نظم “مركز حوار الأديان في لبنان”، إحياء للذكرى 44 لاختطاف السيد موسى الصدر ورفيقيه، لقاء بعنوان “الإمام الصدر باعث نهضة عابرة للطوائف”، في قاعة مركز كامل يوسف جابر في مدينة النبطية، في حضور النائب هاني قبيسي، المسؤول الاعلامي المركزي في “حزب الله” محمد عفيف، المستشار الثقافي الايراني كميل باقر، رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، رئيس المركز المريمي في لبنان العضو المؤسس في الهيئة الحبرية العالمية الاسلامية المسيحية في الفاتيكان الاب وسام ابو ناصر، رئيس مركز الحوار علي السيد قاسم، المستشار الاعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ عامر زين الدين، عضو المكتب السياسي لحركة “أمل” شاهناز ملاح، المسؤول التربوي في حركة “أمل” في الجنوب عباس مغربل، رئيس جمعية “وعد عكار” الاجتماعية احمد عكاري، مدير “مركز كامل يوسف جابر الثقافي” المحامي جهاد جابر وفاعليات.
وخلال اللقاء، ألقى قاسم كلمة قال فيها: “في ضوء التعددية الثقافية وفي ظل الانقسامات الحادة في عالمنا العربي والإسلامي انطلقنا في مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان من خلال عدة عناوين، أولا، إنشاء مركز متخصص في الحوار بين الأديان والثقافات حيث مهمته ما يلي: اختيار مجموعة من الباحثين لكتابة المقالات والأبحاث العلمية التي تعالج هذه القضايا الفكرية، وتثبت القيم المشتركة بين الاسلام والمسيحية وتعمل على الرد عن الشبهات المعاصرة. ثانياً، عقد المؤتمرات والندوات الفكرية المتخصصة في حوار الأديان والمذاهب المتعددة في لبنان وخارجه. وثالثاً، تعزيز اللقاءات الإسلامية – الإسلامية والإسلامية -المسيحية على مبدأ “الطوائف نعمة والطائفية نقمة” والتي تؤسس لمنهج التواصل الممنهج وفقا للأطر التي تزيل نقمة المذهبية والطائفية وتعزز قيمة الطوائف المتعددة، وذلك إنطلاقًا من تعبير قوله تعالى: “إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”.
وأضاف: “العمل على توحيد المكتبة الإسلامية المسيحية وإعتماد النصوص المحققة. إمكانية الإسقاط التاريخي على المواضيع الجامعة، عدم تحميل اي طائفة أو مذهب مسؤولية السابقين وقبول الإختلاف على أساس الغنى المعرفي، تقديم الخطاب الحداثوي الذي يبين الموقف الإسلامي والمسيحي من المستجدات العلمية، تهذيب الخطاب الإسلامي والمسيحي من الشوائب الطائفية من خلال كشف ملابسات زيف بعض رجال الدين المأجورين ووعاظ السلاطين وتقديم خطاب إعلامي إسلامي مسيحي موجه ومنظم وموحد بما يواجه التحديات ويملأ الفراغ”.
وتابع: “أخيرا لن ننسى فلسطين القضية المركزية، التي هي بحاجة ماسة لوحدة الأمة، ولكن السؤال الذي يطرح كيف تتحقق الوحدة الإسلامية والمسيحية من أجل فلسطين في ظل الإنقسام العربي الذي نعيش؟”.
وشدد على أن “الوحدة تتحقق من خلال تعميق الدراسات الجامعة في الحياة المجتمعية والسياسية وتثبيت معالم محور المقاومة. والعمل على حمايتها من خلال نبذ الفكر التكفيري ونشر التوعية على الإسلام الحقيقي وتقبل الاختلافات في العادات المجتمعية وتحول العلاقات السياسية من الهدف الاقصائي والهيمنة المذهبية الى استراتيجية التعاون مع صون القوى، وضرورة مد اليد صوب المسلمين وغير المسلمين من غير العرب لا سيما في أفريقيا واسيا ودول أوروبية، والعمل على شد أواصر تحالفات محور المقاومة مع الفرقاء المسلمين وغير المسلمين”.
قبيسي
وألقى قبيسي كلمة قال فيها: “لقاء مبارك في مدينة المقاومة والتحرير في جنوب العزة والكرامة، نجتمع لنقاش امر في غاية الاهمية لقائد مؤسس باعث لثورة ومطلق لمقاومة اوصلتنا الى العزة والكرامة والانتصار، الامام القائد سماحة السيد موسى الصدر الذي بحث في مشاكلنا ونادى لمعالجتها”.
وأشار الى أن “الطائفية كما قال الامام، هي الخطر الاول على وحدتنا وقيامة بلدنا، واذا اردنا ان ننتصر في لبنان علينا ان نتوحد ونبني وطن العدالة والمساواة الذي لا يميز بين الاديان والطوائف والمذاهب فينتج قضية وطنية نؤمن بها جميعا، وكما قال الامام إن افضل وجوه الحرب مع اسرائيل هي الوحدة الوطنية الداخلية”.
وتابع: “للاسف في بلدنا قلة ممن يبحثون عن الوحدة بل اغلبهم يبحثون عن الفرقة والاختلاف والتقوقع والبعض ينادي بالتقسيم والشرذمة في بلد صغير تحيط به المؤامرات”.
باقر
وألقى باقر كلمة قال فيها: “الإمام موسى الصدر في الحقيقة کان الإنسان الثائر من أجل الإنسان، وإلا فهناك کثير من أدعياء حقوق الإنسان الذين لم ولن يحرکوا ساكنا من أجل الدفاع عن الإنسان”، مؤكداً أن “الإنسان الثوري المجاهد هو المدافع الحقيقي عن الإنسان والإنسانية، وهو المناضل المخلص الصافي الذي مستعد لبذل حياته في سبيل الدفاع عن حرية الإنسان وكرامة الإنسان”.
ابو ناصر
وكانت كلمة لرئيس المركز المريمي قال فيها: “اسمحوا لي أن ألقي الضوء على التوصيف الذي أعطاه الصدر للبنان، مخاطبا خاصته وأبناء دينه ومعتقده، فقد قال إن لبنان هو أمانة في أعناقكم، وكلنا يعلم أن الأمانة أداء الحقوق والمحافظة عليها، وهي أحد اخلاق الاسلام وأساس من اسسه، وهي الفريضة العظيمة التي رفضت الجبال والسماوات والأرض حملها وحملها الانسان”.
أضاف: “بالنسبة إلى السماوية ومدى خطورة التفريط بها، الصدر ذهب الى أبعد من الأمانة كفريضة دينية للحفاظ على لبنان، فأضاف الأمانة للانسان وللتاريخ، وهنا مكمن قوة الرسالة التي أراد سماحته ايصالها الى الجميع، فالأمانة للبنان اللون والمكون الديني الواحد لا معنى لوجوده، فقد دعا وبوضوح أن تشمل الأمانة الانسان كل الانسان اللبناني على اختلاف مشاربه ومذاهبه وأديانه، وتشديده على الأمانة للتاريخ يضيء بشكل كامل على حرصه على التعايش الاسلامي المسيحي كما كان في الماضي، وكما يجب أن يستمر في المستقبل، فلبنان هو التجربة الغنية لمستقبل الانسانية في التعايش الاسلامي المسيحي كما قال سماحة الامام موسى الصدر”.
وختم: “بالعودة الى ما تمناه سماحة الامام المغيب على اللبنانيين جميعا في بداية الحرب الأهلية المقيتة، أن هذا الوطن أمانة في أعناقكم أرضا وبشرا وتاريخا، وعلى مسافة زمنية من اثنين وعشرين عاما على امانة الوطن الرسالة، التي حملها قداسته لأبناء الكنيسة”.
بعد ذلك، تلا زين الدين توصيات اللقاء وهي:
تعزيز اللقاءات الإسلامية – الإسلامية والإسلامية -المسيحية، العمل على توحيد المكتبة الإسلامية – المسيحية واعتماد النصوص المحققة، طرح المواضيع الخلافية على طاولة النقاش الهادئ بين المتخصصين من رجال الفكر والدين، إمكانية الإسقاط التاريخي على المواضيع الجامعة، عدم تحميل اي طائفة أو مذهب مسؤولية السابقين وقبول الإختلاف على أساس الغنى المعرفي، تقديم الخطاب الحداثوي الذي يبين الموقف الإسلامي والمسيحي من المستجدات العلمية، تهذيب الخطاب الإسلامي والمسيحي من الشوائب الطائفية، اقتراح على مستوى التسمية بإطلاق عنوان يوحد الجهود الفكرية الحوارية ويكرس الايجابية وينظم المختلف وهو “الوحدة الإسلامية المسيحية المستدامة ما قبل وما بعد تحرير المسجد الأقصى”.
ختاما قدم عكاري دروعا تقديرية للخطباء.
التعليقات