التخطي إلى المحتوى





 

دبلوماسيا ومهذبا كعادته، هكذا ظهر في البيان الذي صدر عنه بعد يوم  من انعقاد الجلسة الأولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، فسليم اده، الذي حاول النواب الـ ١٣ التلطي وراء اسمه، شكر مسعاهم، وذكّرهم أنه يرغب في الاستمرار في خدمة بلاده من الباب الإنساني الذي يراه مناسبا خلال هذه الفترة.
وفي هذا الإطار وفي معلومات خاصة ب “لبنان 24″، لم يتجاوب إده مع رغبة “النواب التغييريين” في ترشيحه ولا بأي شكل من الأشكال، لا بل كان جازما وواضحا عندما طرح عليه الموضوع مرارا وتكرارا.

ويبدو أن نواب التغيير، أرادوا المضي بانتخاب إده على الرغم من عدم رغبته في خوض الاستحقاق الرئاسي.

وفي هذا الإطار، يقول مرجع مطلع لـ “لبنان 24” أن “تسمية إده تأتي من ضمن سياق عام ينتهجه “نواب التغيير”، ويسعون من خلاله  الى الابتعاد الفعلي والحقيقي عن طرح المعالجات الضرورية واللازمة للأزمة اللبنانية،  وعن محاولة عدم الإجابة الصريحة على الإشكاليات الملحة التي تسيطر على الواقع اللبناني”.

ويضيف  “من الواضح أن النواب التغييريين يعيشون هواجس متعددة أبرزها محاولتهم البحث عن المثالية في أدائهم السياسي، فعلى سبيل المثال، حاولوا لعب دور (ابو ملحم) عبر مبادرة رئاسية جالوا فيها على الجميع من دون اقدامهم على أي مواجهة ممكنة، وتمسكهم باسم إده، ما هو الا محاولة لاطهار”مثاليتهم” ومحاولة الابتعاد عما تتطلبه الواقعية السياسية.وهنا يطرح السؤال نفسه، كيف لفئة من النواب أن تنتخب رئيسا لا يريد اصلا أن يدخل المعترك السياسي اللبناني، لا من بابه الوزاري ولا النيابي ولا الرئاسي؟

وهنا لا بد من الاشارة، إلى أن هذا النوع من الأداء يمكن أن يعتبر “خطيئة مميتة”،  تسجل في سجل النواب التغييريين، الذين،إن أرادوا حقا التغيير والتطوير، عليهم أن يبتعدوا عن المناورة وعن اللف والدوران والتلطي وراء اسماء وشخصيات، والاتجاه إلى المواجهة بمعنى العمل على طرح الحلول وخلق مجالات واقعية وفعلية للعمل”.

وفي سياق متصل، يرى المصدر عينه، أنه من “المعيب الحديث عن فسح المجال أمام شخصية كشخصية رجل الأعمال سليم إده لدخول الحياة السياسية، فإده لو أراد امتهان العمل السياسي في لبنان لكان دخل المعترك من المفاتيح الكثيرة التي يمتلكها والتي أبرزها تاريخ مشرّف قادته عائلته وتحديدا والده الوزير الراحل ميشال اده الذي لقب بالمرشح الدائم لرئاسة الجمهورية”.

ويرى المرجع ان ” من يعرف عائلة إده عن قرب، يعرف أنه لا يمكن لأي أحد حشرها في زاوية تغييرية أو غير تغييرية، فهذه العائلة لها مساهمات سياسية متعددة في تاريخ لبنان ما قبل الطائف وما بعده، كما لها مساهمات إنسانية وتربوية تظهر الايمان الفعلي في لبنان الكبير بصيغته الحالية وبوصفه مساحة آمنة للحريات والثقافة والمعرفة.

فسليم إده الذي يعلم الجميع أنه دائم الوقوف إلى جانب اللبنانيين من خلال أعماله المختلفة، ينتمي إلى عائلة تؤمن بالتربية وبانماء البشر قبل الحجر ، فهذه العائلة اهتمت كثيرا بالشق التربوي وكان لها مساهمة كبيرة في إنماء التربية والتعليم في شمال لبنان عبر تطويرها لإحدى المدارس الرسمية في بلدة سبعل في قضاء زغرتا، لتصبح نموذجا لما يحب أن يكون عليه التعليم الرسمي فعلا ومحجّا للأهالي من مختلف الانتماءات والتوجهات”.

ويشدد المرجع على أن “حشر اسم سليم إده في صفوف (التغييريين) قد يكون فيه نوعا من الظلم له ولتاريخه، إذ أن عائلة اده لا يمكن أن ترفض أي شخص لمجرد أنه ينتمي إلى بيت سياسي، لا بل يمكن لهذه العائلة أن تميّز بشكل جدي بين البيوت السياسية التي خدمت لبنان والأخرى التي نهبته”.

ويختم المرجع معتبرا أن ” سليم إده الذي يشكل رمزا من رموز  المارونية السياسية في مرحلتها الذهبية، لا يمكن أن يحاول أي طرف ترشيحه بمعزل عن القوى المسيحية المختلفة الممثلة في المجلس النيابي، إذ أن العائلة والنفس اللذين يمثلهما  غالبا ما دعيا إلى الوحدة والتفاهم ضمن الصفوف المسيحية والوطنية”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *