التخطي إلى المحتوى

اعلن لبنان الرسمي تضامنه مع بريطانيا في مصابها الأليم بوفاة ملكة المملكة المتحدة اليزابيث الثانية، بعد باع طويل من الحياة السياسية والإجتماعية المليئة بالمحطات والوقفات الى جانب القضايا المحقة، ولا سيما الى جانب لبنان، وفي السياق أصدر رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مذكّرة تقضي بإعلان الحداد الرّسمي لمناسبة وفاة الملكة ، وذلك لمدّة 3 أيّام من تاريخه ولغاية الأحد 11 أيلول الجاري ضمناً ويوم الجنازة الأحد بتاريخ 18 أيلول، وتُنكس الأعلام على الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات، كما تُعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع هذا الحدث الأليم.

كما تمّ تنكيس العلم اللبناني في قصر بعبدا حداداً على وفاة الملكة الراحلة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن قصر بكنغهام  قوله : «إنه سوف يتم إطلاق أعيرة نارية لتكريم الملكة الراحلة الساعة 1200 بتوقيت غرينتش في متنزه هايد بارك بلندن، بواقع طلقة واحدة لكل عام من حياة الملكة التي توفيت عن عمر يناهز 96 عاما».

ولفت السّفير البريطاني في لبنان هايمش كاول، في تصريح على مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أنّ «وفاة الملكة إليزابيث الثانية لحظة حزن عميق. نرسل جميعنا في السفارة البريطانية تعازينا القلبيّة إلى العائلة المالكة»، مشيرًا إلى «أنّنا نقدّر جدًّا رسائل التّعزية العديدة الّتي وردتنا من قادة لبنان وشعبه، بما في ذلك إعلان الحداد لمدّة 3 أيّام في لبنان».

وفي المواقف، أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن «ألمه البالغ لوفاة الملكة اليزابيت الثانية»، واعتبر انها «نموذج عمل ومدرسة يحتذي في احترام القيم الإنسانية والأخلاقية والواجب الوطني».

وجاء في برقية تعزية وجهها الرئيس عون الى الملك تشارلز الثالث، :ببالغ الألم، تبلغت نبأ وفاة صاحبة الجلالة والدتكم الملكة اليزابيت الثانية، وقد تركت في ضمير العالم بصمة رصانة، واكسبتها خبرتها الطويلة قوة الاقناع ووضوح الرؤية، حتى غدت نموذج عمل ومدرسة يحتذى في إحترام القيم الانسانية والأخلاقية والواجب الوطني.

لقد عرف لبنان فقيدة المملكة المتحدة لعقود خلت، وقد كانت في الظروف الأليمة التي إجتازها بلدنا لسنوات، داعمة لوحدة ابنائه وسلامة ارضه. كما كانت بلفتاتها الإنسانية الصادقة، داعية سلام فيه، وباعثة أمل متواصل في مستقبل لبنان ودوره. وبفضل ذلك كان لها مكانة خاصة في ضمير وذاكرة الكثيرين من اللبنانيين الذين وجدوا فيها دائما تلك المرجعية العالمية، والقدوة وعضد الخير»

انني إذ اشاطركم شديد الألم لوفاتها، وهي ما تنازلت عن تأدية رسالتها حتى اللحظات الأخيرة من حياتها، حتى غدت أيقونة المملكة المتحدة ورمزها على إمتداد العالم، اتقدّم منكم، ومن خلالكم الى العائلة المالكة وشعبكم الصديق بأحرّ التعازي، وأتمنى لجلالتكم التوفيق في مسؤولياتكم الوطنية لما فيه خير المملكة المتحدة الصديقة».

كذلك أبرق الرئيس عون الى رئيسة الحكومة البريطانية السيدة ليز تراس معزيا، وقال:

«ببالغ الأسى، تبلغت خبر وفاة صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية، ملكة المملكة المتحدة. ولا يسعني في لحظات الحزن هذه، إلا ان اشاطر ما يشعر به شعبكم الصديق، الذي خدمته الراحلة الكبيرة برسولية الأمانة للواجب والقيم الإنسانيّة الجلّى، متقدما منكم بخالص العزاء، وآملا ان تنقلوا تعزيتي الى أعضاء حكومة بلادكم وشعب المملكة المتحدة الصديقة،  لقد ترك رحيلها الحزن في نفوس اللبنانيين، الذين عرفوها لعقود عديدة، طوال فترة حكمها المديدة، وقد كانت دائما الى جانبهم، لا سيما في الظروف الأليمة التي إجتازها لبنان،  وهي التي اتقنت التواصل بلغة القلب للقلب، من اجل إنسانية متجددة، ومن دون تمييز ولا تفرقة، كانت لكثيرين عبر العالم قدوة. 

وختم:«اليوم في غيابها، تبقى رسالتها إرثا وحاجة لمملكتكم الصديقة كما وللعالم، وسط ظروف القلق والصعاب التي نعيشها معا.ليحفظ الرب المملكة المتحدة، مبعدا عنها هوان الاحزان».

وفي المواقف، غرد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان عبر حسابه على «تويتر»: «بغياب الملكة اليزابيت يشعر العالم اليوم انه خسر جزءا جميلا وعريقاً من تاريخه وحاضره. باسم لجنة الصداقة اللبنانية البريطانية في البرلمان اللبناني، نشارك العائلة المالكة والشعب البريطاني حزنه ونجدد ايماننا العميق بالصداقة التاريخية التي تربطنا».

بدوره، أبرق النائب وليد البعريني إلى العائلة الحاكمة في المملكة المتحدة، معزيا بوفاة الملكة اليزابيث : «نرسل لكم تعازينا الحارة برحيل السيدة الأيقونة، التي كرست حياتها خدمة لوطنها وشعبها منذ توليها العرش. لقد كانت نموذجا في القوة والعطاء وعمل الخير. رحلت تاركة خلفها إرثا وطنيا جميلا، سيبقى محفورا في الوجدان على امتداد الأجيال المقبلة».

وغرّد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»، قائلًا:«يفقد العالم ملكة بريطانية اليزابيث الثانية التي امتازت عن سائر الملوك والحكام بحبها لشعبها ولاوروبا وللحريات العامة والتي حافظت على هيبة العرش في اصعب الظروف. انها اضفت الى العرش البريطاني الوجه الجميل على امل ان تصحح الخطيئة التاريخية في فلسطين نتيجة سايكس بيكو».

وارفق جنبلاط تغريدته بصورة للملكة الراحلة.

وتوجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»، بأحر التعازي لملك بريطانيا تشارلز الثالث والحكومة الإنكليزية وللشعب الإنكليزي لوفاة الملكة إليزابيث الثانية، «التي تركت خلفها إرثاً كبيراً وقيادة ملهمة للجميع خصوصاً لنا في لبنان».

ونعى الوزير السابق وديع الخازن في بيان الملكة الراحلة وقال:«إن جلالة الملكة إليزابيث الثانية كانت سيدة دولة تتمتع بكرامة وثبات لا مثيل لهما، وعملت على تعميق التحالف الأساسي بين المملكة المتحدة العالم.

وقد جسّدت الملكة إليزابيث الثانية وحدة واستمرارية الأمة البريطانية لأكثر من 70 عاما.

 وختم « نتقدّم من جلالة الملك تشارلز الثالث وأفراد العائلة البريطانية المالكة، والشعب البريطاني العزيز، بأحرّ التعازي برحيل الملكة إليزابيث الثانية التي كانت ملكة إستثنائية طوال عقود وأثبتت أنها قائدة ملهمة كان وسيبقى لها مكانة مميزة بين شعوب العالم».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *