التخطي إلى المحتوى

وقال رئيس نادي المحامين بالمغرب، مراد العجوطي، عبر صفحته الخاصة في”تويتر”، إن وزارة الثقافة والشباب والاتصال، كلفته بتوجيه إنذار قضائي للممثل القانوني لشركة أديداس العالمية، بدعوى أن الشركة استخدمت في قمصان الخضر، تصميم مستوحى من نقوش الزليج المغربي. 

وكانت شركة “أديداس” الراعية للقمصان الجديدة للمنتخب الجزائري، قد نشرت عبر حسابها الرسمي على “تويتر” تغريدة قالت فيها أن القمصان مستوحاة من التصاميم العريقة لقصر المشور في مدينة تلمسان الجزائرية.

ولم يرد أي رد أو تعليق رسمي من طرف وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، في مقابل ذلك اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بالتعليقات التي تدافع عن قميص محاربي الصحراء.

توظيف سياسي لتراث مغاربي

وتأسف الباحث الجزائري ومدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بالجزائر، عبد القادر دحدوح للتوظيف السياسي لهذه المسألة.

وقال دحدوح لموقع سكاي نيوز عربية: “هذا تراث مغاربي مشترك ونحن في الجزائر لا ننسبه للجزائر وحدها، وإنما نقول إنه تراث إنساني مغاربي مشترك يجمع سكان شمال أفريقيا ولا نقصى منه أحد”.

وتحدث الباحث الجزائري عن أصول الزخرفات قائلا: “هذه الرسومات الزخرفية هي أقدم النماذج من نوعها وقد ظهرت في شمال أفريقيا لأول مرة في قلعة بني حماد، في محافظة المسيلة شرق الجزائر (بنبت سنة1007 إلى 1008 م على يد حماد بن بلكين)، ولا تزال لها بقايا أثرية تحمل نفس الأشكال إلى يومنا هذا وهي أثار موجودة في عدة متاحف جزائرية مثل متحف سطيف وقسنطينة وقالمة “. 

وتُعتبر تلك الرسومات شاهدا على البزوغ الأول لفن الفسيفساء الزخرفي، في المغرب العربي، التي تشكل أهم الأشكال الفنية الجزائرية اليوم.

واستغرب عدد من الباحثين الجزائريين، تحرك المحامي المغربي لهذا الغرض وفي مثل هذا التوقيت الذي تشهد فيه العلاقات الجزائرية المغربية توترا دبلوماسيا.

وأكد دحدوح على ضرورة تترك مثل هذه النقاشات للباحثين والمتخصصين من أجل الحفاظ على علاقة الشعوب وعدم خلق الفتن.

واستشهد المسؤول الجزائري في قطاع التراث بالأحرف العربية التي تصنف كتراث عربي مشترك والتي لا يمكن لأي بلد عربي أن يقصى بلد آخر من هذا الموروث المشترك، مؤكدا على أن محاولة إقصاء أي بلد، يعود مساساً بالسيادة الثقافية للبلدان المغاربية ككل.

تقاطعات تاريخية تغذي الخلافات

ويُعَرِف عدد من الباحثين المغاربة على رأسهم عبد العزيز توري في كتاب “الفن الإسلامي في البحر المتوسط”، الصادر عن وزارة الشؤون الثقافية بالمملكة المغربية ومتاحف بلا حدود عام 2001، “فن الزليج” على أنه شكل من أشكال الفن الإسلامي للهندسة المعمارية، الذي يوجد في المغرب والجزائر وتونس منذ القرن الرابع عشر.

من جهة ثانية، تناول عدد من الباحثين الجزائريين وعلماء الآثار الأصول التاريخية لفن الزخرفة في شمال أفريقيا، كما أوضح الباحث الجزائر الراحل لخضر درياس في كتابه” قلعة المشور الزيدانية، تاريخ وتنمية” جوانب مهمة من تاريخ الزخرفات وأصولها المغاربية.

ويرى عالم الآثار الجزائري كمال ستيتي أن التراث المادي واللامادي أصبح مادة دسمة لخلق أمواج من حروب التصريحات والاتهامات بين المغرب والجزائر في الآونة الأخيرة على هامش الأزمة الدبلوماسية بين البلدين مما يغذي الخلافات في مواقع التواصل الاجتماعي. 

وقال ستيتي لموقع سكاي نيوز عربية: “هناك تقاطعات تاريخية كبيرة في بلدان المغرب العربي، ولا يمكن لأي بلد أن ينسب مثل هذه الأمور له فقط”.

وأكد الباحث الجزائري أن الفن الزخرفي، يتكون من عدة أشكال متجانسة لها أبعاد فنية مختلفة، والتي سعى القدماء على ابتكارها وفق خيالهم الفنان في العصر القديم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *