كتب جوزيف فرح في “الديار”:
يعترف رئيس نقابة اصحاب وكالات الدعاية والاعلان في لبنان جورج جبور ومدير عام شركة MCAA سليم حداد ان قطاع الاعلان في لبنان تراجعت مداخيله من ٢٠٠مليون دولار الى حوالي ٢٠مليون دولار وذلك بسبب الانهيار المالي والتطور الحاصل في السوق الاعلانية بعد ان كان الاعتماد على الاعلانات الورقية تحولت الى الاعلانات الالكترونية وخصوصا الى الفيسبوك وانستغرام وغيرها من المواقع الالكترونية العالمية . هذا التراجع في المداخيل الاعلانية ادى الى اقفال عدد من الشركات اما ما تبقى فيعمل ضمن الحدود المقدرة لذلك حيث يؤكد جبور ان القطاع الاعلاني هو الاكثر تضررا وهو اخر قطاع يعود الى الحياة” .
ويقول جبور : لكي نصف اي شيء في لبنان اليوم عليه أن يكون تابعا للدورة الإقتصادية فيه ونحن نعرف جميعا أنه لا يوجد حاليا دورة اقتصادية في لبنان إذ توقفت منذ بداية الأزمة في 17 تشرين الأول 2019 بشكل مأساوي. لقد ضربت القطاعات الإقتصادية كلها ولا يوجد إلا القطاعات ذات الحاجة الضرورية في البلاد اي المحروقات والمواد الغذائية والطحين وما يشبه ذلك. للأسف أن قطاع الإعلانات وفي اي بلد بالعالم وليس لبنان فقط هو عادة أول قطاع يضرب لا سيما في منطقتنا خلال أية أزمة اقتصاديه وهو آخر قطاع يعود للحياة بعد انحسار الأزمة، فالشركة التي تتعاطى الاستيراد مثلا لن توقف الاستيراد أثناء الأزمة إنما ستسارع لإيقاف الإستثمار الإعلاني قبل المبادرة الى خطوات لاحقة لمواجهة الأزمة ولدى عودة النمو الإقتصادي فالإعلان هو آخر قطاع سيتحرك مجددا .
وأضاف: “لقد تم ضرب القطاع الإعلاني بشكل همجي فقد كان سوقه في العام 2018 يساوي 200 مليون دولار في الميديا فقط وهو اليوم لا يساوي أكثر من 20 مليون دولار اي أنه ضرب بنسبة 90% إضافة الى ذلك وجود عامل عالمي لا علاقة للبنان به وقد أثر ايضا على القطاع الإعلاني فيه وهو الإعلان عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وغوغل وغيرها وهذه تذهب أموالها مباشرة الى أميركا دون تكبد أية كلفة أو ضريبة. إذن إن من ينافس الإعلام المرئي والصحافة الورقية حاليا هي مواقع التواصل الإجتماعي التي باتت تحصل ميزانيات إعلانية ممتازه الى جانب المواقع الوطنية التي جعلتها الفوضى في لبنان تستقطب قراء أكثر من غيرها . ان مواقع التواصل الإجتماعي تشكل أكبر مشكلة اليوم في ضرب الميزانيات الإعلانية اذ أصبح المرء يستسهل الإعلان عبرها ويقبل عليها. ونحن كشركات اعلان مجبرون على ذلك، إذ أن الزبون يريد وضع إعلانه فيها.“
وتابع: “عندما ظهر الديجيتال في العالم بدأ الإهتمام بالصحافة الورقية يتضاءل وتوجه الجمهور اكثر نحوه رغم ان بعض المنظرين كانوا يشددون على أن الناس لن تتخلى عن القراءة والصحافة الورقية لكن الحقيقة أن الناس تحولت نحو القراءة عبر الديجيتال فقد أصبح الورق مكلفا ومن الصعب الحصول عليه فكان الديجيتال هو البديل وبات الورق سائرا نحو الانقراض . هذا الأمر عالمي ولا يمكن إيقافه حتى أن الكتب تحولت الى الديجيتال . ان الأزمة إذن ليست أزمة صحافة إنما الناس باتت تفضل الصحافة الإلكترونية التي ما لبثت أن تشعبت وسادها الكثير من الفوضى.”
التعليقات