بلومبيرغ: هكذا ستمول السعودية مشروع “نيوم”
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ارتفاع ضغط الدم يُعتبر من أحد عوامل الخطر المعروفة المسببة لمرض “كوفيد-19” الشديد، حدّ الاستشفاء والموت. وأظهرت الأبحاث أنّ ارتفاع ضغط الدم يضاعف من خطر الإصابة بكوفيد الشديد، رغم التحصين الكامل.
السعودية.. قرار جديد بشأن تأشيرات الدخول ومدة الإقامة
ويُقاس ضغط الدم بوحدات ملليمترات من الزئبق، قوامها رقمين، علوي أو انقباضي يمثّل أقصى قدر من الضغط في الشرايين، وسفلي أو انبساطي يُظهر الضغط في الشرايين عندما تكون عضلة القلب في حالة راحة بين النبضات.
شاهد.. مداهمة شقة سكنية لوافدين وسط الرياض.. وبعد تفتيشها كانت المفاجأة
لكن ما الذي يعتبر ارتفاعًا كافيًا لقراءة ضغط الدم الذي يتسبب بهذا الخطر؟ حتى الآن، لم يكن العلماء متأكدين. لكن دراسة جديدة أجريت بإنجلترا، ونُشرت في مجلة “PLOS One” الأربعاء، أجابت على هذا السؤال.
وقالت هولي بافي المؤلفة الرئيسية للدراسة، وطالبة الدكتوراه في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، التي تموّلها مؤسسة القلب البريطانية، لـCNN: “تبيّن لنا أنّ الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المشخّص، زاد خطر الإصابة بـ”كوفيد-19″ لديهم بشكل كبير ما أن تجاوزت القراءة العليا 150 مم زئبق، أو تجاوزت القراءة السفلية 90 مم زئبق، مقارنةً مع ضغط الدم المستهدف (120-129 / 80-89 مم زئبق)”.
وتوصّل البحث إلى أنّ من يعانون من هذا المستوى من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، أكثر عرضة للاستشفاء والموت جراء فيروس كورونا، بعيدًا من عوامل الخطر المعروفة الأخرى مثل العمر، أو العرق، أو السمنة.
وتمكّنت الدراسة الجديدة من التعمّق في هذا الأمر، وأن تكون أكثر تحديدًا بسبب التكامل المتأصّل بالخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة.
ويسمح هذا المستوى بمشاركة البيانات والوصول إلى “بيانات دقيقة حول تحكم المرضى بضغط الدم على المدى الطويل”، وفقًا لما ذكره الدكتور جوزيف إيبينغر، الأستاذ المساعد في طب القلب، ومدير التحليل السريري في معهد سميدت للقلب التابع للمركز الطبي سيدارز سيناي، في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
وأوضح إيبينغر، غير المشارك في الدراسة، أنهم “وجدوا أن الأمر لا يتعلق فقط بتشخيص ارتفاع ضغط الدم، بل بزيادة الخطر بالتوازي مع ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، وهو مقياس لانعدام السيطرة”.
وتأسّف إيبينغر لأنّ الكثير من الناس يفشلون بالسيطرة على ضغط الدم بشكل صحيح، حتى بعد تشخيصهم به وتناولهم الأدوية.
وأوضح أنّ “التقديرات تشير إلى أن أقل من نصف عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم يسيطرون بالفعل على ارتفاع ضغط الدم لديهم، وهذه مشكلة كبيرة”.
وتابع: “مرد ذلك إلى عدد لا يُحصى من العوامل، منها: نقص التشخيص، ونقص التوعية، وعدم الالتزام بالأدوية، وقصور العلاج”.
ومن الناحية الإيجابية، وجدت الدراسة الجديدة أن النجاح بخفض ضغط الدم من خلال الأدوية، ارتبط بانخفاض موازٍ بخطر الإصابة بفيروس كوفيد الحاد.
وقالت بافي إنّه “من المهم الإنتظام بإجراء فحوص ضغط الدم، ومحاولة الأطباء السيطرة على ضغط الدم لمرضاهم”.
وأوضحت أنّ “التحكّم بضغط الدم للوصول إلى المستويات المستهدفة أمر مهم، مهما كان نوع العلاج المستخدم لتحقيق ذلك”، مضيفة أنّه “في نهاية المطاف، سيساعد التحكم بضغط الدم على تقليل مخاطر المعاناة الشديدة من سلالات جديدة من كوفيد-19، أو فيروسات أخرى مستقبلًا”.
دليل تمهيدي عن ضغط الدم
وتفيد المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بأنّ قراءات ضغط الدم “الطبيعية” تتراوح عادة بين 120 ملم زئبقي انقباضي (القراءة العلوية) و80 ملم زئبقي الانبساطي (القراءة المنخفضة).
ولفت إيبينغر إلى أنّه يرجّح أنّ تسمع هذا الرقم غالبًا. ورغم ذلك، قد لا يكون هذا الرقم الذي يستهدفه طبيبك لعلاجك.
وأوضح أنّ الأطباء اعتادوا استهداف قراءة ضغط الدم أدنى من 140/90 للسيطرة على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة. ثمّ، عام 2015، غيّرت النتائج التي توصّل إليها اختبار SPRINT، أو تجربة التدخل بضغط الدم الانقباضي، التي نُشرت في “The New England Journal of Medicine”، تفكير العديد من المهنيين الطبيين.
ووجدت تجربة SPRINT أنّ استهداف ضغط الدم الأدنى من 120 انقباضي (الرقم الأعلى) بين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ولا يعانون من مرض السكري، يحدّ من غالبية حالات أمراض القلب والوفاة. ورغم ذلك، كان هناك بعض الآثار الجانبية، وفقًا للتجربة، ضمنًا “ارتفاع معدل إصابة الكلى، أو الفشل الكلوي الحاد ضمن مجموعة العلاج المكثف”.
ولفت إيبينغر إلى أنّ هذا الاحتمال يثير القلق عندما يتعلق الأمر بكبار السن، الذين غالبًا ما يعانون من أمراض مزمنة متعددة مثل مرض السكري من النوع 2، ومخاوف من أمراض الكلى، وغيرها.
وتابع إيبينغر: “لذلك، قامت الكلية الأمريكية لأمراض القلب وإرشادات جمعية القلب الأمريكية بسد الفجوة عام 2017، من خلال وضع مبادئ توجيهية لقراءة انقباضية أدنى من 130 وقراءة انبساطية أدنى من 80″. وهذا المنطلق أثار بعض الجدل بين الأطباء. وأعتقد أن المستوى الأدنى هو الأفضل. نريد أن نخفض هذا الرقم بقدر ما نستطيع”.
فيما يلي الإرشادات الطبية الحالية التي توصي بها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية:
- ضغط الدم الطبيعي العادي هو 120/80 أو أدنى.
- بين 120/80 و 129/89 تصنّف مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم، ما يعني أن ضغط الدم ليس منخفضًا كما ينبغي، لكنّه غير مرتفع طبيًا.
- 130/80 يعتبر إنذارًا أوليًا، ويصنّف المرحلة 1 مرتفعة.
- 140/90 أو أعلى يعتبر ضغط الدم في المرحلة 2.
- 180/110 أو أعلى، عند تسجيل ضغط الدم هذا المعدل أكثر من مرة، على المريض طلب العلاج الطبي فورًا.
التعليقات