هزاع أبوالريش (أبوظبي)
«لقد استهوتني نصوص الهجرات القبليَّة المبعثرة في الكتابات المحلية والروايات الشفهية، فقررت أن أسجل كل ما أستطيع الوقوف عليه من أخبار وأشعار الهجرات القبليَّة القديمة، وأن أعمل على إخراج ونشر ما اجتمع بين يديّ من مختاراتٍ ثرَّة ونصوص نادرة».
بهذه الكلمات، بدأ الباحث عبدالله محمد المهيري حديثه لـ (الاتحاد الثقافي)، وأضاف: كتابي «مهاجرون من الظفرة.. هجرة بني زراف أنموذجاً»، الصادر عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، جاء تعريفاً بالهجرات القبليَّة وبأصحابها، بعد أن أشبعتها بحثاً واستقصاءً.
وتابع المهيري: في هذا الكتاب اقتضت طبيعة الدراسة فيه أن أجمع بين منهجين بحثيين هما، المنهج العلمي النظري: الذي يعتمد على دلالة السياق وقرائن الكلام. المنهج العلمي التطبيقي: الذي يعتمد على اختبارات الحمض النووي وتطبيقاته، وأن أباشر العمل بهما حتى تستوي الدراسة. ومن الملاحظ أن الإخباريين والرواة المُعمرين متفقون على أن كثيراً من الهجرات القبليَّة في دولة الإمارات انطلقت أساساً من جهة الغرب، وبالتحديد من الظفرة، ثم جاءت هذه الدراسة العلمية بتطبيقاتها الحديثة لتفند احتمالات الرُواة والإخباريين بحُجج علمية مُحكمة وتقنيات وراثية غير مسبوقة رسمت الصورة الحقيقية لاتجاه الهجرات القبليَّة في الإمارات منذ عصور ما قبل الإسلام إلى زمن ظهور المشيخات المحليَّة في النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي، حيث بينت أن اتجاه القبائل في هجراتها وانتقالها كان من الظفرة في الغرب إلى الحواضر الجنوبية الشرقية (تؤام وما والاها)، أو من الظفرة إلى الحواضر الشمالية الشرقية (جلفار وما جاورها)، حيث تبدأ دورة حياة جديدة في التحضر والاستقرار ولا تعود إلى حياة البداوة والترحال بين محاضر ومرابع وبنادر الظفرة.
وأشار المهيري إلى أن كتاب «مهاجرون من الظفرة»، والقصد من المهاجرين في هذه الدراسة العشائر والأسر الياسية التي نزحت من الظفرة اعتباراً من القرن الرابع عشر الميلادي وما بعده إلى حواضر دبي والشارقة وأم القيوين ورأس الخيمة والبادية الشمالية الشرقية، والجنوبية الشرقية. موضحاً، وقد أمكن تقسيم هؤلاء المهاجرين من الناحية النسبية والقرابية إلى مجموعتين متمايزتين جينياً بعد إجراء دراسات حقليّة واسعة عليهم، فضلاً عن استخدام تقنية الحمض النووي، لاقتفاء أصولهم وتتبع خطوط هجراتهم وتطورهم الاجتماعي وأنماط حياتهم.
صور تاريخية
يضيف المهيري: الكتاب يضم مجموعة من الصور لوثائق تاريخية، ومنها: الورقة الأخيرة من مخطوطة تضم مجموعة من منظومات ورسائل أحمد بن ماجد، ومخطوطة مقامات الحريري، والورقة الأخيرة من مخطوط المصحف الشريف بقلم الشيخ حسن بن أحمد بن حسن الزرافي، والورقة الأولى من مخطوط «المولد الشريف» ملك الشيخ حسن بن علي بن حسن الزرافي، والعديد من الصور للوثائق التي يستعرضها الكتاب، بالإضافة إلى عرض خرائط موجة الهجرات الياسية الأولى والثانية.
التعليقات