لا يوجد إنسان استفاد من كونه “نكرة”، كما
استفاد المدعو “نشأت الديهي”، فكونه كذلك “نكرة”، مكنه من أن
يدخل الغش والتدليس على نظامين (المصري والإماراتي)، وكونه كذلك “نكرة”،
مكنه من أن يؤدي مهمته في التقرب من النظامين بالنوافل؛ فيطعن في أعراض الخصوم
السياسيين، دون أن يكترث به أحد. فقد اعتبره من تعرف على اسمه في الآونة لكونه “نكرة”
من اختصاص البرنامج الفكاهي “جو شو” بالتلفزيون العربي، فإذا ذكرته كان
السؤال: ماذا أردت بهذا مثلا؟!
فلبرنامج “جو شو” الفضل في تعقب التاريخ
الوظيفي للمذكور، منذ أن كان ضيفاً على القنوات التلفزيونية بعد الثورة، ورصد هذا
الانتحال لوظائف عدة، فهو مرة أستاذ في العلوم السياسية، ومرة خبير في البورصة،
ومرة خبير في الشؤون التركية، إلى غير ذلك من وظائف ادعاها لنفسه، ليقود هذا إلى سؤال
عن دور الإعلام في التضليل، لكن في النهاية هل مطلوب من القائمين على البرامج التفتيش
في السجل الوظيفي للضيف، أم تركه ليقدم نفسه كما يريد، من باب نادي أخاك بما يحب؟
وقد شاهدنا كيف أن الجزيرة كانت تقدم أحد الأشخاص بأنه نائب لرئيس مركز دراسات لا
وجود له، ودون أن نعرف من هو رئيس هذا المركز الذي يشغل الضيف موقع نائبه، فهل
مطلوب من الصحفي بقسم المقابلات، أن يسأل عن السجل التجاري والترخيص القانوني لهذا
المركز؟!
من التعريفات التي ألصقت بـ”الديهي” أو ألصقها
بنفسه، أنه رئيس مركز دراسات الثورة، دون أن يكون لهذا المركز وجود أيضاً، ولم
يجد المذيع الذي استضافه بهذه الصفة نفسه مضطراً لسؤاله عن الدراسات والأبحاث التي
أصدرها المركز، فأحياناً يكون القائمون على البرامج هم أصحاب مصلحة في تقديم ضيفهم
بأنه على درجة مهمة من الفخامة، إن لم يكن من باب المجاملة له، فعلى الأقل لتبرير
وجوده في الأستوديو.
وبعيداً عن إشكالية التعريف على الشاشات، والتي قد تكون
غشاً مطاعاً، فالهدي الذي يقدم برنامجاً تلفزيونيا يومياً، لم يجد من يكترث
بمواجهته بعيداً عن سخرية برنامج “جو شو”، إلا منذ أسبوعين فقط، فهو ليس
في تأثير توفيق عكاشة قبل الثورة، وليس حتى في مستوى استفزاز أحمد موسى، وليس له
حضور كعمرو أديب، وإذا كان هناك من التفتوا إليه مؤخراً مثل “محمد ناصر”
و”أسامة جاويش”، فقد بدأ استدعاء ما يقوله دون الانشغال بسجله الوظيفي
غير المعروف.
كنت أرى شجراً يمشي وأن هناك محاولات لقوى داخلية، وإقليمية، بل وأمريكية، لصناعة أصحاب للثورة، وأمام طوفان الضيوف على القنوات التلفزيونية لم ننتبه لكثير من الأسماء والوجوه
وقد جاء من المجهول، ليكشف حضوره عن جانب آخر في أداء الإعلام
المصري، لا سيما في مرحلة ما بعد الثورة، فقد تم إغراق الشاشات بالقادمين من
الخلف، واندس أدعياء في صفوف من قُدموا إعلامياً أنهم من شباب الثورة، مكمن الخطر
الذي حذرت منه مبكراً، وقلت إن الثورة ستطعن من خلال هؤلاء الشباب، ووقفت عند شخصيات
بالاسم، وتلقيت عتاباً من أصدقاء وزملاء على ذلك.
وكنت أرى شجراً يمشي وأن هناك محاولات لقوى داخلية،
وإقليمية، بل وأمريكية، لصناعة أصحاب للثورة، وأمام طوفان الضيوف على القنوات
التلفزيونية لم ننتبه لكثير من الأسماء والوجوه، فلما رأينا “الديهي”
بعد سنوات مقدم برنامج ومالكا لقناة، أو وكيل أعمال المالك للدقة، كان لنا أن نصدق
ما قاله عن نفسه، وعند أي محاولة لمعرفة حقيقته، يكون التعامل عبر الذباب
الإلكتروني بمعلومات غير حقيقية، تم بها خديعة النظامين المصري والإماراتي!
حكايته مع التلفزيون المصري:
عندما بدأت الكتابة عن “المذكور” وجدت من يرد
عليّ بأنه كان الأول على دفعته في كلية الإعلام، وأنه عمل مذيعاً بالتلفزيون
المصري. ومع أن الكثير من نجوم الإعلام في مصر والخارج لم يتخرجوا في هذه الكلية،
وليس شرطاً أن يكون المذيع النابه هو الأول أو الأخير على دفعته، فإن الدهشة تستولي
على المرء من هذا الإصرار الغريب على ترديد ذلك، تماماً كما هي الدهشة لأن يتم
التعامل معه على أنه كان مذيعاً في التلفزيون المصري. فتوفيق عكاشة مذيع معين في
التلفزيون المصري دون أن يرتب له هذا قيمة، أو يعطي له أهمية، بل كان نموذجاً حياً
يضرب به المثل على فساد لجان الاختيار، وإن كانت معلوماتي أن اللجنة أسقطته وأن
الوزير صفوت الشريف أصر على تعيينه!
وفي التعريف به، في أوراق “قمة المعرفة”
الإماراتية، نُشر أن المذكور “الديهي” عمل في مجال الإعلام منذ عام
1997، عبر عدد من البرامج السياسية والحوارية في “قنوات حكومية وخاصة
وأجنبية”، وعندما يذكر أنه قدم برنامجاً يحمل عنوان “نادي العاصمة”
في التلفزيون المصري، فإن هذا لا بد وأن يبرر منحه لذاته صفة “الإعلامي”
الذي التحق بالعمل الإعلامي منذ 1997، ويؤكد أنه مذيع محترف، عمل في التلفزيون
الرسمي للدولة المصرية، ولأنه “نكرة” لم يهتم أحد بسجله الوظيفي وبنشأته
وتكوينه، فقد سلم الجميع بذلك، مع أنه بالبحث والتحري يتبين أنه قدم هذا البرنامج
كنصف مذيع بعد الانقلاب العسكري، في نيسان/ أبريل سنة 2014، وكذلك برنامجي
“جملة فعلية”، و”أول الأسبوع” على قناة “دريم”
الخاصة!
فالمذكور، لم يكن إعلامياً ولم يتخرج في كلية الإعلام،
فابن قرية “أم صابر” بمحافظة البحيرة، كان حتى قيام الثورة موظفاً
حكومياً، بمؤهله الدراسي (بكالوريوس تجارة)، وكان عمله الإضافي سكرتيراً بمكتب
نائب عن دائرته الانتخابية، يقابل الناخبين، ويتلقى طلباتهم، ويذهب بها إلى مكاتب
المسؤولين بعد توقيعها من قبل النائب. وهو عمل أقرب إلى عمله الجديد (وكيل أعمال)،
والأكثر إثارة في الظهور التلفزيوني بعد الثورة، وتقديمه في البدء على أنه الدكتور
نشأت الديهي أستاذ العلوم السياسية، ومع حالة الفوضى، لم يجد أحد ممن يعملون في
هذا التخصص نفسه مشغولاً بهذه “الظاهرة التلفزيونية”، فكلية الاقتصاد
والعلوم السياسية كلية وحيدة بجامعة القاهرة، وإن وجدت بعض الأقسام السياسية في
كلية مثل التجارة، وهذا القسم في معهد الدراسات الأفريقية، فالأساتذة قادمون من
هذه الكلية وهم معروفون بتعصبهم لكليتهم وتخصصهم، فلم يسمحوا بفتحها أمام التعليم
المفتوح، لأن الأهمية في الندرة!
السؤال المهم، الذي لم أتوصل لإجابة له حتى الآن، هو عمن جلبه ضيفاً لأول مرة، لأن الحاصل بعد ذلك هو شيء لزوم الشيء، ويكفي ظهور أحد
الأشخاص في برنامج أو أكثر ليكون ضيفاً معتمداً في برامج وقنوات أخرى، فمن ألقى
ببذرة هذا “البزراميط” لأول مرة في الأستوديو؟!
ومعرفة هذا “المجامل” الجالب للمذكور من
المجهول لقلب المشهد التلفزيوني استغلالاً لحالة الفوضى بعد الثورة، مهمة من باب
التوثيق، وإن كنا ندرك أن “الديهي” محظوظ في حياته العملية بمن تبنوه؛
من أول نائب الدائرة جاره في قرية “أم صابر”، إلى هذا الذي فتح له أبواب
المجد تلفزيونياً. فعند تتبع برنامج “نادي العاصمة” الذي يتعامل معه على
أنه يثبت صفته كمذيع محترف هو ابن التلفزيون المصري الرسمي، نكتشف أن مجاملاً له
في موقع “روسيا اليوم” نشر خبراً، يندرج في التصنيف المهني ضمن “الإعلانات
غير مدفوعة الأجر”، فجاء الإعلان عن البرنامج دعائياً بشكل فج.. انظر إلى
العنوان:
“المذيع المستقيل من القناة التركية بسبب موقف
أنقرة من مصر يستعد لبرنامج جديد”.. وفي المتن:
“يترقب مشاهدو التلفزيون المصري برنامجاً جديداً من
المقرر بثه خلال أيام تقديم نشأت الديهي”..
“حظي هذا البرنامج باهتمام قبل البدء في بثه لارتباطه
بالإعلامي نشأت الديهي”..
“أثارت استقالة الديهي إعجاب الكثير من متابعيه بمن
فيهم زملاؤه في المجال الإعلامي”..
ورغم أن هناك مذيعة أخرى تشاركه البرنامج، فإن خبر
“روسيا اليوم” ذكرها في السطر الأخير مقرونة أيضاً باسم صاحب الأمجاد
الوطنية:
“هذا وسوف ترافق نشأت الديهي في تقديم برنامج نادي
العاصمة الإعلامية ميادة كامل”!
فالمشاهد يترقب، والبرنامج حظي بالاهتمام قبل البدء في
بثه، والاستقالة أثارت إعجاب “الزملاء في المجال الإعلامي”، وذلك في
معرض التأكيد على أنه إعلامي محترف!
حقيقة برنامج العاصمة:
وكونه “نكرة” فلم يهتم أحد بالبرنامج، فأمكن
الادعاء بعد ذلك أنه ابن التلفزيون المصري، وأنه بدأ مشواره في مجال الإعلام في
مصر عام 1997، كما أمكن ترويج هذا الخبر الإعلان وفي موقع القناة الروسية الناطقة
باللغة العربية، وليس في صحيفة تصدر من بئر السلم في مصر!
بالبحث والتحري يتبين أن ما نشر لم يكن صحيحاً البتة،
وأن فكرة تحويل “الديهي” إلى مذيع بالتلفزيون المصري لاقت اعتراضاً
واسعاً من جانب العاملين في مبنى ماسبيرو، إذ اعتبروه دخيلاً عليهم، عندما تبنته
وزيرة الإعلام حينذاك (سنة 2014) درية شرف الدين، ونُشر في موقع “الراي”
الكويتية خبر بعنوان “نشأت الديهي يسبب أزمة في ماسبيرو”، وكيف أن العاملين
في المبنى قرروا لهذا تنظيم وقفة أمام مكتب الوزيرة، لأنه يتم تخصيص ميزانية
للبرنامج قدرها خمسة ملايين جنيه، منها مليونا جينه للمذيع القادم من خارج المبنى،
على أن تتحمل الوزارة ضريبة الأجر، حتى لا يتم “خدش المبلغ”، في وقت لم
يتقاضوا فيه رواتبهم منذ أربعة شهور بسبب الأزمة المالية!
وقد طلبت الوزيرة من وكالة “صوت القاهرة”
التابعة للوزارة إنتاج البرنامج فرفض رئيسها محمد عبد الله تحمل خسائر برنامج لن
يحقق أرباحا ولن يجلب إعلانات، وقال رئيس الوكالة إن هذا البرنامج سيزيد من خسائر
ماسبيرو!
بيد أن الوزيرة، التي من الواضح أنها مسيّرة لا مخيّرة،
أصرت على موقفها، وإزاء رفض الوكالة طلبت من رئيس القطاع الاقتصادي في التلفزيون
التعاقد مع “الديهي” على أن يتحمل ماسبيرو إنتاج البرنامج بشكل مباشر!
فميزانية ماسبيرو تتحمل دائماً مثل هذا السفه، وتتحمل تبعات
السياسات الخاطئة للسلطة، ثم يكون الحديث عن خسائر ماسبيرو لتبرير تجاهل الدولة
له، وعملها الآن على تصفيته، وليس هذا موضوعنا!
كان تبني السلطة له هو لأنه نجح في خداعها بوهم استقالته من القناة التركية، ونتحداه أن يثبت أنه يربطه بها تعاقد، تماماً كما نجح في إيهام السلطة في مصر والإمارات بأنه كان يعمل في تركيا وعاش في أنقرة، بما أهله لأن يكون خبيراً في الشأن التركي
قائد الثورة الأصيل:
فقد كان تبني السلطة له هو لأنه نجح في خداعها بوهم
استقالته من القناة التركية، ونتحداه أن يثبت أنه يربطه بها تعاقد، تماماً كما نجح
في إيهام السلطة في مصر والإمارات بأنه كان يعمل في تركيا وعاش في أنقرة، بما أهله
لأن يكون خبيراً في الشأن التركي، لتوكل له الإمارات مهمة قناة “تن” التي
تنطلق من القاهرة للشأن التركي خاصة!
وهذا النجاح في الخداع لواحد بسيط في النهاية، جعل القوم
هنا وهناك لا ينتبهون لمواقفه السابقة كمتحدث باسم الثورة كأي ثائر. وقد كان خطابه
هو خطاب الثورة بكل ما يعرف عنه من تشدد، فهو يصف رجال مبارك بالفلول، ويهاجم تحول
إعلامه إلى مؤيد للثورة، ويتهم الشرطة المصرية بأنها ترتبت على قهر وإذلال الشعب.
ثم تكون المفاجأة أنه ألّف كتاباً يعبر فيه عن خطه
الثوري، أصدره في بدايتها عام 2011، وإن كان تاريخ مقدمته في كانون الأول/ ديسمبر
2010. وهذا كاشف عن تشوش في الذهن، فكيف يكون كتاباً عن الثورة ومقدمته قبل أن
تقوم بأكثر من شهر؟
لقد قدم للكتاب نبيل زكي، الكاتب الشيوعي المعروف، ورئيس
تحرير جريدة “الأهالي” السابق، وهي صحيفة يصدرها حزب التجمع الوطني
التقدمي الوحدوي!
ومن موقعه الثوري هذا كان في حكم الإخوان إخوانيا أكثر
منهم، ومؤيداً للرئيس محمد مرسي، ومن هذا الباب وظفته وكالة للأخبار مذيعاً لبرنامج
تنتجه لصالح القناة التركية، فلم تكن بينه وبين هذه القناة علاقة عمل مباشرة أو
تعاقد. ومن هذا الباب، أمكنه أن يقوم بحركته الدرامية بالاستقالة، فيجد النظام
العسكري نفسه مطالباً بتبني هذا النموذج، دون أن ينتبه لموقفه المنحاز للثورة،
وخطه الثوري الراديكالي، واتهامه للشرطة بأنها تربت على إذلال الشعب وقهره. وهي من
الأمور التي لا تُغفر أبداً لدى النظام القائم، لكنها لم تنتبه لأن المذكور “نكرة”
في الواقع، ولم يهتم أحد لذلك بمواقفه السابقة، وكان هذا الباب الذي دخل منه إلى
المجد ليس فقط مذيعاً، ولكن مديراً تنفيذياً لقناة إماراتية، بجانب وظائف عدة!
من موقعه الثوري هذا كان في حكم الإخوان إخوانيا أكثر منهم، ومؤيداً للرئيس محمد مرسي، ومن هذا الباب وظفته وكالة للأخبار مذيعاً لبرنامج تنتجه لصالح القناة التركية، فلم تكن بينه وبين هذه القناة علاقة عمل مباشرة أو تعاقد. ومن هذا الباب، أمكنه أن يقوم بحركته الدرامية بالاستقالة، فيجد النظام العسكري نفسه مطالباً بتبني هذا النموذج
فهو عضو مجلس أمناء المركز القومي للترجمة (لك أن تتصور
هذا)، وعضو مجلس أمناء جامعة الأهرام الكندية (لك أن تتصور هذا)، وعضو المجلس
الأعلى للإعلام (لك أن تتصور هذا). وإذ كنت في دهشة من أن ينطلي أمره على دولة
الإمارات، اعتقاداً مني أنه ذهب من الاستقالة إليها، فالشاهد أن القوم في القاهرة
هم من انطلى عليهم الأمر في البداية فتبنوه ليكون منطقياً أن تعتمده الإمارات بناء
على هذا الاحتفاء من جانب أهل الحكم في القاهرة، الذين فرضوه مذيعا على التلفزيون
المصري من خارجه، رغم الأزمة المالية التي يعاني منها المبنى، وبدون أي ضرورة
موضوعية!
ولم ينتبه القوم هنا وهناك إلى أن “الديهي” هو
فارس الثورة الأصيل، واللافت أن مخطوطه “صح النوم” الذي يعبر فيه عن خطه
الثوري الواضح، قد اعتمد غلافه الذي رسمه الفنان عمرو فهمي في “أخبار
اليوم”؛ محمد علي باشا (الألباني) أباً روحياً للمصريين، فيقول لشباب الثورة “عفارم
عليكم يا ولاد ثورتكم ولا كل الثورات”، فلم يجد نموذجاً مصرياً يقوم بالمهمة،
إن لم يعجبه عبد الناصر باعتباره عسكرياً منقلباً على حكم أسرة محمد علي، فقد كان
يمكنه الهروب إلى زمن الفراعنة، إن لم يعجبه أحد من رموز النضال في مصر، ومن أحمد
عرابي إلى سعد زغلول، وهو اعتماد مرده إلى جهل نشط وإلى تشويش في الذهن حاجب للفهم!
لم ينتبه أهل الحكم في القاهرة وأبو ظبي إلى أن عاملهما
على قناة “تن”، ثوري أصيل، انتمى لثورة يناير ودافع عنها، فلما قضى منها
وطراً، استغل أنه “نكرة” لا يهتم أحد بتعقبه، وأمكنه من هنا أن يهاجم
الثورة ويتهمها بثورة الخراب، دون أن يجد نفسه مطالباً بالرد على هذا التناقض وهذا
التحول!
والغريب أن يستخف البعض بهذه الحالة اعتماداً على أن
صاحبها “نكرة”، ويسأل لماذا نشغل أنفسنا به، وماذا أردنا بهذا مثلا، مع
أن التجارب تدفعنا بألا نستحي أن نضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها!
إن “الديهي” حالة درامية لا ينقصها سوى كاتب
سيناريو موهوب!
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي
التعليقات