التخطي إلى المحتوى





كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: على المستوى الرسمي لم يكن الرد الاسرائيلي مفاجئاً برفض ملاحظات لبنان على الاتفاق الاميركي المتعلق بالترسيم البحري للحدود بين لبنان واسرائيل. بقي لبنان متمسكاً بما ناله من الاميركيين من تعهدات بمواصلة التفاوض. المكلف متابعة ملف التفاوض نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لم يقطع تواصله مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين وهو تباحث معه بشأن الملاحظات اللبنانية والرد الاسرائيلي بشأنها وقد وضعها في اطار مسار التفاوض الطبيعي، اما الكلام الاسرائيلي عن استنفار استعداداً لعمل امني على الحدود فهو ايضاً يدخل في اطار المفاوضات. فـ»حزب الله» كان اعلن اقصى درجات الاستنفار تحسباً لاي اعتداء اسرائيلي. ويؤكد بو صعب ان لبنان يتعاطى كأن شيئاً لم يحصل طالما لم يتلق اي رد رسمي اميركي بعد والملاحظات التي قدمها لا تزال موضع نقاش ونعرف ان البعض أُخذ به والآخر سيكون موضع تفاوض، مشيراً الى ان لبنان ينتظر الرد الاميركي ليبني على الشيء مقتضاه . اما «حزب الله» فلم يزل على موقفه بمنع اي استخراج من كاريش طالما ان لبنان لم يستفد من حدوده البحرية بعد. طوال فترة المفاوضات كان الاميركي يطمح الى الحصول على ضمانات من «حزب الله» واهتم بموقفه. اخذ الاميركي اتفاق الترسيم البحري على عاتقه. صاغ فقراته بنفسه ليختصر من خلاله المفاوضات مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي. وهذا بحد ذاته يشكل ضمانة بأن الاميركي لا يريد العودة الى الوراء بدليل ما قاله البيت الابيض ان «الاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل تراجع لكن يمكن إنقاذه» وهذه مهمة على عاتق الاميركيين.يترقب «حزب الله» تداعيات الرفض الاسرائيلي وعينه على الاميركي. خاض الحزب معركة الحدود البحرية وربحها من دون ان يسقط له شهيد. اثبت ما حصل وجود قوته الرادعة باعتراف الاسرائيليين انفسهم. صحيح ان التفاوض والعمل الديبلوماسي اوصلا الى النتيجة المرجوة لكن ايضا فان الدور الاكبر هو لتدخل «حزب الله» في الوقت المناسب، اختار الانتخابات الاسرائيلية وحاجة اميركا الى النفط الاسرائيلي لتغطية حاجة الاوروبيين. الاميركي لاعب اساسي هنا وهو من دفع باتجاه انجاح المفاوضات منذ اللحظة الاولى وهو كان المفاوض الاول وتولى من خلال اللواء عباس ابراهيم مد الجسور مع «حزب الله» للحصول على تطمينات جعلته يمضي في الضغط على الاسرائيلي.كان «حزب الله» ينتظر مسار التعاطي الاسرائيلي مع الاتفاق الاميركي بشأن الحدود البحرية. ردود الفعل كانت متوقعة من قبله لكنه يعرف حكماً ان الطرف الاقوى في ما تم الاتفاق بشأنه هو الجانب الاميركي المتلهف لانجاز الخطوات وبلورتها للوصول الى الغاية المرجوة. قبل القرار الاسرائيلي كما بعده لا يزال «حزب الله» وفق مصادر مطلعة على موقفه متمسكاً بالمعادلة التي تقول لا استخراج من كاريش ما لم يحصل لبنان على حقوقه. هي مرحلة استنفار بين لبنان واسرائيل وهي الادق والاصعب حيث يعلن الطرفان الاستنفار تحسباً للاسوأ لكن مع فارق ان الاميركي هو الجهة الضامنة وهو الذي سعى جاهداً لابرام الاتفاق وصياغته ويضع ثقله لبلوغ خواتيمه المرجوة. فهل سيقبل بضربة ثانية موجعة بعد قرار الاوبك بتراجع انتاج النفط؟ ام ان كل ما يحصل يدخل في باب الضغط النفسي وهو المرجح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *