من هنا، ورغم إقرار كل الأفرقاء بحتمية الفراغ الرئاسي، شكل لقاء دار الفتوى خطوة متقدمة من الاستحقاق الرئاسي، لجهة مواقف المفتي عبد اللطيف دريان التي يصفها احد المعنيين بالمتقدمة والمهمة لناحية التركيز على مواصفات الرئيس العتيد والدور الوطني والعربي والدولي لموقع رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في العالم العربي، “مع عودة المكوّن السنّي ليلعب دوراً في هذا الاستحقاق، وربطاً دعوة السفير السعودي وليد البخاري المشاركين في لقاء دار الفتوى الى عشاء في دارة السفارة. مما يشير الى عودة المملكة العربية السعودية الى الساحة اللبنانية انطلاقاً من رئاسة الجمهورية، اذ ان مساعداتها الاقتصادية للبنان ترتبط بشكل وثيق برئيس لا ينتمي الى المحور الايراني”.
وفي السياق، تعتبر مصادر معنية ان الاهتمام الدولي برئاسة الجمهورية عاد من خلال البيان الثلاثي المشترك الاميركي – الفرنسي – السعودي وتحديد مواصفات معينة بعيدة من محور الممانعة او التحدي. وترى هذه المصادر ان فكرة الاتيان برئيس مواجهة كما يريد رئيس حزب “القوات اللبنانية”سمير جعجع غير قابلة للصرف في لبنان، ولن يعاد تكرار سيناريو رئيس قريب من “حزب الله”. من هنا العمل جار على “البحث” عن رئيس توافقي يجمع، ينفذ القرارات الدولية، يعيد الحرارة الى العلاقات العربية، يقود مرحلة العودة الى سكة التعافي الاقتصادي.
وفي ظلّ البحث عن هذا الرئيس غير المتفق عليه الى الآن، يتقدم ملف ترسيم الحدود البحرية، اذ من المتوقع ان يتسلم لبنان تقرير الوسيط الاميركي آموس هوكستين الخطي قريباً جداً ومن الممكن في غضون ايام قليلة. في ظل ضغط اميركي لانجاز الاتفاق في شهر تشرين الاول بغض النظر عن بعض الاعتراضات الاسرائيلية، لما له من تأثير ايجابي على انتخاباتها، وعلى الحاجة الاوروبية والدولية القصوى للغاز.
التعليقات