وأكّد الفوعاني أنّ “الصراع مع العدو الصهيوني ليس صراع حدود فنحن لا نؤمن ولا نعترف بوجود هذا الكيان لا جغرافيًا ولا تاريخيًا، وهي أرض فلسطينية مغتصبة بغطاء وارادة دولية، وبالتالي نحن ومن خلال مفاوضات طويلة منذ أكثر من عشر سنوات حتى وصلنا إلى اتفاق اطار يحفظ حقوقنا وثروتنا ومستقبلنا، وهو جزء من مقاومة مستمرة مع هذا الكيان الغاصب الذي يرى فيه الإمام موسى الصدر أنه شر مطلق والتعامل معه حرام”.
وقال: “لذلك نحن ننطلق في مقاربتنا لملف الترسيم من رؤيتنا العميقة الى منع هذا العدو الغاشم من تماد مدروس لأطماع لا متناهية، ولبنان المقاومة ولبنان الذي تمسّك بموقف موحد تجاه هذه القضية ولبنان انطلاقًا من جهود رسمت بيارق الانتصار خلال ما اضطلع به الرئيس نبيه بري في هذا الملف، ما جعل المبعوث الأممي وخلال السنوات المنصرمة يؤكد ويعترف ان هذا التفاهم ما كان ليحصل لولا صبر الرئيس وأناته ووقوفه على ابسط حرف وفاصلة، ليحقق لبنان مجددا انتصارا تاريخيا على العدو الإسرائيلي بعد أن حقق سلسلة انتصارات في ساحات المواجهة المستمرة”.
وأضاف، “باختصار، نقارب ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة بما يحفظ حقوقنا وثروتنا ويشكل مدخلاً حقيقيًا لخطة تعافٍ وطنية جامعة وهذا الفهم الواعي المنطلق من جهود مضنية بذلها دولة الرئيس نبيه بري خلال سنوات منصرمة لحفظ وطننا وكرامتنا وعزتنا وما يمكن أن يتحقق كان بفضل هذه المواقف والرؤية الموحدة لموقف صلب من الرئيس بري وأركان الدولة الى المقاومة إلى كل الشرفاء الراغبين بحياة عنوانها ومضمونها الكرامة”.
ولفت الفوعاني إلى أنّ “من يراقب إعلام العدو يرىَ حجم التقهقر والتخبط والتناقض والانهيار الذي تعانيه طبقاتهم المختلفة، وإتفاق ترسيم الحدود البحرية لا يعد تطبيعًا مع العدو فلبنان يرسم الحدود للحصول على حقوقه المائية والنفطية وقمنا بتحصيل حقوقنا كاملة”.
ورأى أنّ “الانجاز اليوم لكل اللّبنانيين، وهو نتاج نضال تاريخي وتوّج باتفاق الاطار وإن انتزاع حقوقنا جاء بعد جهود مضنية للحفاظ على هذه الثروة الوطنية والقومية، وهي ليست ملكًا لجيل بل هي للأجيال الواعدة بعيدًا عن مفاهيم المقاربة المباشرة للافادة من هذه الثروة، ولذلك ستشكل هذه الثروة مدخلاً حقيقيًا لخطة مستدامة تحفظ انساننا وتساعد على إزالة الحرمان وتمنع الفساد المستشري وتعزز صمود الناس وقضاياهم الإجتماعية والإقتصادية والصحية ولبنان المقاومة”.
وأشار إلى أنّ، “ذلك سيُعزز من صمودنا الداخلي ويكون مدخلا لخطة تعاف اقتصادية ويشكل عنوانا من عناوين المقاومة، وننظر الى ما حصل عند بعض الأنظمة التي تخلت عن سلاحها ومقاومتها والتحقت بركاب التطبيع وهي تطمح إلى رفاهية لم تحصل إلّا على مزيد من الازمات المتتالية، أنّ حركة أمل بمسيرتها التاريخية تدرك من خلال سير الأحداث التاريخية أنّ عنصر المقاومة هو البعد الاستراتيجي لحفظ الكرامات وحفظ الوطن، ومن يتخلّ عن قوته يتخلّ عن وجوده ما يجعله لقمة سائغة”.
وفي الشقّ الحكومي، قال: “لم يعد خافيًا على أحد أنّ المعرقلين لولادة الحكومة هم أنفسهم الذين يعرقلون وصول رئيس للجمهورية، من خلال فرض شروط تعجيزية، وتقديم مواصفات عجزوا هم أنفسهم خلال طيلة سنوات عهدهم أن يحققوا حرفًا واحدًا من مطولاتهم ومحاولة تسجيل انتصارات دنكشوتية”.
وأضاف، “يعلم الجميع أنّ هذه المرحلة الراهنة والخطرة تستوجب تخفيض السقوف العالية، والإحتكام الى لغة الحوار الداخلي ولاسيما أمام ما يعانيه المواطن الذي يئنّ من شظف العيش وقلة الموارد الأساسية لحياته الكريمة، ان هذا البعض ما زال يعاني من ازمة وجودية، يبحث في دفاتر انانياته عن حرف مضيء فلا يجده”.
وختم الفوعاني مؤكّدًا أنّ “تشكيل الحكومة مطلب ضروري، يُتيح اتخاذ تدابير ضرورية ولاسيما على الصعيد الاقتصادي ومخاطبة المجتمع الدولي، ووضع خطة تعاف اقتصادية واجتماعية، وهذا ما تؤكد عليه حركة امل بوضوح وقد اشار الرئيس نبيه بري وبصورة دائمة الى ضرورة قيام حكومة بغض النظر عن ضيق الوقت وانتخاب رئيس للجمهورية”.