12:10 ص
الجمعة 14 أكتوبر 2022
كتب – محمد شعبان:
لم تكد تنتهي “إيمان” وزوجها “منصور” من حضور ورشة عمل بالقاهرة حتى اصطحبا طفلتهما “ردوينا” في طريق العودة إلى محل إقامتهم بمركز الواحات البحرية جنوب غرب الجيزة.
365 كيلو مترا قطعتها الأسرة لحضور ورشة عمل مهمة ومن ثم العودة. فالزوجة مسؤولة التعاقدات بمجلس مدينة الواحات والزوج موظف بالوحدة المحلية.
مع غروب شمس الأربعاء، تحديدا طريق الواحات البحرية -الذي وصفه كثيرون بحاصد الأرواح- تبادل الزوجان الحديث الذي لم يخل من مداعبة صغيرتهما ذات الست سنوات لكسر ملل وطول الرحلة داخل سيارة “دوبل كابينة” كما لو أن قلوبهم على دراية يما ينتظرهم أعلى طريق الموت.
لافتة على جانب الطريق تشير إلى الرقم “الكيلو 135” الذي توقفت معه عقارب الزمن عاصفة بأسرة كاملة الواحد تلو الآخر. اصطدمت سيارة نقل بمركبة الوحدة المحلية في مشهد وصفه شاعد عيان “المنظر كان رهيب جدا”.
مع تعثر وصول سيارات الإسعاف بسبب عدم وجود تغطيو لشبكة المحمول من جهة وعدم دراية المبلغ بالمكان تحديدًا زاد من خسائر الحادثة التي باتت حديث الساعة بالمركز.
فارقت الزوجة إيمان عبدالله عبد الجواد ٤٤ سنة وطفلتها “ردوينا” الحياة وموظف بمديرية الشباب والرياضة -كان يستقل السيارة رفقتهم- وسائق النقل سامي رجب عبد الونيس حسانين 39 سنة فيما أصيب الزوج منصور عبد الله وقائد سيارة المجلس ممدوح رجب عبدالظاهر ٤٤ سنة.
الحادية عشرة مساء، استقبل مستشفى الواحات المركزي جثامين الضحايا الأربع فيما نقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصي أملا في إنقاذهما إلا أن الزوج لحق برفيقة دربه وابنتهما متأثرًا بإصابته ليعصف الحادث بأسرة كاملة.
بالعودة إلى قرية القصر -مسقط رأس الضحايا- اتشحت البيوت ومن قبلها القلوب بالسواد؛ حزنًا على رحيلهم بنهاية تدمي القلوب وتقشعر لها الأبدان ما بدا جليًا بارتفاع أصوات النحيب وتوافد الأهالي على سرادق العزاء انتظارا للحصول على تصريح الدفن ولم شمل الأسرة من جديد لكن تلك المرة تحت الثرى.
التعليقات