حلم بوتين ينهار أمام التقدم الأوكراني..هل يلجأ للسلاح النووي؟

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا أمرت، على الأرجح، قواتها بالانسحاب من خاركيف، مؤكدةً أن الجيش الأوكراني تمكن من استعادة أراضٍ في المنطقة تبلغ مساحتها ضعفي مساحة لندن الكبرى على الأقل. وقالت الوزارة في تغريدة، إن “النجاحات الأوكرانية السريعة لها تداعيات كبيرة على المخطط الكامل للعمليات الروسية”.

مساعدة أميركية
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن هزيمة أوكرانيا للقوات الروسية في نهاية هذا الأسبوع خلقت نوعاً جديداً من التحدي السياسي للرئيس فلاديمير بوتين: “إنها تقوض صورة الكفاءة التي بناها طوال عقدين من الزمن”.

وأفادت الصحيفة بأن الاستخبارات الأميركية ساعدت في إعداد هجوم القوات المسلحة الأوكرانية في ضواحي مدينة خاركوف. وذكرت أن الإعلان الأوكراني حول خططها لشن الهجوم المضاد في الجنوب قبل تنفيذ ضربة في الشمال الشرقي يعد أسلوباً تقليدياً يستخدمه العسكريون الأميركيون لإرباك العدو.

حلم إمبراطوري
من جهته، قال محرر شؤون الدفاع في صحيفة “ديلي تليغراف” الكاتب كون كوغلين في مقال تحت عنوان: “حلم بوتين الإمبراطوري ينهار أمام أعيننا”، إن الغزو الروسي لا يسير وفق ما كان مخططاً له، وعلامة ذلك “أن يقر المسؤولون الروس بأنهم عانوا من هزيمة كبرى خلال الهجوم الأوكراني الأخير”.

واعتبر الكاتب أن اعتراف المعلقين الروس بسهولة بأن الأوكرانيين حققوا “نصراً مهماً”، من خلال هجومهم الدراماتيكي على الجبهة الشمالية لروسيا، يشير إلى أنه “على الرغم من كل مغامرات الكرملين، فإن مغامرة بوتين العسكرية في أوكرانيا في ورطة حقيقية”.

وأضاف أن الهجوم المفاجئ الذي بدأ قبل ستة أيام يمكن أن يكون له تداعيات كارثية محتملة على القوات الروسية، حيث يعني الاختراق أن الأوكرانيين الآن في وضع يسمح لهم بتهديد خطوط الإمداد الحيوية لروسيا.

واختتم الكاتب بأنه “إذا تمكن الأوكرانيون من الحفاظ على المكاسب العسكرية الرائعة التي حققوها خلال الأيام القليلة الماضية، فسيجد بوتين نفسه قريباً مُحدّقا في هاوية هزيمة كارثية”.

رد نووي
من جهتها دعت صحيفة “وول ستريت جورنال” القادة الغربيين إلى الاستعداد لاستخدام الأسلحة النووية، واصفةً الهجوم المضاد الأوكراني بالمنعطف المهم في الحرب.

وحذرت من أن التقدم الذي أحرزته أوكرانيا سيزيد من المخاطر على الرئيس الروسي، الذي قالت إنه لا يتورع عن استخدام أي شيء من قطع إمدادات الطاقة عن أوروبا أكثر من الوضع الراهن، والاشتباك مع قوات الناتو، أو استخدام الأسلحة النووية التكتيكية والكيماوية بدلاً من الخسارة المذلّة.

عودة للتفاوض
وبعد وقت قصير من التقدم الأوكراني في الشرق، أعلنت القيادة الروسية أنها لا ترفض إجراء مفاوضات مع كييف. وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الأحد للتلفزيون الحكومي: “روسيا لا ترفض المفاوضات مع أوكرانيا، ولكن كلما تم تأجيل العملية لمدة أطول، زادت صعوبة التوصل لاتفاق”.

في المقابل، قالت الرئاسة الأوكرانية إن أي عودة للمفاوضات مع روسيا يجب أن تتضمن تحريراً كاملاً للأراضي الأوكرانية، ودفع روسيا تعويضات للجانب الأوكراني، ومعاقبة مجرمي الحرب. وأكدت الرئاسة الأوكرانية أن جميع شركاء كييف يدعمون هذه الصيغة.