دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قبل بضعة أعوام، كان الأمريكي ديفيد غوتنماشر، يبحث عن كاميرات قديمة في متجرٍ للأغراض المستخدمة في منطقة بروكلين الأمريكية، عندما لاحظ وجود دلو كبير مليء بالصور القديمة.
وعلى الفور، شعر غوتنماشر أن تلك الصور، واللحظات الثمينة التي التقطتها الأجيال السابقة، لا ينبغي أن تبقى مُهملة في المتجر.
وقال غوتنماشر في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: “فكّرت أنه إذا انتهى المطاف بصور عائلتي هناك، سأتمنى أن يحاول أحدهم إعادتها لي”.
ومن هناك، شَرَع غوتنماشر بمهمة البحث عن الذكريات المفقودة، ومشاركة ما يجده عبر الإنترنت، آملاً بالعثور على أصحابها.
وحتّى الآن، حصدت صفحة “Museum of Lost Memories”، أو “متحف الذكريات الضائعة”، عبر “إنستغرام” على حوالي 500 ألف متابع، بينما حازت اكتشافاته المثيرة للإعجاب على الآلاف والملايين من المشاهدات.
وأشار الأمريكي إلى أنه يعتبر نفسه المصوّر الوثائقي الخاص بعائلته، قائلًا: “بطبيعة الحال، لطالما كان علم الأنساب، وتوثيق الذكريات الشخصيّة جزءًا من حياتي”.
صور أثارت إعجاب الملايين
ومن أحدث الكنوز التي شاركها غوتنماشر، مجموعة من الصور الساحرة التي يبدو أنها التُقطت خلال عطلة بمصر في الستينيات من القرن المنصرم.
ومنذ أكثر من عام، اشترى غوتنماشر مجموعة كبيرة من الشرائح الفلميّة في متجر للأغراض المُستعملة في مدينة نيويورك الأمريكية.
ورُغم تفقده لغالبية الصور ضمن المجموعة، التي احتوت على مشاهد من فيتنام، والأردن، وأفغانستان، إلا أنه لم يفتح حزمتين كُتب عليهما “أبو غراب”، و”مدينة الموتى، القاهرة” إلا في الآونة الأخيرة.
وقرّر غوتنماشر مشاركة ما رآه في يوليو/تموز.
وقال الأمريكي: “تُظهر غالبية الصور المعالم الأثريّة، والمناظر الحضريَة، والطبيعة”.
وبما أنه عثر عليها في نيويورك، فهو يعتقد أن صاحبها الأصلي قد يكون شخصًا أمريكيًا سافر إلى مصر.
وتضمنت الحزمتان 27 صورة.
وتُعد مدينة الموتى جزءًا من مدينة القاهرة التاريخية، والمدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو منذ عام 1979.
ويعود تاريخها إلى الفتح الإسلامي لمصر في القرن السابع، وكان السهل عند سفح جبل المقطم، جنوب شرق القاهرة الحالية، بمثابة موقع دفن مهم للبلاد.
وتحمل منطقة أبو غراب، الواقعة شمال أبو صير، بُعدًا تاريخيًا، إذ شيّد بها مؤسس الأسرة الخامسة، الملك “أوسر كاف”، معبد الشمس الخاص به، بحسب الموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات بمصر.
رحلة البحث مستمرّة
وأكّد المصور أن صور تلك الرحلة تلقّت رواجًا واسعًا بين متابعيه، وتمّت مشاهدتها عبر “إنستغرام” أكثر من 7 ملايين مرة.
وحتّى الآن، تمكنت منصته من إعادة آلاف الذكريات إلى أكثر من 30 عائلة، وقال غوتنماشر: “إلى الآن لم يطالب أحد بالصّور التي التُقطت في مصر، لكن نأمل أن يتعرّف شخصٌ ما على أحد الأشخاص في الصّور، لنتمكن من لمّ شمله مع عائلة المالك”.
وقد يكون العثور على أصحاب الصور مهمة أصعب. وشرح الأمريكي: “لا يوجد سوى عدد قليل من الصور التي تُظهر الأشخاص في المجموعة، ما يجعل التعرّف إلى المالكين أكثر صعوبة”، مضيفًا: “رغم ذلك، توثّق الصّور لحظات فريدة لحقبة زمنية، مميّزة بكل الأحوال”.
التعليقات