لطالما ارتبط لبنان عضويا بالعراق عند المفاصل الحساسة، ففي التاريخ الحديث ومنذ طغيان الانقلابات العسكرية على خلفية نكبة فلسطين 1948، تأثر لبنان بحكم الموقع والدور بالأحداث منذ إنقلاب حزب البعث 1985 وحتى اليوم.
مشاهد العنف والفلتان، توحي بأزمة سياسية مديدة، خصوصا وان هدف المنتفضين الاطاحة بالنفوذ الايراني الذي أضحى متمما لوظائف محددة من ضمن المحور الممتد إلى لبنان حكما، فبالتالي من البديهي التصرف بأن انفجار الأحداث في العراق له بعد عربي وامتداد لبناني.
في البعد العربي،يعتبر العراق ساحة تجاذب مفتوحة بين السعودية وإيران، ولطالما رفعت المملكة شعار ردع إيران عن التدخل في الشؤون العربية، والاكتفاء بالتنسيق بشأن قضايا متعلقة بشكل المنطقة وطبيعتها وسط تغيرات مرتقبة على المسرح الدولي.
ليس من قبيل الصدفة ، تفجير الصراع بين شيعة العراق بناء على مرجعيتي النجف وقم ،وقد تأخذ دائرة الصراع الشكل الدموي طالما ان فئات شعبية تعتبر الحرس الثوري بمثابة قوات احتلال وتتصرف على هذا الاساس، ما يعني فقدان السعودية كما إيران نقطة مشتركة لإدارة الصراع او عقد التفاهمات ، الأمر الذي سينعكس شد حبال وسيوسع دائرة الخلاف.
اما في الانعكاس اللبناني، فإرهاصات أحداث العراق لن تكون على الشكل الواسع مذهبيا، إن جاز التعبير، فليس من مشكلة جوهرية حول المرجعية الشيعية في ظل التفاهم الصلب بين “حزب الله وحركة أمل” ،وإشكالية الانحياز العربي او الفارسي ليست مطروحة في لبنان ، ذلك أن خيارات حزب الله تابعة من تمثيل سياسي له جذور محلية صلبة ومتينة.
من هنا، ورغم التكهنات الكثيرة، تشير مصادر سياسية متابعة الى أن أحداث العراق تزيد من تشدد الأطراف المؤثرة في الملف اللبناني، فحلف الغرب مع الخليج لن يرضى بفرض مرشح رئاسي حليف لحزب الله من دون ضمانات ، وتشكيل حكومة ائتلاف يعترضه عقبات كثيرة أبرزها احتمال دخول لبنان في حالة الشغور الرئاسي.
التعليقات