التخطي إلى المحتوى

ت + ت – الحجم الطبيعي

قدمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية دعماً بقيمة 8 ملايين درهم، لصالح «لجنة يد الخير» التابعة لمركز فض المنازعات الإيجارية، الذراع القضائية لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، لمساعدة الأسر المتضررة من الدعاوى الإيجارية والأحكام القضائية الصادرة عن المركز، في إطار عملها الدؤوب لتقديم المساعدات لجميع فئات المجتمع.

وقال خالد علي بن زايد الفلاسي عضو مجلس الأمناء لـ«البيان»: إن المبلغ المذكور مخصص للتفريج عن 121 شخصاً معسراً، منهم 42 مواطناً تعثروا في سداد قيمة الإيجارات السكنية، ولم يتمكنوا من توفير المبالغ المستحقة عليهم للمؤجرين، مؤكداً أن المؤسسة تنسق وتتعاون مع الدوائر الحكومية، التي تقدم خدماتها للمجتمع، من أجل توفير الدعم اللازم لها حتى تقوم بدورها المجتمعي وسد النقص في الموارد المالية لإتمام مهامها لرفع المعاناة عن كاهل الغارمين والمتعثرين عن السداد، ممن صدرت أحكام قضائية بحقهم.

وأكد أن هذه الخطوة تأتي ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، راعي المؤسسة، بالتحرك العاجل لمساعدة المحتاجين داخل الدولة وخارجها، و«مساهمة من المؤسسة في تعزيز وتنمية روح التكافل الاجتماعي وتقوية أواصر التعاون في المجتمع أفراداً ومؤسسات، وإعطاء فرصة للمتعثرين عن السداد في حياة جديدة مع أسرهم خالية من الديون والأحكام القضائية ضدهم».

وأوضح أن التعاون مع لجنة يد الخير سيتواصل، من أجل تخفيف عبء الحياة اليومية على أفراد المجتمع المحتاجين تماشياً مع نظام المساعدات الداخلية، الذي تتبعه المؤسسة، «وهي من المبادرات التي لها آثار اجتماعية حميدة وبالغة التأثير في نفوس المعسرين وعائلاتهم، وتأتي بمردود واضح في تذليل الصعاب، من أجل إعادة أوضاعهم الطبيعية ليكونوا أفراداً ينعمون هم وأسرهم بحياة هانئة، والحفاظ على وحدة الأسرة وترابطها ودعم التماسك الاجتماعي بعيداً عن ضغوط الأحكام القضائية عليهم».

بُعد إنساني

وقدّم القاضي عبد القادر موسى رئيس مركز فض المنازعات الإيجارية الشكر لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية لتبرعها بالمبلغ المشار إليه، مشدداً على إنسانية هذا التبرع لدعم المستأجرين المتعسرين من المحكوم عليهم في دعاوى إيجاريه، وسبق للمركز أن قام بتشكيل «لجنة يد الخير» لدراسة الحالات المستحقة للدعم من هذا التبرع.

وقال: «على الرغم من أن المركز جهة قضائية ولكن هناك بعض الحالات الإنسانية تكون بحاجة إلى تدخل المركز، والتي تستوجب النظر فيها من منظور أخلاقي واجتماعي»، معتبراً أن مراعاة البعد الإنساني عامل أساسي في ما يعرض عليه من نزاعات بين المالك والمستأجر.

وأوضح أن «هذا التبرع» سيسهم كثيراً في دعم ومساعدة الأسر المتعسرة في قضايا إيجارية؛ وستكون الأولوية لمسجوني القضايا الإيجارية، حيث سيسهم هذا التبرع في فك كرب المسجونين، ممن هم على ذمة مطالبات مالية إيجارية، والذين يمثلون عدداً من الجنسيات إضافة إلى المتعرضين للإخلاء من منازلهم، تنفيذاً لحكم إخلاء لعدم سداد الإيجار، أو المعرضين للحبس للسبب نفسه، وبعض الحالات الإنسانية والاجتماعية، التي يثبت أثناء التقاضي أنها تمر بمصاعب حالت دون الوفاء بالتزاماتها المالية.

1000 حالة

وبين أن لجنة «يد الخير»، قدمت منذ بداية عملها في 2017 مساعدات مالية لأكثر من ألف حالة تعثرت في سداد إيجار السكن، وساعدتها في الخروج من محنتها بعدما صدور أحكام قضائية بحقها.

وأفاد بأن اللجنة تنظر سنوياً 16 ألف حالة متعثرة، وتعمل على تقديم الدعم للبعض منها قدر المستطاع ووفق ما تسمح به الإمكانات والميزانيات المخصصة للمساعدة والإعفاء من قيمة الإيجار، لافتاً كذلك جملة من التسهيلات الإنسانية، التي يحرص المركز على تقديمها للمتعثرين، لا سيما السماح لهم بتجديد مستنداتهم الرسمية بالرغم من صدور مذكرات ضبط وإحضار لهم، أو خلال تواجدهم في السجن بموجب أحكام قضائية صادرة بحقهم في هذا الخصوص.

12 مليوناً

وقال مدير المؤسسة صالح زاهر المزروعي لـ«البيان»: إن المؤسسة ملتزمة بتقديم الدعم والمساعدة إلى كل الفئات المستحقة في مجتمع دولة، تماشياً مع سياسة المسؤولية المجتمعية والأعمال الخيرية والإنسانية، وترجمة لتوجيهات صاحب السمو راعي المؤسسة بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين، وترسيخ موقع دبي كالمدينة الأفضل للحياة والعمل والاستثمار في جو من التوافق والتكاتف بين جميع شرائح المجتمع والشعور بالطمأنينة والاستقرار الداخلي.

وبين أن المؤسسة قدمت خلال العام الماضي 12 مليوناً و600 ألف درهم لدعم 744 أسرة تعثرت في سداد أجرة السكن، منها 258 أسرة مواطنة، مشيراً إلى حصول 425 أسرة على 12 مليون درهم أخرى، منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه، ليصل مجموع ما قدمت خلال العامين 24.6 مليون درهم استفاد منها 1169 أسرة لسداد قيمة الإيجار، في وقت لفت فيه إلى أن غالبية المستفيدين المواطنين من هذه المساعدات هم من المتزوجين الجدد، الذين لجأوا إلى استئجار شقق نظراً لعدم توفر بيت ملك لهم.

 

طباعة
Email




التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *