وقال تقرير لصحيفة “تايمز” البريطانية، إن الخيارات أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بعد الهجوم الأوكراني المضاد الأخير، إما قبول هزيمة مذلة أو مضاعفة سعيه لتحقيق النصر العسكري.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع وجود وحدات احتياطية روسية محدودة، يمكن للنزاع أن يشهد استخدام السلاح النووي.
وكان الرئيس الأميركي قد أصدر تحذيرا واضحا إلى نظيره الروسي، يوم السبت، عندما سئل عما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتن سيلجأ إلى السلاح النووي، قائلا:” لا تفعل لا تفعل لا تفعل”. وحذر بايدن موسكو بأن الولايات المتحدة سترد بنفس قوة الأفعال الروسية.
وجاء حديث الرئيس الأميركي ردا على سؤال بشأن احتمال لجوء بوتن إلى أسلحة كيميائية أو أخرى تكتيكية نووية.
وأفاد بايدن “ستغيّر وجه الحرب بشكل لا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية”. وأضاف “سيصبحون (الروس) منبوذين في العالم أكثر من أي وقت مضى”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، قد يستخدم أسلحة نووية تكتيكية، ربما في تفجير استعراضي فوق البحر الأسود أو بالمحيط المتجمد الشمالي أو داخل الأراضي الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي كبير أن هناك نقاشا جاريا داخل وكالات الاستخبارات الأميركية إذا ما كان بوتن يعتقد بأن مثل هذه الخطوة (استخدام السلاح النووي) ستخاطر بعزل بلاده عن البلدان التي هي في أمس الحاجة إليها -خاصة الصين-، أو إذا ما كان يحتفظ بهذا الخيار على سبيل الاحتياط.
كيف يمكن لروسيا استخدام السلاح النووي؟
– بحسب التايمز فإن بوتن لا يستطيع حتى مع سلطاته الرئاسية أن يأمر بشن هجوم نووي بمفرده.
– يعتقد أن هناك 3 حقائب نووية تشكل “نظام القفل الثلاثي”، الذي يستغرق تفعيله نحو 20 دقيقة.
– لدى بوتن واحدة منها تحتوي على نظام من الرموز، وليس بها مفتاح نووي، وعند تشغيلها يُرسل الرمز إلى وزير الدفاع الروسي.
– يُرسل الرمزان إلى رئيس الأركان العامة (حاليا الجنرال فاليري غيراسيموف) الذي يمكنه بدوره تنفيذ الأوامر عندما تتجمع لديه مجموعات الرموز الثلاث.
كيف ستتأثر دول الجوار حال استخدمت موسكو سلاحا نوويا؟
الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان قالت لموقع “سكاي نيوز عربية”: “في السيناريو غير المحتمل للغاية المتمثل في استخدام سلاح نووي من قبل روسيا، سيعتمد مستوى التأثير على ما إذا كان يتم استخدام سلاح نووي تكتيكي أو قنبلة كاملة الحجم”.
- في أي من السيناريوهين السابقين، يتطلب الأمر ما لا يقل عن 10 أشخاص لنشر السلاح فعليا، وتخريب أي جزء من هذه العملية سيمنع الأمر من أن يكون قابلا للتنفيذ، بحسب تسوكرمان.
- تسوكرمان: “سيكون للسلاح التكتيكي نطاق أصغر من السلاح الكامل الحجم، ولكن من المحتمل أن يمحو أي شيء في الجوار ويؤثر على الزراعة وإمدادات المياه المستخدمة في أوروبا الشرقية”.
- تعتمد الإمدادات التي ستتأثر فعليا على موقع السلاح وحجمه ومدى استخدامه.
- السلاح كامل الحجم سيكون له تأثير مماثل للقنابل المستعملة في هيروشيما وناغازاكي.
- من المرجح أن تتأثر تركيا إذا تم تنفيذ الضربة بالقرب من أوديسا وهي أقرب نقطة إلى مضيق البوسفور، كما يرجح أن تتأثر أوروبا الشرقية والوسطى بذلك الحدث المخيف الذي يتم بالقرب من الحدود مع بولندا ورومانيا.
كيف سيتأثر العالم العربي؟
– سيتأثر الشرق الأوسط بشكل غير مباشر فقط، من خلال ارتفاع الأسعار ونقص الحبوب والمواد الأخرى والتأثير على إمدادات المياه والأسماك عبر البحر الأسود، وفق تسوكرمان.
– بحسب تسوكرمان، فإن الضربة العرضية على محطة نووية هي أكثر احتمالية بكثير من الضربة النووية، لأن إخراج طائرة أو أجسام أخرى تحيط بالخطة أصعب من التدخل فيها.
وتعليقا على احتمال لجوء روسيا للسلاح النووي، قال ماهر عزيز استشاري الطاقة والبيئة عضو مجلس الطاقة العالمي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “عند إحساس بوتن بلحظة خطر داهم لابد أن يحسم الأمر لصالح روسيا ومن ثم سيضطر لاستخدام أسلحة بها رؤوس نووية مع الحرص على أن يكون خطر الإشعاع الصادر عنها يكون محدودا ولا تتجاوز مساحة أضراره عدة كيلومترات”.
وفي حال استخدام سلاح نووي كامل التأثير ستكون التأثيرات واسعة على العالم كله وستطال روسيا نفسها، وفق عزيز الذي أكد أن العالم العربي سيبحث وقتها عن بدائل للموارد التي يتم استيرادها من روسيا أو أوكرانيا، وستشهد أسعار المواد الغذائية مزيدا من الارتفاع، وسيتجه العالم لبدائل عن القمح والحبوب المصدّرة من هذين البلدين.
وبدوره قال المحلل السياسي، أندرو بويفيلد لموقع “سكاي نيوز عربية” إن أي تحرك لتجهيز ونشر الأسلحة النووية الروسية سوف يكون مرصودا من جانب الأقمار الاصطناعية لأميركا ودول حلف شمال الأطلسي.
معضلة التدخل الوقائي
بحسب بويفيلد، فإنه “اعتمادا على المعلومات الاستخباراتية وفي ظل فشل كل المحاولات الدبلوماسية لإقناع روسيا بالعدول عن تصرفها قد تقرر دول الناتو التدخل لمنع إطلاق تلك الأسلحة بمختلف الوسائل”.
واختتم المحلل السياسي حديثه قائلا: “هناك مخاطر هائلة مرتبطة بهذا القرار إذ أن أي هجوم قد يعجّل بهجوم أسوأ للغاية من جانب روسيا ومن الممكن تصنيفه على أنه عدوان من الناتو وليس دفاعا وقائيا”.
التعليقات