ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم من بيروت على ملف ترسيم الحدود البحرية للبنان مع فلسطين المحتلة، حيث تسلّم لبنان رسمياً المسودة النهائية لاتفاق الترسيم بعدما أبلغ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين بحلّ العقدة الأخيرة التي استجدّت في ما يتعلق بحقل قانا، وحل الالتباس بين عبارتي «الأمر القائم» و«الأمر الواقع» في ما يتعلق بخط الطفافات وفق الصيغة اللبنانية.
كما أُرسلت نسخة من المسودة إلى كيان العدو، حيث يفترض أن يدعو رئيس حكومة الإحتلال يائير لابيد إلى اجتماع وزاري لاقرارها.
“الأخبار”: اتفاق الترسيم أُنجز و”إسرائيل” تبتّه اليوم
عند الثانية عشرة إلا خمس دقائق من منتصف الليلة الماضية، تسلّم لبنان رسمياً المسودة النهائية لاتفاق الترسيم على أن توزّع الثامنة من صباح اليوم على الرؤساء الثلاثة، بعدما أبلغ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين بحلّ العقدة الأخيرة التي استجدّت في ما يتعلق بحقل قانا، وحل الالتباس بين عبارتي «الأمر القائم» و«الأمر الواقع» في ما يتعلق بخط الطفافات وفق الصيغة اللبنانية. وقد أُرسلت نسخة من المسودة إلى كيان العدو، حيث يفترض أن يدعو رئيس الحكومة الاسرائيلية يائير لابيد إلى اجتماع وزاري لاقرارها.
وكانت الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت بروز «عقدة قانا» وتبادلاً لصياغات حول عبارات تتعلق بتحديد المرحلة الزمنية بين الاستكشاف والتنقيب والاستخراج من جهة، وبين اتفاق اسرائيل مع شركة «توتال» بحيث لا ترتبط الاعمال في لبنان بموافقة اسرائيلية مسبقة، فيما يلتزم الجانب الفرنسي بدفع «التسوية/التعويض» لاسرائيل بعد الاستكشاف وتقدير حجم المخزون، على ان يبقى لبنان مالكاً لكل المكمن/ الحقل المحتمل بجانبيه الشمالي والجنوبي، كما جدد الفرنسيون التعهّد بأن «توتال» ستعالج، من جهتها وبعيداً عن عائدات لبنان، ما تعتبره إسرائيل «حقاً» لها في الحقل من عائدات الشركة وليس من عائدات لبنان.
وأبلغ الجانب الفرنسي لبنان بعيد منتصف ليل امس ان «توتال» ملتزمة البدء في اعمال التنقيب والاستكشاف فور اعلان الاتفاق، وأنها ستستقدم سفناً وحفارات ومعدات لهذه الغاية بحلول مطلع السنة المقبلة.
وحتى قبيل منتصف ليل أمس، كانت الرسائل تتلاحق بين بيروت وواشنطن وتل أبيب. في الولايات المتحدة كان هوكشتين، ومعه فريق قانوني وتقني أميركي، يتواصل في بيروت مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب المكلف من الرئيس ميشال عون متابعة الملف، وعلى الجانب الإسرائيلي مع مستشار الأمن القومي إيال حالوتا ومعه فريق يمثل المؤسسة الأمنية ووزارة الطاقة في كيان الاحتلال.
وكانت إسرائيل أقلقت العواصم الغربية الخميس الماضي بعدم قبولها بالملاحظات اللبنانية، وساد مناخ سلبي في وسائل الإعلام وعلى لسان المسؤولين، لكن الاتصالات بعيداً من الأضواء والتي تولاها الجانبان الفرنسي والأميركي كانت واضحة: ما يجري يتعلق بهاجس لابيد المتعلق بالانتخابات الإسرائيلية.
في الأيام التي تلت، جرى تبادل مسودات وملاحظات. وتبين أن الوسيط الأميركي ومعه فرنسا متفقان على أن لبنان لا يمكنه تقديم أي تنازل في جوهر الاتفاق، لا بما خص ربط التنقيب باتفاق مسبق بين إسرائيل وشركة «توتال»، ولا بما يتعلق بالحدود البحرية المتصلة بالحدود البرية أو منح خط الطفافات صفة قانونية تنعكس لاحقاً على حقوق لبنان. وعلى هذا الأساس انطلقت الجولة الجديدة من المفاوضات. وتمكن الفرنسيون من التوصل إلى اتفاق جانبي مع إسرائيل يخص ما تفترضه حصة لها من حقل قانا، على أن يجري تضمينه الاتفاق، مع التأكيد للبنان بأن أي تعويض مادي تأخذه إسرائيل لا يمس حصة لبنان من عائدات حقل قانا، وجدّد الفرنسيون، بضمانة أميركية، أن عمل «توتال» سينطلق فور الإعلان عن الاتفاق وهو غير مرتبط على الإطلاق بالاتفاق الجانبي بين الشركة وإسرائيل.
وفي ما يتعلق بخط الطفافات. حصل نقاش تقني ولغوي وقانوني أدى في بعض اللحظات إلى تهديد الاتفاق، لأن موجز النقاش يتركز على أن لبنان لن يعترف بأي حدود بحرية مع العدو، وأن ما يجري لا يعدو كونه تحديد البلوكات الخاصة بالمناطق الاقتصادية للجانبين، وأن خط الطفافات ليست له قيمة قانونية ولا يمكن اعتباره، الآن أو في أي وقت لاحق، خطاً يمكن الاستناد إليه في معرض ترسيم الحدود البحرية. كما أن لبنان يرفض الحديث عن نقاط في البر تتصل بما يجري الحديث عنه بحراً. وظل النقاش مستمراً حول عبارات بين «الأمر القائم» و«الأمر الواقع»، إذ تعتبر إسرائيل «الأمر القائم» بمثابة إقرار من لبنان بقيمة خط الطفافات، بينما للبنان تفسيره الواضح بأن «الأمر الواقع» هو تأكيد على استمرار النزاع حول الحدود البحرية كما الحدود البرية.
وخلال ساعات الليل، ضغط الجانب الأميركي على لبنان للقبول بالصياغة الملتبسة. وقدم الأميركيون تبريرات تتعلق بالوضع الداخلي لرئيس حكومة العدو، وأنه مضطر لصياغة لا تظهره في موقع المهزوم خصوصاً أنه يسعى إلى إقرار الاتفاق في الحكومة وإحالته فوراً إلى الكنيست للاطلاع عليه، وأن المهلة المتاحة هي الآن ليكون الاتفاق قابلاً للتوقيع النهائي قبل الثلاثين من هذا الشهر، وأن لبنان صاحب مصلحة في ذلك كون هذا التاريخ يمثل اليوم الأخير لولاية الرئيس ميشال عون، وأنه في حال انتهت الولاية من دون اتفاق سيصبح متعذراً على أحد توقيعه إلا بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بينما لا أحد يعلم كيف ستكون نتائج الانتخابات في إسرائيل وما إذا كان بنيامين نتنياهو سيسير بالاتفاق أم لا في حال فوزه.
المسودة الجديدة
وكانت المداولات أشارت إلى أن هوكشتين أعد مسودة قائمة على ما تلقاه من ملاحظات من الجانبين، بحيث تكون غير قابلة للتعديل أو النقض. وتبين أن المشكلة انحصرت فعلياً في الخلاف على وضعية «خط الطفافات». ووفقاً للتسريبات، فإن لبنان مصر على اعتماد النقطة 20 في البحر كمنطلق لترسيم الخط، وهي النقطة التي تسبق حدود «بلوك 10» اللبناني فيما سيتم الإبقاء على النقطة 31 التي وردت في الاقتراح الإسرائيلي – الأميركي. وتتقدم النقطة المذكورة على النقطة 18 التي تمثل أساس انطلاق الخط 23 مسافة تمتد كيلومترات، ما يعني أن المنطقة الواقعة خلف النقطة 20 ستكون أقرب إلى منطقة نزاع، ويبقى «خط الطفافات» الذي يمثل «الخط 1» الإسرائيلي على ما هو عليه، على أن يجري طرح وضعيته حالما يتم الذهاب إلى تفاوض غير مباشر حول الحدود البرية. حتى ذلك الحين، سيكتفي لبنان بإيراد خطه ضمن الورقة وتوقيعها من طرفه ثم وضعها في عهدة الولايات المتحدة، فيما سيكون للعدو نفس الخطوة، مما يعني أن الأوراق لن تودع بالضرورة لدى الأمم المتحدة إنما سيجري إبلاغها بطريقة ما عن التوصل إلى «تفاهم».
وعلى الأرجح، ستخلق هذه الآلية جدلاً، لكون العدو سيبقي على الإحداثيات التي أودعها لدى المؤسسة الدولية حيال الخط رقم 1، ولن يجري أي تعديل، فيما لبنان سيبقي على الخط 23 المودع سابقاً لدى المؤسسة الدولية نفسها من دون أي تعديل، وليس ثمة حاجة لإيداع أي إحداثيات جديدة طالما أن القضية نقلت إلى موعد يحدد لاحقاً.
“البناء”: هوكشتاين يرسل مسودته الأخيرة بصورة غير رسمية… وعون متفائل… ونصرالله اليوم
فيما كان متوقعاً أن يتسلّم لبنان المسودّة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، أفادت معلومات رسمية لـ»البناء» أن رئاسة الجمهورية لم تتسلّم أي مسودة من الوسيط الأميركي حتى منتصف ليل أمس، مشيرة الى أن هناك بعض المفاهيم والعبارات المتعلقة بالنقاط القانونية والتقنية تحتاج الى نقاش على أن يقوم هوكشتاين بتسليم مسودة الاتفاق النهائيّ للبنان لوضع اللمسات الأخيرة عليها قبل المواقفة النهائية. كما علمت أن الوسيط الأميركي على تواصل دائم مع المسؤولين اللبنانيين المكلفين بالملف.
وعزت مصادر مطلعة لـ»البناء» سبب التأخير بتسليم المسودة النهائية الى التأخير بالرد الاسرائيلي على أسئلة واستيضاحات الوسيط الأميركي وذلك بعد تدقيقها من جانب حكومة الاحتلال من أكثر من مستوى نظراً لحساسية الملف في ضوء الحسابات والمزايدات السياسية والانتخابية في كيان الاحتلال.
وأشارت وسائل إعلام محلية أن الأمور في ملف الترسيم لا تزال تتجه نحو الايجابية، والعمل لا يزال جارياً على الصيغة النهائية ببعض التعابير ولا سيما لجهة ترجمتها وتسلم لبنان الصيغة متوقع في الساعات المقبلة.
ولفتت القناة، نقلًا عن مصادر «حزب الله» وحركة «أمل»، إلى أنّ «موقف حزب الله واضح منذ البداية، فهو بالترسيم يقف خلف موقف الدولة اللبنانية وما يهمه هو التنقيب»، مشيرة إلى أنّ «الأمور بالاتجاه الصحيح في ملف الترسيم، والنقاش يطال نقطة او 2 على أبعد تقدير من المرجح الا تؤثر على جوهر الاتفاق».
وفيما خيمت حالة من شبه الصمت على الاعلام الاسرائيلي وكذلك على المواقف الرسمية في كيان الاحتلال في ملف الترسيم، كشفت وكالة «الأناضول» التركية عن مسؤول لبناني رفيع، أن «النقاشات حول الموضوع باتت شبه منتهية، والأمر لا يتعدى البحث في بعض المفردات الواردة في الصيغة». وأوضح المصدر أننا «وصلنا إلى مفردات قليلة يجري الآن توحيدها وإنجازها إذا لم تحصل مفاجأة غير سارة في اللحظة الأخيرة».
وكان موقع «والا» الإسرائيلي، نقل عن مسؤول اميركي كبير، بأنّ هوكشتاين، «أرسل للجانبين اللبناني والإسرائيلي الصيغة النهائية لاتفاق الحدود البحرية»، مضيفاً: «نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق». وأوضح الموقع أنّ «هذه نسخة معدلة بعد بعض التغييرات، وهوكشتاين ينتظر الآن رداً من لبنان وإسرائيل»، مشيراً إلى أنّ الأميركيين قالوا إن هذا كان نصاً نهائياً وأنه لن يتم إجراء مفاوضات أخرى». فيما توقعت قناة «العربي» القطرية، في تقرير نقلاً عن مصادر، «التوقيع رسمياً على اتفاق الترسيم، في العشرين من شهر تشرين الأول المقبل في منطقة رأس الناقورة الحدودية».
“النهار”: الترسيم بنسخة أخيرة… والاستحقاقان في المراوحة
اطل الأسبوع الجديد على اشتداد أجواء التشاؤم في شأن الاستحقاقين الرئاسي والحكومي قبل عشرين يوما من نفاد المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل عقب نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول الحالي، فيما عادت لتتسع افاق التفاؤل الحذر بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وبدا الحذر الشديد المقترن بالشكوك سيد الموقف فيما يفترض ان يكون لبنان تبلغ او في طريقه الى تبلغ الصيغة النهائية لاتفاق الترسيم بعد المعالجة القيصرية الصعبة التي دأب عليها في الأيام الثلاثة الأخيرة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم البحري آموس هوكشتاين خصوصا لجهة إعادة الصياغة وإيجاد التسويات والصياغات القانونية للملاحظات والتعديلات التي طرحها الجانبان اللبناني والإسرائيلي والتي تسببت بواقع اهتزت معه احتمالات ابرام الاتفاق قبل نهاية الشهر الحالي. وإذا كانت تجربة الضخ التجريبي “المعاكس”للغاز التي بدأتها إسرائيل من البر الى منصة كاريش قد مرت بسلام حتى البارحة، بعدما اعلم لبنان مسبقا بطبيعة هذه التجربة، فان ذلك يظهر اقله وفق ظاهر المعطيات ان ثمة اتجاهات لترك الفرصة الأخيرة التي تقدمها النسخة الأخيرة للاتفاق كما وضعها هوكشتاين تأخذ كامل مداها، علما ان الأوساط اللبنانية المعنية بالاتصالات اللبنانية – الأميركية حول الملف بدت متفائلة بان تحمل الساعات المقبلة بشائر إيجابية لجهة انجاز اللمسات الأخيرة على اتفاق الترسيم بما ينزع ورقة اسقاط الاتفاق في اخر اللحظات الحرجة من معترك التوظيف الانتخابي الصاخب في إسرائيل. اما من الجانب اللبناني، فان هذه الأوساط تؤكد بانه لن يكون هناك ازمة او مشكلة اذا تطابقت النسخة النهائية مع الأسس والتعديلات التي طلبها لبنان وتوافق عليها الرؤساء الثلاثة، فيما ينتظر ان يكرر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم وقوف “المقاومة خلف الدولة” في الموقف من الصيغة النهائية مع التشديد على الموقف المحذر لإسرائيل من محاولة استخراج الغاز من جانب واحد.
وقد افاد موقع “والاه” الإسرائيلي مساء امس نقلا عن مسؤول إسرائيلي ان هوكشتاين قدم للبنان وإسرائيل “نسخة نهائية” من اتفاق ترسيم الحدود البحرية. ولكن الجهات المعنية في لبنان قالت انها لم تكن تسلمت النسخة بعد. كما نقل عن مصدر أميركي ان هوكشتاين يواصل مشاركته القوية لانهاء مفاوضات الترسيم وان الفجوات ضاقت ومن الممكن التوصل الى تسوية دائمة. ولكن المعلومات التي تناقلها الاعلام الإسرائيلي ليلا حملت تاكيدات بتسلم النسخة النهائية كما ان “التلفزيون العربي” بث ليلا نقلا عن مصادر انه من المتوقع توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في العشرين من تشرين الأول في مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة .
ولعل اللافت في معاينة المواقف الخارجية من الواقع اللبناني في هذه الفترة ان الاهتمامات الدولية بدأت تضع ملفات الترسيم والاستحقاق الرئاسي والملف الحكومي في سلة أولويات متزامنة بل متزاحمة. وفي هذا السياق يستعد لبنان الخميس المقبل لاستقبال وزيرة الخارجية الفرنسية التي ستشكل زيارتها محطة بارزة لكونها ستاتي قبيل أسبوعين تقريبا من نهاية المهلة الدستورية وهي ستحمل موقفا ملحا ومتشددا لجهة ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ضمن الموعد الدستوري مع تحذير من تداعيات فراغ لم يعد لبنان قادرا على تحمل تبعاته وتداعياته وهو على هذه الحال من الانهيار.
واشنطن ولبنان
وامس صدر موقف أميركي بارز ومزدوج من الاستحقاق الرئاسي والترسيم البحري اذ اكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أنّ “الولايات المتحدة تدعو إلى انتخابات رئاسية في لبنان حرة ونزيهة، وفي موعدها، بحسب الدستور اللبناني”.وأضاف في رسالة مكتوبة: “نريد حكومة في لبنان قادرة على إعادة ثقة شعبها وملتزمة بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية لإحداث تغيير والترويج لحكم رشيد ينقذ الاقتصاد”.
وعن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، قال المسؤول الأميركي إن “الموفد الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين على اتصال مع كل الأطراف ويعمل على حل الخلافات العالقة فيما المفاوضات في فصولها الأخيرة”. وشدد على “أننا ملتزمون بالتوصل إلى حل ونعتقد أن اتفاقاً مستديماً أمر ممكن وبمتناول اليد”.
في غضون ذلك بدا رئيس الجمهورية ميشال عون متفائلا بنتائج الاتصالات والجهود الأخيرة حيال الترسيم فقال امس امام زواره أنه “يأمل في انجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين شوطا متقدما، وتقلصت الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي”. واعتبر ان “الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الامر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي”.
اللواء: ترتيبات الترسيم تتجدّد اليوم.. وجلسة الخميس في مهبّ النصاب!
اليوم 11 ت1 يتسلم لبنان النسخة النهائية لمقترح ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الذي أعدَّه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، تمهيداً لدورة من المشاورات الرئاسية والتقنية يرجح ان تسبق او تلي جلسة مجلس النواب في 13 ت1 (الخميس) لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهي الثانية في «العدّاد الرئاسي»، وسط توقعات شبه محسومة ان الجلسة لن يتوافر نصاب الثلثين لها، مع ترجيح قوي لغياب «تكتل لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل، على خلفية تزامن موعد الجلسة مع 13 ت1، وهي ذكرى خروج العماد ميشال عون من قصر بعبدا، تحت تأثير الضربات الجوية السورية، لانهاء حكم «حكومته العسكرية» التي اقتصرت حينها عليه وعلى ضابطين، كانا معه في المجلس العسكري، التي قاطعها الضباط المسلمون الثلاثة: السني، والشيعي والدرزي.
وبين الموعدين، وضعت حكومة نهاية العهد على الرف، وانشغل الوسط الرسمي والصحي بتمدُّد جغرافي لاصابات الكوليرا التي ظهرت في عرسال، ثاني اصاباتها، ضمن استنفار حكومي وصحي لتدارك نتائجها الكارثية، والبلد لم يشف بعد من ندوب وباء كورونا.
وإذ كانت المصارف تستأنف العمل اليوم في شبابيك الصراف الآلي، من دون اية معالجات لدورها في توفير ما يلزم للمواطن والمودع والشركات والافراد على مستوى العمليات النقدية والبنكية داخل المصارف، فإن البلد دخل في ازمة قضاء استثنائية، مع اصرار فريق العهد، على اخراج مدير عام الجمارك الموقوف في انفجار مرفأ بيروت وآخرين من التوقيف الاحتياطي على تعيين محقق عدلي رديف، يخرج هؤلاء الموقوفين، ويطلق سراحهم، عبر دعوة تجاوزت رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، الذي سجّل انتفاضة بوجه السلطة، لا سيما وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال القاضي هنري خوري، الذي دعا مجلس القضاء لجلسة تعقد اليوم، سارع عبود الى الاعلان عن عدم المشاركة فيها، ايذاناً لمقاطعة قضاة آخرين، مما يمنع عقد الجلسة، في تجاذب سياسي – قضائي غير مسبوق.
المسودة النهائية
يتسلم لبنان اليوم المسودة النهائية التي صاغها الوسيط الاميركي في الترسيم البحري بعد ختم المناقشات والجولات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي وفقاً لما نقله الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، للرئيس ميشال عون، في اتصال اجراه معه لهذا الغرض.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن ملف ترسيم الحدود شارف على النهاية، وأكدت أن النقاشات باتت شبه منتهية و أن الامر لا يتعدى البحث في بعض المفردات الواردة في الصيغة.
وأوضحت أن البحث وصل إلى مفردات، يجري الآن توحيدها بحيث تنجز في حال لم تحصل مفاجاة غير سارة في اللحظة الاخيرة.
إذاً، إنتهت المفاوضات حول مقترحات الاميركي آموس هوكشتاين بشأن ترسيم الحدود البحرية، وبدأ النقاش حول بعض مضامين الصيغة النهائية التى ستصل الى لبنان والكيان الاسرائيلي خلال ساعات إن لم تكن قد وصلت منتصف ليل امس بسبب فارق التوقيت بين لبنان واميركا.
وأعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية امس الاول، «ان الرئيس ميشال عون تلقى اتصالا من الوسيط الاميركي اطلعه خلاله على النتائج الاخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية، مؤكدا ان جولات النقاش خُتمت، وتم تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة».
وقال مكتب الاعلام: ان الجانب اللبناني سوف يدرس الصيغة النهائية لاقتراح هوكشتاين بشكل دقيق تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب.
الكيان الصهيونيترسيم حدود لبنانالحدود البحرية اللبنانية
التعليقات