رضا سليم (دبي)
تعيش المراحل السنية في كرة اليد «الكابوس المفزع»، بسبب انسحاب الأندية من المسابقات، من موسم إلى آخر، وهو ما يهدد القاعدة على مستوى الأشبال والناشئين والشباب، وأيضاً يُبعد أجيالاً كثيرة عن اللعبة، ويظل الحرس القديم في الفريق الأول لسنوات طويلة، بسبب عدم وجود اللاعب الصاعد من المراحل السنية، ويكفي أن عدداً كبيراً من اللاعبين فوق 40 عاماً، وبعضهم اقترب من الـ 50، وفي النهاية المنتخب يدفع الثمن، وهو ما يظهر في المشاركات الخارجية، والتي وضعت منتخباتنا في المراكز الأخيرة بالبطولات القارية.
وشهد الموسم الجديد الذي ينطلق 18 سبتمبر الجاري، بكأس الإمارات للرجال، اعتذار الجزيرة والعين ودبا الحصن، عن عدم المشاركة في مسابقات الناشئين، وتراجعت أعداد الفرق إلى 7، هي الشارقة وشباب الأهلي والنصر واتحاد كلباء والبطائح والوصل وبني ياس، وكانت هذه المسابقة من قبل 11 فريقاً، ثم تراجعت إلى 10 فرق، في الوقت الذي تعاني مسابقات مرحلة الشباب ندرة الفرق، حيث يشارك 6 فرق فقط في المسابقة، رغم أنها المرحلة الأخيرة، قبل اللعب على مستوى الفريق الأول.
المثير في الأمر أن مسابقات البراعم تضم 34 فريقاً، والصغار 17 فريقاً والأشبال 16 فريقاً، وهو ما يعني أن الأندية تستغنى عن لاعبيها، بعد مرحلة الأشبال بعد تأسيسهم، وبالتالي عدم الاستفادة منهم.
ويبقى الشارقة النادي الأبرز في المسابقات، والذي يشارك في جميع المسابقات، وهناك مسابقات يشارك فيها بفريقين، وهي الصغار والأشبال والناشئين، وأيضاً مهرجانات البراعم.
وأكد داود مليح رئيس لجنة المسابقات باتحاد اليد، أن اللجنة قامت بتغيير قرعة المسابقات مرات عدة، مع كل فريق يخاطب الاتحاد بالاعتذار عن عدم اللعب في مسابقة معينة، ولا نعرف السبب في اعتذارات الأندية المتكررة، ورغم أننا نخاطب جميع الأندية قبل بداية الموسم، وتصلنا تأكيدات على المشاركة، ثم بعدها الاعتذار.
وأشار إلى أن هناك مرونة من جانب الاتحاد، في التعامل مع الأندية، وليس لدينا مشكلة في إعادة قرعة أي مسابقات، في حال عودة أي فريق، وما يتردد عن عودة الفرق إلى مرحلة الناشئين غير صحيح، لأن الاتحاد يتعامل بالمخاطبات، وليس بالكلام الموجود في ساحة كرة اليد.
وشدد المليح على أن ما يحدث يؤثر سلبياً على لعبة كرة اليد في المستقبل، خاصة من ناحية انتشارها، وبالتالي المردود سيكون ضعيفاً في مرحلة الفريق الأول، وبالتالي التأثير الأكبر على المنتخبات الوطنية ومساحة اختيار اللاعبين تصبح أقل، وهذه مشكلة كبيرة، لأن الهدف من كل المسابقات هي المنتخبات الوطنية.
ونوه بأن الأندية تعاني في فئة الشباب، بسبب عدم وجود لاعبين لظروف متعددة، ولكن من المفترض أن تكون فئة الناشئين «البديل» للشباب، ويبقى السؤال أين سيذهب اللاعبون في الأندية التي أوقفت مسابقاتها؟
التعليقات