التخطي إلى المحتوى

وكانت المناورات قد انطلقت، الخميس الماضي، في أقصى الشرق الروسي، بمشاركة قوات من 14 دولة، هي: أذربيجان والجزائر وأرمينيا وبيلاروس والهند وقرغيزستان والصين ومنغوليا وطاجيكستان وكازاخستان ولاوس وميانمار ونيكاراغوا وسوريا، بالإضافة إلى روسيا، ومن المقرر أن تُنهي فعالياتها غدا الأربعاء.

ما هي دلالات حضور بوتن؟

تميز اليوم السادس من هذه المناورات بوصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الثلاثاء، إلى “ساحة تدريب سيرجيفسكي”، بحسب ما صرح به المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف الذي نوّه بأن بوتن سيحضر فعاليات “فوستوك 2022″، كما سيعقد اجتماعا مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة فاليري غيراسيموف.

ووفقًا لخبراء متخصصين في الشؤون الروسية، فإن أبرز دلالات حضور بوتن إلى شرق البلاد تتمحور حول الآتي:

  • التأكيد على ما جاء على لسان بوتن، أمس، أثناء حضوره فعاليات “المنتدى البيئي للشباب لعموم روسيا”، عندما قال إن بلاده هي “أرض شروق الشمس”، مشيرا إلى أن أراضي روسيا الاتحادية تقع شرق اليابان ونيوزيلندا، أي الدولتان المدرجتان جغرافيا على قائمة مصدر طلائع الشروق على سطح كوكب الأرض.
  • التلويح للغرب الأميركي والأوروبي بأن انخراط القوات الاتحادية الروسية في “العملية العسكرية الخاصة”، المتواصلة منذ 24 فبراير الماضي في أوكرانيا، لم تحُل دون قيام هذه القوات باستضافة “مناورات فوستوك 2022” بمشاركة أعتى الجيوش المنضوية في قائمة طلائع المؤسسات العسكرية في العالم.

ما هو ترتيب هذه الجيوش عالميا؟

شاركت جيوش 14 دولة في مناورات القيادة الاستراتيجية والأركان “فوستوك 2022″، التي تستضيفها روسيا وتشمل 3 من أقوى جيوش العالم.

  • تضم الجيوش المشاركة ثاني وثالث أقوى جيشين في العالم، وهما الجيش الروسي والجيش الصيني، إضافة إلى الهند التي تمتلك رابع أقوى جيش في العالم، حسبما تشير إليه إحصائيات موقع “غلوبال فاير بور” الأميركي لعام 2022.
  • أورد الموقع التصنيف العالمي لكل جيش من الجيوش المشاركة في مناورات “فوستوك 2022″، التي تعرف أيضًا بـ”الشرق 2022” كالآتي:
  • روسيا: يصنف جيشها في المرتبة رقم (2) عالميًا، والصين: يصنف جيشها في المرتبة رقم (3) عالميًا، والهند: يصنف جيشها في المرتبة رقم (4) عالميًا، بالإضافة إلى الجزائر (31) وسوريا (47) وبيلاروسيا (52) وأذربيجان (63) وكازاخستان (64) وقيرغيزستان (90) وأرمينيا (98) ومنغوليا (102) وطاجيكستان (111) ونيكاراغوا (122)، بينما الدول المتبقية مثل لاوس وميانمار ليست ضمن إحصائيات الموقع.

هل ستشكل روسيا حلفا في مواجهة الناتو؟

يجيب معظم المتخصصين في الشؤون الروسية عن هذا السؤال بأسئلة مضادة مفادها:

  • ماذا تريد الولايات المتحدة الأميركية من روسيا الاتحادية؟
  • هل هي ترغب إدارة الرئيس جو بايدن في الدخول في مواجهة مباشرة، وجها لوجه مع روسيا، أم إنها ستكتفي بـ”حروب الوكالة”، بالإنابة عنها، على غرار ما يجري على الساحة الأوكرانية منذ 24 فبراير الماضي؟.
  • ما الذي يمكن توقعه لو عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة على صعيد “تحسين” العلاقات بين واشنطن وموسكو؟.

يرى المتخصصون في الشؤون الروسية هنا أن الإجابات عن هذه الأسئلة ستبقى خاضعة، حتى إشعار آخر، لمزاجية “الكر والفر”، ولكنهم يُجمعون على فحوى ما قاله البروفسور أليسكندر دوغين، والد الضحية داريا دوغينا التي سقطت، الشهر الماضي، جراء تفجير سيارتها في إحدى ضواحي موسكو، عندما قال ما حرفيته: “ولكن ماذا عنّا؟ نحن لسنا بحاجة إلى الحرب. ليس الآن، ولا غدا، أبدا. لم يحدُث قط في التاريخ أنّنا كنّا بحاجة للحرب. لكننا قاتلنا باستمرار، وفي الواقع، دائما كنّا ننتصر. تكبّدنا خسائر رهيبة وبذلنا جهودا جبّارة، ولكننا فزنا. ونحن سوف نفوز دائمًا. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فاليوم لن يكون لدينا مثل هذا البلد العظيم الخالي من السيطرة الأجنبية”.

يذكر أن عدد الجنود المشاركين في “مناورات فوستوك 2022” بلغ نحو 50 ألف عسكري ونحو 5 آلاف قطعة سلاح وعتاد عسكري بينها 140 طائرة و60 وحدة بحرية.

كما يشار أيضًا إلى أن باحثين وخبراء عسكريين أميركيين رأوا أن هذه المناورات الضخمة مؤشر واضح إلى أن الروس يعقدون العزم على وضع حجر الأساس لبناء حلف عسكري ضارب ومواز لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في ظل تصاعد الأزمة في العلاقات الروسية والصينية مع الولايات المتحدة الأميركية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *