التخطي إلى المحتوى

ببالغ الفرح، وحسن البديع، تبلغ الإمارات لب الفضاء بقدرات وكوادر مواطنة مدعومة بكل قوة من قبل قيادة أيقنت أن الأرض لا تكفي لطاقات خارقة، فاختارت الفضاء منطقة لكتابة قصيدة التاريخ وتشييد ملاحمه، وبناء عروش العلم، واكتشاف الذات من تلك المنطقة الشاسعة، والمزروعة بأعشاب فلكية لا تعد ولا تحصى. 
الأقمار الصناعية الإماراتية تزاحم أقمار السماء، وتعانقها بحب، وشغف المعرفة والمركبات الفضائية تجول في شوارع فضائية فسيحة تنبئ عن كتابة التاريخ الإنساني من جديد وبقلم إماراتي بحت، يحترف لغة الإبداع، ويمتهن أبجدية القص بكل ما تحمله الكلمة من دلالة، وعنوان لأهم بلد اليوم تتمتع مشاعر أبنائه بفيض من الحب لعالم بدأ يتشكل من جديد، ويلون خريطته بوعي وإدراك لأهمية أن نصل، وما الحياة إلا جسر للوصول وليس مكاناً للتوقف. 
هذا هو مشروع الإمارات في قادم الأيام، وهذا هو ديدن أبنائها، وهذا سر نجاح قيادتها في سبر القدرات ومن ثم وضع الأعين عليها لاستثمار ما يكمن في داخلها وما تكنه من طاقات هائلة مبهرة، وقدرات مندهشة.
 اليوم هناك خمسون شركة ومنشأة فضائية عالمية ومحلية تجهز لصناعة غد فضائي برونق إماراتي، ومهارة نبعت من صلب هذه الأرض التي جعلت من الفضاء شارعاً بحارات متنوعة ومتعددة بحيث لا مكان للتوقف، ولا مجال للركون إلى الفرص الضائعة، بل إن شباب الإمارات عقدوا العزم على الاستفادة من أنهار الإمكانيات المتاحة والنهل منها وإدلاء دلائهم لغرف الشهد، لإضاءة المشهد بإبداعات تعود بالخير على البلاد والعباد، ولا شيء أنفع من علم ونافع يضيء للناس دروبهم، ويفتح لهم آفاق الحياة الرغيدة والهانئة، وليس أهم من إقران الحب بالمعرفة كما قال آينشتين – المعرفة بلا حب تدمير الذات والعالم – وبهذا المنطق الإنساني الجميل تسير الإمارات قاطراتها الفضائية حباً لهذا الكون، وشغفاً بالعلم، وتعلقاً بأهمية أن نكون ضلعاً مهماً في مثلث القارات الخمس، ولا يمكن لأي بلد أن تثبت وجودها في عالم مزدحم بهواجس التطور، والاختراع وإبداع الجديد، ما لم تلاحق الركب ليس من أجل المسايرة، وإنما إيماناً بالتفوق وتحقيق ما هو أهم وأعم، هذه هي فكرة الإمارات التي تتفرد بها دون غيرها، وهذه هي الصورة الحقيقية لمسعى الإمارات لملامسة الوجود بوجد وإجادة، وتجويد اللمسات بحكمة المبدعين، وفطنة العارفين، وقريحة الذين جعلوا من الحلم حقيقةً، ومن الحقيقة انتماءً، ومن الانتماء تداخلاً وانسجاماً مع العالم بأكمله. 
هذه هي قصة النجاح الإماراتي، وهذه هي نقطة الاتفاق بينها والعالم المتحضر، وهذا هو الطور الإماراتي الذي بزغ من أحشاء الخليج، ليصبح الموجة البيضاء تهمس في أسماع العالم قائلة نحن هنا بحلنا وحللنا، جئنا لنتقاسم مع العالم رغيف المعرفة، ونحقق طموحات شعبنا، وننجز مشروعنا الخاص، كما هي مشاريعنا على الأرض والتي أصبحت اليوم النموذج والمثال.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *