دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — للوهلة الأولى، قد تبدو هذه الصور لمعالم واحة سيوة في مصر مألوفة بالنسبة للبعض، إلا أنّ الرداء الأحمر الذي يبرز في المشاهد سيثير فضولك حتمًا، فما سرّه؟
وهذه الواحة النائية، الواقعة في قلب صحراء مصر الغربية، والتي نُسجت حولها الأساطير والحكايات، تستقطب السياح من كل بقاع العالم بمعالمها الآثرية التي تُعد من الأقدم في مصر، وخصائص طبيعتها العلاجية.
وقررّت المصورة ومدونة رحلات السفر المصرية، كوكلا رفعت، أنّ توثق أبرز ما تحتضنه سيوة بأسلوبها الخاص.
وقالت رفعت، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، إنّ زيارتها لواحة سيوة نبعت من حرصها، في كل عام، على زيارة وجهة واحدة على الأقل داخل مصر.
وأضافت: “مصر لديها الكثير لتقدّمه، وأحرص دومًا على تصوير وجهاتٍ جديدة لم أقم بزيارتها من قبل بأسلوبي الخاص”، موضحة: “كانت سيوة مدرجة ضمن قائمتي منذ سنوات، وعندما بدأت جائحة فيروس كورونا وأُغلقت جميع الحدود، قررت خوض هذه الرحلة التي طالما انتظرتها”.
وأثناء تخطيطها لزيارتها الأولى لواحة سيوة، أدركت رفعت أنّها بصدد زيارة وجهةٍ تتمتع بطبيعة مختلفة من الصحراء والواحات، والبحيرات الكبريتية.
وعادة ما تصطحب رفعت معها أغراضًا تناسب طبيعة الوجهة التي تزورها، والتي تساعدها في ابتكار مفاهيم فنية خاصًة بها، تَنسج من خلالها قصصًا عن تلك الوجهة.
وهكذا، قررت شراء رداءً أحمر لدمجه مع ألوان المناظر الطبيعية التي توقعت مشاهدتها في سيوة، من الكثبان الرملية الذهبية والبيوت الطينية بلونها الأصفر، إلى بحيرات الملح الكريستالية بلونها الأزرق.
وقالت رفعت: “في مخيّلتي، شعرت أنّ هذا الرداء، بلونه الأحمر النابض بالحياة، سيضفي سحرًا خاصًا على المشاهد الطبيعة في سيوة”، مؤكدة أنها لم تخطط مسبقًا لهذه السلسلة على الإطلاق.
وأثناء تجولها في الرحلة، استمدت رفعت الإلهام من القصص والمواقع الجميلة في سيوة، والتي تكشّفت لها يومًا بعد يوم.
وذات يوم، خلال جولة بالسيارة حول مواقع سيوة، شاهدت رفعت لافتةً معلّقة على إحدى البيوت، كُتب عليها كلمة “بنتاح” باللغة العربية، فسألت مرشد جولتها عن معناها، فأجابها أنها تعني اسم سيوة باللغة الفرعونية.
ورغم أنّ رفعت لم تجد ما يؤكد معنى الكلمة، لكنها أُعجبت بالاسم، وهكذا أطلقت على الرداء الأحمر اسم “بنتاح”، أي شخصية الكائن السحري الذي يستكشف واحة سيوة.
ومن خلال هذه السلسلة، سعت رفعت لجذب الانتباه إلى سيوة بواسطة سرد قصة عن هذا الموقع الجميل.
وتابعت: “أردت التعريف عن سيوة كونها وجهًة رائعة تستحق الزيارة عبر منصتي”.
واستعانت رفعت بشخصية “بنتاح” لجذب انتباه المشاهد، وكأنها تأخذه في رحلة عاطفية عبر كل وجهة في سيوة، موضحة أن “في هذه السلسلة، يمكن رؤية بنتاح وهي تستكشف سيوة ليلًا ونهارًا”.
وبالفعل، يمكن مشاهدة “بنتاح” تقف إلى جانب بحيرات الملح المدهشة التي تشتهر بها سيوة، وفي صورة أخرى تقف عند معبد التنبؤات، ومرة أخرى عند قلعة شالي.
ولكن مع ذلك، يبقى السؤال، من كان يختبئ تحت هذا الرداء.
وطلبت رفعت مساعدة رفاقها في الرحلة، وهم مجموعة مكونة من 7 أشخاص، لتجسيد بطل سلسلتها في سيوة.
وفي كل موقع بارز توقفت فيه المجموعة، اختارت رفعت أحدهم لارتداء الرداء الأحمر، وكان زوجها من بين هؤلاء الذين اختارتهم لارتداء الرداء الأحمر.
وتلقت هذه السلسلة التي شاركتها رفعت على حسابها عبر موقع “انستغرام” الكثير من ردود الفعل الإيجابية في التعريف بمعالم واحة سيوة بأسلوب فريد من نوعه.
التعليقات