التخطي إلى المحتوى

وبغض النظر عن أسباب الاعتداء وملابساته، فإن علامات استفهام أثيرت حول كيفية تفسير سلوك الأشخاص الذين شاهدوا الحادث ولم يتدخلوا، إذ اكتفى البعض منهم بتصوير ما يجري.

متلازمة “جينوفيزي”

لكن ما حصل ورغم غرابته فهو أمر معروف عالميا، ويرتبط بسلوكيات البشر التي تدعو للحيرة، ويحمل اسم “تأثير المتفرجين” أو “متلازمة جينوفيزي”.

وتقول الدكتورة ريما بجاني، وهي باحثة ومحللة نفسية، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن ظاهرة “تأثير المتفرجين” أو “متلازمة جينوفيزي”، هي “ظاهرة نفسية اجتماعية، تشير إلى امتناع الشخص عن تقديم المساعدة للضحية إذا كان هناك حاضرون آخرون، حيث ينتظر كل متفرج تدخل شخص آخر غيره، فتكون النتيجة عدم المساعدة من الجميع”.

ما القصة وراء الاسم؟

أصل تسمية هذه الظاهرة بـ”متلازمة جينوفيزي” يعود إلى مارس 1964، عندما تعرضت امرأة تدعى كاثرين سوزان جينوفيزي من مدينة نيويورك للطعن حتى الموت خارج شقتها.

ويقال إن 38 شخصا رأوا الحادثة لكن أحدا لم يتدخل. وأثار هذا الحادث أبحاثا أصبحت تعرف باسم “تأثير المتفرجين” أو “متلازمة جينوفيزي”.

خوف وخطر

لحظة وقوع جريمة قتل تكون لحظة مخيفة بالنسبة للمتواجدين، حيث تختلط مشاعر الخوف والخطر مع عدم فهم ما يحصل، كما أن “وحشية” المشهد قد تخلق صدمة تجعل الشخص غير قادر على التصرف.

المحللة النفسية تقول إن “المتواجدين في مسرح الجريمة ينقسمون إلى عدة فئات، فمنهم من لا يملك القدرة الجسدية على تقديم المساعدة، ومنهم من لا يريد وضع نفسه بموقف خطر بسبب عدم وضوح سبب وقوع الحادثة، ومنهم من لا يعنيه الأمر”.

وتتابع: “إذا أردنا أن نكون واقعيين، فلا يمكننا وصف من لم يتدخل للمساعدة بأنه بلا قلب، بل ما يحصل هو أن عقل الإنسان قام بتوزيع المسؤولية، والافتراض أن هناك من سيقوم بتقديم المساعدة بدلا منه، لينتهي الأمر بعدم قيام أحد بهذا الدور”.

ضرورة تطبيق “القاعدة الثلاثية”

من جانبه، يرى رئيس قسم الطب النفسي في الجامعة اللبنانية، إيلي شديد، أن “معرفة الناس بظاهرة تأثير المتفرجين يجعلهم مهيئين للتصرف وأكثر وعيا في تقديم المساعدة وإبلاغ الجهات المعنية”.

وفي مثل هذا الوضع، على الفرد اتباع “القاعدة الثلاثية”، وهي “لا تنتظر لا تتردد ولا تفترض”، حسب ما يوضح شديد، مشددا على أنه “أقل ما يمكن فعله في هذه الحالة هو الاتصال بالشرطة والإسعاف”.

صدمة وسبق صحفي

وبالفعل، تؤثر هذه الواقعة في بعض الأحيان على حياة المتفرجين. وفي هذا الإطار يكشف شديد أن “المتفرج على الجريمة، قد يشعر لاحقا بالذنب من وقوفه جانبا.

وبعض هؤلاء المتفرجين “يتعرضون لأثر ما بعد الصدمة، بمجرد عدم تدخلهم، مما قد يستدعي علاجا نفسيا في بعض الأحيان”.

ويختتم شديد حديثه بالقول إن “ظاهرة اكتفاء البعض بتصوير الجريمة أمر خارج عن العادة”، لكنه يشير بالوقت نفسه إلى أن هناك أشخاص “يشعرون أن التصوير مهم لمساعدة الشرطة في تعقب المجرم، في حين أن البعض يبحث عن تحقيق سبق صحفي وحصد مشاهدات مرتفعة”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *