في خطوة يتوقع أن ترفع منسوب التوتر بين لبنان وإسرائيل، أعلنت شركة “إنرجيان” للطاقة، الأحد، إنها بدأت ضخ الغاز في وحدة الإنتاج العائمة في حقل غاز كاريش البحري، في إطار إجراءات متفق عليها مع الحكومة الإسرائيلية.
وأشارت الشركة، بحسب ما أفادت به وكالة “رويترز” إلى أن “مرحلة الاختبار هي خطوة مهمة في عملية التشغيل لما يسمى بوحدة (إنرجيان باور) العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ”.
ولم تكد “إنرجيان” تعلن عن خطوتها، حتى كشف موقف “واي نت” الإسرائيلي، أن من وصفهم بـ”قراصنة عراقيون مدعومون من إيران”، قاموا باختراق موقعي شركتي إنرجيان وإسرائيل للغاز الطبيعي، ما أدى إلى توقف عملية الضخ المذكورة.
لبنان: المفاوضات “شغّالة بقوة”
في الأثناء، كشف مصدر لبناني لـ”الشرق” أن لبنان يدرس تفاصيل الاعتراض الإسرائيلي على ملاحظاته بشأن المقترح الذي قدمه للوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية آموس هوكستين “ليبني على الشيء مقتضاه”، مؤكداً وجود “تواصل مستمر” بين نائب رئيس المجلس النيابي، الياس بو صعب، المكلف بملف الترسيم من جانب لبنان، والوسيط الأميركي آموس هوكستين.
وأفاد المصدر بأن لبنان “تبلّغ من الأميركيين بأن إسرائيل ستجري ضخاً تجريبياً للغاز من حقل كاريش”.
وإذ وضع المصدر اللبناني معظم ما صدر عن الجانب الإسرائيلي من تهديدات بعد رفض تل أبيب الملاحظات اللبنانية في خانة “التهويل”، استبعد إقدامها (إسرائيل) على أي مغامرة عسكرية حيال لبنان، مشدداً على أن “تل أبيب تعلم جيداً أن التصعيد ليس من مصلحتها في هذه المرحلة تحديداً”. وأشار إلى أن الجانب الأميركي “ما زال يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق”.
وقال المصدر لـ”الشرق” إن بيروت “لن تخضع للابتزاز الإسرائيلي”. واعتبر أن “كل ما يطلق من مواقف حالياً يدخل في إطار السجال السياسي الإسرائيلي، وبمثابة مناورة بين الحكومة الإسرائيلية والمعارضة الرافضة للاتفاق”.
ورداً على سؤال لـ”الشرق” عما إذا كانت المفاوضات لا تزال مستمرة، أجاب المصدر: “نعم، المفاوضات شغّالة وبقوة، وكرة الحل في ملعب هوكستين”.
واستشهد المصدر بما سبق ونشرته “الشرق” عن “شياطين التفاصيل التي كادت تطيح بالمفاوضات قبل فترة”.
وقال: “يبدو أن تنازل لبنان عن الخط 29 (حقل كاريش) وقبوله بالخط 23، لم يشبع شهية تل أبيب المبنية أساساً على الأطماع”.
الاعتراض الإسرائيلي
وفي ما يتعلق بتفاصيل الاعتراض الإسرائيل، كشف المصدر أن “الملاحظات الإسرائيلية تتعلق بخط الطفافات البحرية، الذي تريد تل أبيب اعتباره خطاً حدودياً رسمياً يصل حتى النقطة البرية B1، فيما يريد لبنان ترك المسافة الفاصلة بين البر وبداية خط الطفافات الحالي، والتي تمتد بطول خمس كيلومترات انطلاقاً من الشاطىء لتظل على حالها من دون أي ترتيبات تتيح اعتبارها خطاُ رسمياً، على أن تكون تحت اشراف الأمم المتحدة.
واعتبر أن “بقاء جزء من البلوك 72 تحت السيادة الإسرائيلية، مع إعطاء حق التنقيب فيه للبنان، يتيح ورقة قوة لصالح إسرائيل التي تستطيع قلب الطاولة والمطالبة به في قادم الأيام وعرقلة استخراج لبنان لثرواته البحرية”.
وختم المصدر بإبداء استغرابه مما صدر عن الجانب الإسرائيلي، على الرغم من أن الاتفاق برأيه “يصب في مصلحة تل أبيب وبيروت في آن معاً”.
وقال إن ما طلبه لبنان يختصر بالآتي: “تعهد اسرائيلي بعدم عرقلة الانتاج من جزء من البلوك 72 وترك موضوع خط الطفافات على حاله إلى حين التوصل لتسوية نهائية، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى متعلقة بهاتين النقطتين”.
تجدر الإشارة هنا، إلى أن المقترح الذي قدمه هوكستين، يتضمن إعطاء حقل قانا للبنان، على أن يكون جزء من الحقل المذكور ومن البلوك 72 لإسرائيل، وفي الوقت ذاته يسمح للبنان الاستفادة من عائدات التنقيب فيه، على أن تقوم الشركة المشغلة (توتال) بتعويض الجانب الإسرائيلي من أرباحه”.
تهديد ووعيد
ومنذ إعلان رفض إسرائيل لـ”الملاحظات اللبنانية”، لم تتوقف لغة التهديد والوعيد من قبل مسؤولين إسرائيليين تجاه لبنان. وفي السياق، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، السبت، عن وزير الدفاع بيني جانتس تهديده برد “حازم” على أي هجوم لـ”حزب الله”، في حالة عدم التوصل لاتفاق في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وقال جانتس: “سنمزق لبنان إذا تطورت الأمور إلى صراع واسع النطاق”. وأضاف: “إذا ارتكب حزب الله هذا الخطأ وهاجم إسرائيل بأي شكل من الأشكال، سواء براً أو بحراً أو جواً، فإن إسرائيل ستدافع عن نفسها بحزم وستهاجم بحزم”.
وأكد جانتس أن إسرائيل ستمضي قدماً في خطط استخراج الغاز من حقل كاريش “حتى بلا اتفاق” مع لبنان. وإذ أعرب عن أمله في التوقيع على اتفاق قريباً، قال: “إن الأمر الآن في أيدي لبنان”.
إقرأ أيضاًَ:
Google News تابعوا أخبار الشرق عبر
التعليقات