحية معارضة له، وسيقود إلى توتر في البيئة المسيحية.
وإلى جانب هذا السيناريو، هناك سيناريوهات أخرى من التداعي الذي على ما يبدو سيتفاقم أكثر على وقع أحداث وإشكالات متعددة في المرحلة المقبلة، من قبيل اقتحامات المصارف، أو عودة الموظفين إلى الإضرابات، ربطاً بتفلت اجتماعي وأحداث متنقلة. كل هذه السيناريوهات ستلقي بثقلها على الأجهزة الأمنية والعسكرية، وبالتحديد الجيش اللبناني.
قائد الجيش؟
يحدث ذلك في ظل اعتماد نظرة يقينية تشير إلى أن الفراغ أصبح محتماً. والفراغ وحده هو الذي سيتحكم بالمواقيت للجلوس على طاولة حوار أو طاولة للبحث عن تسوية، للاتفاق على رئيس. وفي حال كانت المعطيات مثل التوقعات، فإن الحظوظ الأوفر ستكون من نصيب قائد الجيش جوزيف عون. لا سيما أنه في حالة الفراغ لن يكون قائد الجيش بحاجة إلى تعديل دستوري.
فعلى وقع هذه الأزمات المتنقلة، وسط توقعات باتساع رقعتها، يتضح أن لبنان متروك، ولا مبادرات خارجية ناضجة تجاهه حتى الآن، بغض النظر عن كل الحراك القائم حول الدعوات لحوار داخلي.
ما هو منظور أن الفراغ الرئاسي سيكون قائماً. فيما كل التفاهمات الإقليمية والدولية التي قد تنعكس على لبنان تبدو مؤجلة. ما يعني –خارجياً- أن لا مؤشرات حتى الآن على الاتفاق حول صيغة لتسوية شاملة تطال لبنان.
داخلياً أيضاً، لا يبدو هناك أي خيار جاهز لدى مختلف الأطراف. لكن هذا الواقع يدفع حزب الله، منذ اللقاء مع جنبلاط، إلى التعاطي بهدوء مع مختلف القوى، وإلى عدم إطلاق أي موقف لتبني أي مرشح رئاسي حتى الآن، وصولاً إلى إعادة وصل ما انقطع مع البطريركية المارونية، من خلال زيارة الوزير علي حمية، والتي كان واضحاً أنها زيارة هدفها إعادة فتح قنوات التواصل والحوار. وهي عملية ستستمر من خلال اللجنة المشتركة بين الطرفين.
حزب الله والهدوء
ثمة من يعتبر أن أي تحرك سيقوم به رئيس الجمهورية أو رئيس التيار الوطني الحرّ، لن يكون مغطى من قبل حزب الله، لأن أي خطوة من هذا النوع سيجعل الحزب في موقع حرج مسيحياً وسيفقده ورقة التفاهم مع القوى السياسية على رئيس للجمهورية، خصوصاً أن انتخاب رئيس جديد هو أوسع من دائرة عون واهتماماته، فلا يريد حزب الله أن يذهب إلى العزل أكثر. وإذا ما تفاهم الحزب مع عون رئاسياً لن يكون هذا التفاهم منتجاً أبداً. اعتماد حزب الله الهدوء السياسي الداخلي، عطفاً على لقاء كتلته مع وفد نواب التغيير، وبحال أعيد فتح قنوات التواصل مع بكركي، ومع جهات أخرى من مستقلين أو من أحزاب، سيحيل الحزب إلى لاعب أساسي في البحث عن أي تسوية. كما يحاول أن يلعب دوراً تهدوياً بين حلفائه المتخاصمين.
التعليقات