“اتفاقية العار”
في تمام الساعة الرابعة عصراً، تجمع عدد من الناشطين والمحامين تحت تمثال الشهداء، وألقوا بياناً لهم يعلنون فيه اعتراضهم على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وافقت عليها الدولة اللبنانية، ومطالبتهم بإعادة وضع اتفاقية أخرى تضمن حقوق لبنان البحرية. كما طالبوا النواب بمشاركتهم في مطلبهم الوحيد، وهو حماية الحدود البحرية وحقوق لبنان وعدم التنازل عنها، على اعتبار أن هذا الاتفاق هو خسارة للبنان وهو خضوع واضح لإسرائيل.
نحو القضاء الدولي
وفي حديث “المدن” مع المحامي علي عباس، أوضح أن مجموعة المرصد الشعبي المتمثلة بمجموعة من المحامين والدكتور عصام خليفة، بصدد تحضير دعاوى قضائية محلية لاستعادة حقوق لبنان البحرية. كما أنها تتجه إلى رفع دعاوى قضائية دولية، وذلك بالتنسيق مع مجموعة من المحامين خارج لبنان. وأن هذه الدعاوى سيعلن عنها خلال الأيام المقبلة. وأضاف أن الشعب اللبناني يجب أن لا يقبل بالتنازل عن الخط 29، وأن مجموعة المحامين ستسعى بكل الطرق القانونية لإعادة حقوق اللبنانيين.
وبعد انتهاء هذه الوقفة الاعتراضية، انضم الناشطون إلى مجموعات المجتمع المدني الذين توافدوا نحو ساحة الشهداء في تمام الرابعة والنصف عصراً، حيث كانت نقطة التجمع تحت تمثال الشهداء، وحملوا يافطات عدة، إلى جانب سلسلة من المطالب رفعت سابقاً عام 2019، إلا أنها لم تتحقق بعد، فأعادوا رفعها مرة أخرى هذا العام. ومنها: تحرير الودائع العالقة في المصارف واستعادة الأموال المنهوبة، استقلالية القضاء وإلغاء المحاكم الإستنسابية، وغيرها.. كما رددوا شعارهم “كلن يعني كلن” ليؤكدوا أن الثورة لا تنتمي إلى أي جهة سياسية، وأن الثورة تشمل كل السياسيين وأحزابهم.
ليست ذكرى..
وخلال التجمع، وزعت الأعلام اللبنانية والورود البيضاء على الحضور، وانضم إليهم مجموعة من نواب التغيير الذين شاركوا في ثورة 17 تشرين عام 2019، ومنهم: رامي فنج، مارك ضو، نجاة صليبا، فراس حمدان، ملحم خلف، ميشال دويهي، وشاركوهم بإعادة وضع قبضة الثورة في ساحة الشهداء، كما أكدوا أنهم سيسعون داخل البرلمان اللبناني إلى تحقيق مطالب الشعب اللبناني، وأن الثورة لن تصبح ذكرى بل هي مسار لبنان الجديد وأن الشعب اللبناني أثبت أنه لا يرضخ للذل أبداً، وأنه قادر على المطالبة بحقوقه في الساحات حتى يحققها.
مسيرة خجولة
اللافت في هذه المسيرة أن ساحات بيروت التي غصّت بالثوار في السابع عشر من تشرين الأول عام 2019، أضحت ذكرى خجولة تجددها بعض المجموعات، إذ لم يتجاوز عددهم العشرات.
هؤلاء انطلقوا من ساحة الشهداء نحو مجلس النواب، وعلى وقع الأغاني الوطنية مشوا واصطفوا أمام مدخل مجلس النواب وأعادوا رفع شعاراتهم الثورية.
من جهة أخرى، حاوطت عناصر الجيش اللبناني مداخل مجلس النواب من جهاته كلها، ووضعوا الأسلاك الشائكة لمنع المسيرة من الاقتراب.
هكذا كانت ذكرى كئيبة لـ”أيام مجيدة”.
التعليقات