فاطمة عطفة (أبوظبي)
احتفالا بالذكرى الـ 212 لاستقلال المكسيك، والذكرى الـ 47 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المكسيك والإمارات، نظمت سفارة المكسيك في أبوظبي، بالتعاون مع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، أمس الأول، معرضا فنيا مشتركا تحت عنوان: «من الإمارات إلى المكسيك»، يضم أعمالا تشكيلية لفنانين إماراتيين ومكسيكيين، ويستمر حتى 8 من نوفمبر المقبل.
تشجيع الحوار
إلى ذلك، قال لويس ألفونسو دي ألبا غونغورا، سفير المكسيك لدى الدولة: «شرف لي أن أفتتح هذا المعرض الجماعي، »من الإمارات إلى المكسيك«، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 212 لاستقلال البلاد، والذكرى الـ 47 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المكسيك والإمارات لتشجيع الحوار والتفاعل الثقافي بين البلدين من أجل تعزيز الروابط الثقافية بينهما». وأكد أن الثقافة جسر طبيعي بين الشعوب لتتفاعل وتدرك الملامح المشتركة والمتميزة لمجمعاتهم، ولتعزز وتشجع تبادل الحوار الثقافي مع بقية شعوب العالم. لأن ذلك يشكل إحدى ركائز العمل الدبلوماسي الثقافي في المكسيك.من جهتها، قالت الفنانة خلود الجابري، نائب رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية: تحرص الجمعية منذ تأسيسها عام 1980 على ترسيخ مفهوم المثاقفة، وإبراز التأثير الثقافيّ والفني المتبادل بين البلدين من خلال تبادل الخبرات والاستفادة من المعارف، نتيجة التواصل في المعارض وورش العمل والندوات التي تقيمها وتنظمها الجمعية، موضحة أن التفاعل الثقافي بين الشعوب والمجتمعات الإنسانية مترسخ في مفهوم بناء دولة الإمارات، ومفهوم قيام الاتحاد، لأن التبادل المعرفي وحوار الحضارات حاجة مهمة للنمو والتطور، وقد تجسد ذلك من خلال العلاقات التي تقيمها الدولة مع الخارج، ومن خلال الحوار الفني في المعارض، حين يخرج الخط واللون من نطاق العمل الفني ليتحاور الفنان مع الثقافات الأخرى، وهذا يؤثر من خلال خطابه التشكيلي ويتأثر أيضا، لأن لغة الحوار والفن هي الأكثر تأثيرا ورُقيا.وتابعت: تحتفي جمعية الإمارات اليوم بالذكرى السنوية الـ 47 لقيام العلاقات الدبلوماسية بين دولتي الإمارات والمكسيك، ويتوج ذلك من خلال هذا المعرض المشترك الذي يبرز عمق العلاقات التي تجمع بينهما، مؤكدة أن هذا الحدث المهم مهرجان فني وثقافي، يشارك فيه ويتحاور فيه فنانون إماراتيون مع فنانين مكسيكيين، وهو نافذة على التفاعل الثقافي والتكامل في الوصول إلى الغايات المعرفية والقيم الإنسانية الراقية المشتركة.
فنانون مشاركون
وشاركت الفنانة سلامة المزروعي في المعرض بلوحة يشرق في وسطها وجه فتاة محاطا بالورود والأوراق، وعنه قالت: إن أعمالي تعبر عن ملامح من الواقع لأني أستخدم الكولاج في اللوحات، كنوع من التجديد كما أستخدم أنواعاً لونية من الأكريك وغيره ليترك انطباعا مختلفا.
وقال الفنان محمد يوسف، الذي يشارك في المعرض إن المنحوتة الأولى مؤلفة من سبع قطع تمثل مجموعة سيدات كبار بالعمر لابسات وذاهبات للمشاركة في حفل، وثيابهن عبارة عن «سرود» مشغولة من سعف النخيل، بينما العجائز من جذوع النخلة أيضاً، وأوضح أنه يشتغل من النخيل وما تنتجه الطبيعة، كما أن الفنان شارك في منحوتات أخرى عبارة عن عجلات لدرجات للسير.
وشاركت الفنانة عزة القبيسي بمنحوتة «أبجدية الحب»، وقالت إن العمل يعبر عن الحب والإنسانية والحوار بيننا وبين الآخر. ورسمت الفنانة سوسن خميس فرسا باللون الأبيض موشحا باللون الذهبي، وقالت إنها رسمته بطريقة بسيطة بحيث يستمتع من ينظر إليها متأملا الألوان الجديدة من خلال مساحات بين الأبيض والذهبي، مؤكدة أن المعرض يضيف خبرة مهمة للفنانين المشاركين. أما الفنانة المكسيكية أليهاندرا بالوس أورتيغا فأوضحت أنها شاركت بمنحوتة تمثل رأس الإنسان بما فيه من طاقة تفكر لإنجازات وأفكار جديدة. وشارك الفنان المكسيكي جو باروس شابارو في عمل لرأس إنسان، قال إنه يمثل رأس الشخص الذي يفكر في المواضيع غير المعلنة. وقدم الفنان المكسيكي ليو تاردو بارتيدا بريتو لوحة قال عنها إنه يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، لكنه اختار رسم عين امرأة لأنها جميلة وتملك القوة والإرادة، ولأن العمل كان معروضا في دبي فقد أحب أن يعكس البناء المعماري لدبي الذي يظهر في أسفل اللوحة وكيف تنظر إليه.
حرف عطف
أشار الفنان فهد جابر إلى أهمية المشاركة في معرض «من الإمارات إلى المكسيك»، الذي تنظمه سفارة المكسيك في أبوظبي، بالتعاون مع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، موضحا «نتعرف من خلاله على فنانين مكسيكيين وهم يتعرفون ويشاهدون أعمالنا التشكيلية». ورسم الفنان حرف الواو بأشكال متنوعة وبطريقة فنية بحيث استكمل اللوحة بعدة أشكال وألوان متعددة تعكس جمال الحرف الذي يعني المشاركة والتفاهم، لافتا «يكفي أن اسمه في لغتنا العربية حرف عطف».
التعليقات