وقالت وزارة الدفاع الروسية على “تلغرام”، إنه “تم تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائدا للمجموعة المشتركة من القوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.
ويأتي هذا التغيير ضمن سلسلة قرارات وإجراءات أعلنتها موسكو خلال الآونة الأخيرة، في خضم خسائر منيت بها روسيا في أوكرانيا أثارت انتقادات داخلية، ودفعت الرئيس فلاديمير بوتين لإعلان تعبئة مئات الآلاف من الروس للمشاركة في الحرب، فضلا عن ضم 4 مناطق أوكرانية سيطرت عليها موسكو كليا أو جزئيا.
وتزامن استبدال قائد القوات الروسية في أوكرانيا مع انفجار خلف دمارا جزئيا في جسر القرم، الذي يشكل شريانا رئيسيا لإيصال الإمدادات إلى شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو، وإلى قواتها في أوكرانيا بشكل عام.
من هو القائد الجديد؟
• الجنرال سوروفيكين يبلغ من العمر 55 عاما، وعمل بالجيش الروسي قائدا للقوات المحمولة جوا.
• كان مسؤولا عن إنشاء الشرطة العسكرية الروسية، وهي منظومة جديدة داخل الجيش الروسي.
• قاد سوروفيكين المنطقة العسكرية الشرقية بين عامي 2013 و2017.
• سبق أن شارك في الحرب الأهلية في طاجيكستان خلال التسعينيات، وفي حرب الشيشان الثانية في بداية الألفية الثالثة، وفي التدخل الروسي في سوريا الذي بدأ عام 2015.
• كان يقود مجموعة قوات الجنوب في أوكرانيا، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الروسية يعود إلى يوليو.
التوقيت والدلالة
ويقول المحلل السياسي ليون رادسيوسيني لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “القرار يعكس عدم رضا الرئيس الروسي عن النتائج الحالية للعملية العسكرية، خاصة في ظل الخسائر المتتالية والانسحابات الروسية من مدن وبلدات في الجنوب والشرق، والتفجيرات التي طالت القرم أكثر من مرة، وفي المقابل يعكس القرار النجاحات الأوكرانية ونتائج المساعدات العسكرية الغربية”.
وأضاف رادسيوسيني أن “القرار جاء بعد انتقادات داخلية طالت الجيش والسلطة، خاصة عقب قرارات التعبئة العسكرية التي مست المواطنين الروس ودفعت بعضهم للهروب خارج البلاد خشية التورط في الحرب”.
وأوضح أن “بوتين يخطط لبدء مرحلة جديدة من الحرب بقيادة جديدة بعد تعبئة عشرات الآلاف من الجنود، والسيطرة على كامل دونباس ثم تجميد الحرب. قرار التعبئة ثم تغيير القيادة قد يكون له تأثير في مسار المعارك، ومن المتوقع أن يغير طبيعة العمليات القتالية ويزيد زخمها، من ناحية رفع عدد الجنود وحجم الأسلحة”.
وحول مستقبل الحرب، قال رادسيوسيني إن “روسيا تتطلع إلى إطالة أمد الصراع قدر الإمكان من خلال إلقاء مئات الآلاف من الأشخاص كوقود للمدافع، وإعلان ضم مناطق استراتيجية”.
ويضيف: “نظرا لاقتراب الطقس البارد فمن المحتمل أن تهدأ الحرب خلال الشتاء، وحتى لو كانت لدى روسيا الموارد للسيطرة على الأراضي وإطالة أمد القتال، فلن تكون قادرة على عكس مسارها والعودة إلى الهجوم”.
و”لذلك فإن الصراع إما أن يطول إلى أجل غير مسمى حتى تحصل أوكرانيا على القدرات اللازمة لتحقيق نصر حاسم، أو يمكن أن ينتهي الأمر إلى أن يصبح صراعا مجمدا مع بعض أجزاء البلاد التي تسيطر عليها روسيا”، وفق المحلل السياسي.
التعليقات