11:45 ص
الثلاثاء 25 أكتوبر 2022
كتب – أحمد جمعة:
قبل دقائق من الكسوف الجزئي للشمس اليوم الثلاثاء، حملت الأنباء رحيل ثلاثة رواد مصريين، كلُ في مجاله، تغيب شمسهم إلى الأبد: المحامي الكبير فريد الديب، ورائد أمراض الكلى رشاد برسوم، وأستاذ الصحافة محمود علم الدين.
مع الساعات الأولى من اليوم، انصرف الاهتمام المحلي بعيدًا عن “كسوف الشمس”، ليتحول صوب إعلانات الرحيل المتتالية لـ”الديب وبرسوم وعلم الدين”، في تتابع لافت، بداية من إعلان أسرة المحامي الكبير وفاته عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد صراع ممتد مع المرض، ليخلع عن كاهله “روب المحاماة الأسود” الذي اعتاد ارتداءه لسنوات طوال، ويستبدله بـ”الرداء الأبيض”، لتتوقف مرافعاته التاريخية -بحكم سياقها وزمانها- في أروقة المحاكم.
بدأ الديب رحلته في المحاماة منذ عام 1971، بعدما سبق وأن عمل قاضياً قبل عزله و127 قاضياً وعضواً في النيابة عام 1969 في الواقعة التي عرفت إعلامياً بـ”مذبحة القضاة”.
نال الديب شهرته الواسعة جراء مواقفه وتوليه الدفاع في عدد من القضايا البارزة، على رأسها الدفاع عن الرئيس الراحل حسني مبارك ونجليه في “قضية القرن”، كما وضح ذلك جليًا في مرافعاته الشهيرة للأديب نجيب محفوظ، ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى.
كان “الديب” مثيرًا دائمًا للجدل الذي سيتفجّر اليوم مجددًا، بحكم مواقفه في تولي قضايا جدلية، ولعل الشاهد على ذلك حيث فجر مفاجأة هي الأولى من نوعها بتولي الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام متعب عزام في عام 1996، بعدما قبض عليه أثناء زيارته لمصر بتهمة التجسس لصالح تل أبيب، وكذلك توليه مهمة كتابة مذكرة النقض دفاعا عن الشاب محمد عادل قاتل زميلته الفتاة نيرة أشرف وهي الجريمة التي هزت مصر.
برسوم.. عملاق أمراض الكلى
لم يكن الثلاثاء مهادنًا، حين غيّب الموت الدكتور رشاد برسوم، أستاذ أمراض وزراعة الكلى في مصر، والحائز على جائزة النيل وجائزة الدولة التقديرية للعلوم الطبية، وصاحب الشهرة الكبيرة في علاج أمراض الكلى.
“برسوم” حامل وسام العلوم من الطبقة الأولى، ومؤسس مركز القاهرة لأمرض الكلى، ورئيس سابق لمركز الملك فهد للكلى والمسالك البولية، كما أسس الاتحاد الأفريقي لأمراض الكلى وترأس دورته الأولى، كما ترأس الجمعية المصرية والعربية، ثم أصبح سكرتيرا عاما للجمعية الدولية لأمراض الكلى.
كما شغل “برسوم”، منصب الرئيس الأسبق للجنة قطاع الدراسات الطبية بالمجلس الأعلى للجامعات، فضلًا عن تحريره وتأليفه لفصول في 42 كتابا مرجعيا دوليا، و200 بحث عن أمراض الكلى.
علم الدين.. بروفيسور الصحافة
الثلاثاء الحزين حمل أيضًا وفاة الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة، وعضو مجلس أمناء الحوار الوطني، على إثر تدهور حالته جراء أزمة صحية تعرض لها خلال الأسابيع الماضية.
من “مقدمة في الصحافة”، إلى فنون “التحرير الصحفي”، والتطرق للجديد في أدوات المهنة، كانت حياة “علم الدين”، أستاذًا لأجيال متعاقبة من الصحفيين والإعلاميين المصريين والعرب، يدين له الكثير بالفضل، يتذكرون حضوره، وقيمته في نشر تاريخ الصحافة وأفكارها لهؤلاء الوافدين لكليات الإعلام وفي القلب منها “إعلام القاهرة”.
ولـ”علم الدين” إسهامات متعددة في مجال الإعلام والصحافة بشتى أشكالها سواء الإلكترونية أو المطبوعة، كما عمل مستشارًا لعدد من وزراء التعليم العالي في وقت سابق، وعضوية الهيئة الوطنية للصحافة، انتهاءً باختياره كعضو لمجلس أمناء الحوار الوطني.
وله العديد من المؤلفات والدراسات في مجال الإعلام من بينها “تكنولوجيا المعلومات وصناعة الاتصال”، و”الإخراج الصحفي”، و”الصحافة في عصر المعلومات”، و”فن التحرير الصحفي”، إذ تميزت كتاباته بالبساطة وكان لها دور في التعريف بأساسيات وقواعد الصحافة بما مكَّن الكثير من الدراسين في مجال الإعلام من استيعابها.
التعليقات